موضوع دوما هو في الصدارة وخاصة من بعض المحللين الاقتصاديين، رغم أن كل جهة حكومية تعلن عما لديها برقم يختلف عن الرقم المعلن في جهة اخرى. الموضوع هو التحويلات للمقيمين في السعودية، فرغم تضارب الارقام إلا أن الكل يصر على نقطة واحدة فقط، وهي أن المبلغ المحول كبير جدا وأن الاولى به ابناء البلد. أتفق مع البعض أن ابناء البلد اولى ولكن ليس على حساب المصلحة العامة للبلد. بمعنى أن هؤلاء المقيمين هم أولا هنا من اجل الكسب الحلال في بلاد الحرمين الشريفين تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين ملك الحزم سلمان بن عبدالعزيز اطال الله عمره. وثانيا من اجل راحتنا ومساعدتنا في امور الحياة، وليس من اجل أن يقال المقيم «ماكل خير البلد». نعود إلى صلب الموضوع وهو التحويلات التي لا يمر يوم إلا ويتم فيها طرح الموضوع وكأنه بات موضوع الساعة لنا مع أن الأولى مناقشة امور اهم وتفت في عضد البلد، وأقصد الجيل الذي يتمرغ في السعودة الوهمية وخلافها. موضوع الحوالات دعوني أتحدث به ضمن الارقام التي تعلن، فمثلا آخر احصاء يقول إن المقيمين في سوق العمل يقاربون 8 ملايين، وايضا ضمن الارقام أن 3 ملايين يتقاضون 1000 ريال و21 الفا 10000 ريال، والبقية بين الرقمين، دعونا نقل الرقم المتوسط لهم 1300 ريال ما يتم تحويله كما صرحت وزارة العمل، ثم نضرب المبلغ في عدد المقيمين 8 ملايين 1300 ريال×8000000 مقيم = 10400000000 مليار ريال ما يتم تحويله شهريا، ولو ضربنا الناتج في 12 شهرا سيكون الاجمالي = 124800000000 مليار في السنة، يعني هنا الرقم جدا عادي في ظل التحويلات من المتوسط للرواتب في حال كانت في الأدنى والاقرب الى المتوسط. ولو نظرنا إلى هذا المبلغ فإن المبلغ المتحصل عليه من البنك على كل عملية هو 35 ريالا، ولو فرضنا أن 8 ملايين مقيم يحولون شهريا لكان الاجمالي = 280 مليونا لصالح البنوك. ولو قلنا 280 مليونا في 12 شهر لكان الاجمالي= 3360000000 ريال يعني 3 مليارات وزيادة. إذن هنا نظرة اقتصادية كبيرة جدا وهي أن تلك المبالغ المحولة إلى بلد المقيم تصب في عصب الاقتصاد لدينا. بعد إدراج هذه الارقام يكشف لنا مركز ماس التابع للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني عن حجم انفاق السعوديين في السياحة الخارجية بنحو 92 مليار ريال خلال العام الماضي، وهنا قد تكون مقارنة بسيطة جدا لأن الانفاق السعودي على السياحة هو في اجازة المدرسة والعطلة الصيفية والتي لا تتجاوز شهرين، دعونا نقل 3 اشهر يصرف فيها 92 مليارا فقط من اجل التنزه، ثم يقف المحللون في وجه المقيمين الاكثر من 8 ملايين نسمة من اجل تحويلات لقمة العيش. فقط كل ما أرجوه من بعض الكتاب والمحللين أن يكونوا منصفين قليلا في حق المقيم لدينا، لأن بعض المواطنين يأخذون الارقام على أنها ليست من حق المقيم وهي من حقه حتى وإن عمل خارج عمله فهي تعبه، بالرغم من تحفظي على جانب مما يقوم به بعض الكفلاء على المقيمين لدينا، لا نرغب أن نكون مادة يضرب بها بعض المغرضين تجاه المملكة العربية السعودية، ويكفينا فخرا ما أمر به خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان في حق عمالة سعودي أوجيه والذي يدل على احترامه للإنسانية.. وبس.
