رغد السهلي ......... منذ تأسيس المملكة العربية السعودية على يد الملك عبدالعزيز آل سعود -طيب الله ثراه- كان الهدف واضحًا: بناء دولة قائمة على قيم راسخة، وطن يحمي حقوق مواطنيه، ويمتد حضوره لخدمة الإنسانية. لم تكن المملكة يومًا مجرد أرض أو سلطة سياسية، بل كانت دائمًا مثالًا للعمل الجاد، والثبات على المبدأ، وتحمل المسؤولية تجاه القضايا المحلية والإقليمية والدولية. منذ البداية، كانت المملكة العربية السعودية واضحة في مواقفها تجاه القضايا الإسلامية والعربية، على رأسها قضية فلسطين، التي اعتُبرت دائمًا قضية المملكة المركزية. لقد قدمت المملكة دعمًا سياسيًا وماليًا مستمرًا للشعب الفلسطيني، وساندت جهوده لاستعاده حقوقه، سواء من خلال المبادرات الدبلوماسية أو من خلال الدعم الإنساني المباشر، مؤكدة أن العدالة والمبادئ لا يمكن أن تنسى في أي زمان ومكان. وعلى الصعيد الدولي، تبنت المملكة سياسة متزنة تجمع بين الحوار والحزم، فهي لم تسع للظهور الإعلامي أو النفوذ المؤقت، بل ركزت على بناء الجسور، وتحقيق الاستقرار، والإسهام في حل النزاعات الإقليمية والدولية، ولعل من أبرز الأمثلة على ذلك دورها في الوساطات السياسية بين الدول المتصارعة، حيث قدمت المملكة نفسها كطرف نزيه ومسؤول يسعى للحفاظ على السلام. هذا النهج اكسبها احترام المجتمع الدولي، وجعل من صوتها مرجعًا للدبلوماسية الفاعلة. لم تتوقف المملكة عند السياسية الدبلوماسية، بل امتدت يدها للإنسانية في كل مكان يحتاج فيه الناس إلى عون. عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، قدمت المملكة مساعدات طبية وغذائية ومأوى لأكثر من 90 دولة حول العالم، شملت المتضررين من الحروب والكوارث الطبيعية والأزمات الإنسانية. وقد أسهم هذا الدور الإنساني في تعزيز صورة المملكة كقوة لا تهتم فقط بمصالحها، بل تتحمل مسؤوليتها تجاه الإنسانية جمعاء. على الصعيد الخارجي، لعبت المملكة دورًا فاعلًا في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة. ومن خلال قيادة تحالفات إستراتيجية، وضمان إمدادات الطاقة العالمية، ساعدت في حماية الاقتصاد العالمي من الأزمات المفاجئة، وكانت دائمًا ملتزمة بشفافية. وبالسياسات الاقتصادية الرشيدة، عززت الثقة في أسواق النفط والطاقة. وفي ظل رؤية السعودية 2030، أطلقت المملكة مشاريع ضخمة لتطوير الاقتصاد وتنويع مصادر الدخل الوطني، مع التركيز على الابتكار، والتقنية، والسياحة. هذه الرؤية لم تقتصر على المشاريع الاقتصادية فقط، بل كانت توجهًا إستراتيجيا لتحفيز الشباب السعودي، وتمكينه من الإسعام الفاعل في مستقبل بلاده، مؤكدة أن الطموح في السعودية لا يعرف سقفًا، وأن المستقبل يُبنى بالعمل والأصرار. كما أن المملكة لم تغفل عن الثقافة والتعليم والعلوم، فدعمت برامج تعليمة وبحثية، وأنشأت مؤسسات تعليمية وتدريبية تهدف إلى تطوير مهارات الشباب، وإعداد جيل قادر على مواجهة تحديات العصر، وهذا النهج يعكس أن القيادة في السعودية تعمل على بناء مجتمع متكامل، قادر على الاستدامة والإزدهار. كل موقف سعودي يعكس فلسفة قيادة واضحة: القيم تتحول إلى أفعال، الأفعال تصنع فرقًا ملموسًا على أرض الواقع. سواء في السياسة أو الإنسانية أو الاقتصاد، أو التعليم، كانت المملكة دائمًا رمزًا للثبات والمسؤولية، ووجهة للسلام والازدهار. إن قراءة تاريخ المملكة اليوم تكشف لنا قصة نجاح متواصلة، ورؤية واضحة للمستقبل، وحضورا دائما على مستوى العالم، يُحترم ويُحسب له حساب.