تلعب المملكة العربية السعودية دورًا محوريًا في حفظ السلام وتعزيز الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وعلى الصعيد الدولي يأتي هذا الدور انطلاقًا من مكانتها السياسية والدينية والاقتصادية، إلى جانب التزامها الثابت بمبادئ السلام والتعاون الدولي، وساهمت المملكة على مر العقود في جهود المصالحة، ومبادرات الوساطة، والدعم الإنساني للدول المتأثرة بالصراعات، مما جعلها أحد أبرز الفاعلين في مشهد السياسة الدولية وحفظ السلام به. تكتسب جهود المملكة في منطقة الشرق الأوسط في حفظ السلام أهمية خاصة بسبب التحديات الأمنية والسياسية التي تشهدها المنطقة من نزاعات مسلحة إلى انقسامات طائفية وصراعات داخلية. تساهم المملكة في العديد من مبادرات الوساطة مثل دعم جهود المصالحة بين الفصائل الفلسطينية، واستضافة مؤتمرات ومباحثات للسلام في الرياض، بهدف توحيد الصف الفلسطيني وإنهاء الانقسام الداخلي.. كما لعبت دورًا مهمًا في دعم الحكومة الشرعية في اليمن، ضمن إطار التحالف العربي، مع التأكيد الدائم على أهمية الحل السياسي للأزمة، وجهودها في تقريب وجهات النظر اللبنانية، وسعيها إلى الاستقرار في أغلب الدول العربية. تبنت السعودية نهجًا شاملًا في مكافحة الإرهاب، ليس فقط من خلال المواجهة الأمنية، بل عبر استراتيجيات فكرية وثقافية تهدف إلى تجفيف منابع التطرف فأسست المملكة مركز "اعتدال" لمكافحة الفكر المتطرف، وهو مركز عالمي يعكس التزام المملكة بحماية المجتمعات من خطر التطرف والإرهاب. تأتي المملكة في طليعة الدول المانحة في العالم، حيث تقدم مساعدات إنسانية ضخمة للدول المتضررة من الحروب والكوارث. من خلال "مركز الملك سلمان للإغاثة"، وقدّمت الدعم لملايين اللاجئين والنازحين في سوريا، اليمن، العراق، وفلسطين وغيرها من الدول، ما يعكس التزامها الجاد بمسؤولياتها الإنسانية.. كما تبنت مواقف واضحة تجاه دعم السلام والاستقرار على الصعيد العالمي، وأكدت ذلك من خلال عضويتها في المنظمات الدولية ومشاركتها في المبادرات العالمية. تشارك المملكة في تحالفات دولية لمكافحة الإرهاب، وساهمت في دعم الجهود الدولية في المناطق المتوترة. كما أعلنت عن تأسيس "التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب" الذي يضم أكثر من 40 دولة إسلامية، وهو تحالف يعكس الرؤية السعودية لتعزيز الأمن الجماعي للدول الإسلامية. تلعب المملكة دورًا نشطًا في الأممالمتحدة ومجلس حقوق الإنسان ومنظمة التعاون الإسلامي، حيث تستخدم هذه المنصات للدعوة إلى الحلول السلمية للنزاعات، وتشجيع الحوار بين الحضارات، ونشر قيم التسامح والتعايش.. وأطلقت عدة مبادرات ذات طابع عالمي، لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي، والتي نالت تأييدًا واسعًا من المجتمع الدولي. كما تعزز المملكة من خلال رؤيتها 2030 مفهوم "الدبلوماسية الناعمة" التي تشمل الثقافة، والتعليم، والتبادل المعرفي كوسائل لبناء السلام المستدام. إن الدور الذي تضطلع به المملكة في حفظ السلام ليس نابعًا فقط من التزاماتها الدولية، بل هو جزء من رؤيتها الاستراتيجية ومسؤوليتها الأخلاقية كدولة محورية في العالمين العربي والإسلامي. ومن خلال العمل الدبلوماسي، والدعم الإنساني، ومكافحة الإرهاب، تثبت المملكة أنها شريك موثوق في بناء عالم أكثر أمنًا واستقرارًا، ومع استمرار التحديات الإقليمية والدولية يظل الدور السعودي عنصرًا حاسمًا في صياغة مستقبل السلام في الشرق الأوسط والعالم.