مما ينفع الناس، نجد الآن افتتاح مركز خدمات المطورين (إتمام)، في الرياض أمس الاول بمشاركة عشر جهات حكومية. هل نضع هذه المبادرة ضمن الخطوات الاولى العملية لإطلاق (رؤية المملكة 2030)؟ هو فعلا أحد المبادرات التي تحقق ارتفاع كفاءة القطاع العام، وهذا ما تستهدفه الرؤية الجديدة، وهذه السرعة في إنجاز المبادرة يشكر عليها وزير الإسكان والفريق العامل معه من قياديين وتنفيذيين. العاملون في قطاع التطوير العقاري من مستثمرين ومقاولين وممولين، هؤلاء ولسنوات عديدة بقيت مشاكلهم معلقة، وعانوا الكثير بسبب تشتت الولاية على قطاع الإسكان. الآن.. وزرة الإسكان بهذه الخطوة تنفذ ما كان يطلب منها وهي كما نقول (تلبيس الطواقي)، أي تفعيل إمكاناتنا وآليات عملنا وإبداعات المطورين والممولين وكل المنظومة العاملة والمساندة مع إدخال التجارب الدولية الناجحة، وكل ذلك لأجل تسهيل إجراءات (تملك المسكن) وإتاحة الفرصة لمن لديه أفكار أو تصورات ومبادرات على الواقع لأن يتقدم وينجز ولا يجد العوائق النظامية أو السياسية. تراكم مشاكل الإسكان التي نعاني منها الآن كانت كل الظروف مهيأة للتعامل معها، وأذكر منذ عشر سنوات قلت في أحد المقالات إن لدينا مفارقة عجيبة، نهدر الماء ونخسر الكثير من أموالنا ونحن في أندر بقعة للماء في العالم، ونعاني من مشكلة الإسكان ومساحة بلادنا قارة ونأتي في مقدمة الدول المصدرة لرأس المال، ولدينا استثمارات خارجية ناجحة للقطاع الخاص في الاستثمار والتطوير العقاري في دول عديدة. نتمنى أن يقوم مركز المطورين الجديد بدور حاسم للإسراع في تراخيص المشاريع وعدم تعطيلها. في السنوات الماضية تأخر فسح المخططات للأراضي الخام في الأمانات ساهم بشكل كبير في تقليل المعروض من الأراضي مما أدى لارتفاع الأسعار. وهذا ينسحب على المشاريع المخصصة للاستثمار في القطاع السكني، فقد تتأخر سنوات عديدة، ويتم فسحها بدون الاشتراطات الضرورية، والوحدات السكنية التي بنيت وطرحت للتملك تم بيع الآلاف منها بدون مواقف سيارات كافية، وبدون قيام اتحاد الملاك، وهذا سوف يفتح الباب للمشاكل والمنازعات وللمخاطر الأمنية، وقد تتحول هذه المجمعات السكنية إلى (أحياء عشوائية) جديدة!. المركز الموحد نرجو أن يكون مركزا للإنجازات الحقيقية التي تستوعب مشكلة الإسكان بكل أبعادها، ونتمنى أن يكون مركزا للتفكير والتخطيط للمستقبل وصنع السياسات حتى نستثمر روح التحول الوطني، وحتى لا نأتي بحلول عاجلة ترحل مشاكلنا للمستقبل، من يضع حلول الإسكان يفترض أن ينظر للمستقبل البعيد أيضا، ولا يكون أسير الحاضر. مشكلة الإسكان بيدنا حلها، وأعتقد أن سمو الأمير محمد بن سلمان عندما قال إن رؤية المملكة الجديدة وطموحنا سوف «يبتلع مشاكل الإسكان والبطالة»، أعتقد أنه محق في هذا التصور الجريء، نحن لدينا الإمكانات، كل ما نحتاجه الإرادة وإذا وجدت الإرادة وجدت الطريقة. يقول المتنبي: ولم أر في عيوب الناس عيبا.. كنقص القادرين على التمام!