تدرك المملكة جيداً أهمية الاستعداد للمستقبل سياسياً واقتصادياً عبر قراءة التحولات العالمية، وتحليل اتجاهات التقنية، ومتابعة التغيرات المرتبطة بالطاقة والتنمية، وبناء قرارات تعتمد على بيانات دقيقة، لتعزيز جاهزية القطاعات الرئيسة، ودعم الاستثمارات القادرة على خلق قيمة تنموية مستدامة تمتد آثارها إلى الأجيال القادمة. زيارة سمو سيدي ولي العهد -حفظه الله- إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية تشكل مساحة واسعة لتعزيز الشراكات الاستراتيجية استثماراً في المستقبل، ودعم مشروعات التقنية والطاقة، وفتح قنوات تعاون جديدة مع المؤسسات الأمريكية الكبرى، عبر حوارات تركّز على الابتكار وتنمية القدرات وتطوير القطاعات الواعدة بما ينسجم مع تطلعات المملكة نحو المستقبل. هذا الحراك الكبير يعكس توجهاً واضحاً نحو بناء منظومة متكاملة تعتمد على التخطيط البعيد، وتستفيد من التجارب الدولية، وتعمل على رفع كفاءة القطاعات الحيوية عبر مبادرات نوعية تدعم الاستدامة، وتوسّع قاعدة الاستثمار، وتفتح آفاقاً جديدة أمام الاقتصاد الوطني، ضمن مسار يعزز جاهزية المملكة لمتغيرات السنوات القادمة. وهذا المسار يرسخ حضوراً متنامياً قائماً على تنمية القطاعات المرتبطة بالمعرفة والبيانات والتقنية، ويدعم قدرات الدولة على قراءة التحديات المقبلة، وتطوير حلول تعتمد على الابتكار، وتأسيس بيئة اقتصادية مرنة تستوعب التغيرات وتسهم في رفع جودة الحياة، عبر منظومة عمل تتقدم بخطوات ثابتة نحو مستقبل أكثر نضجاً واستدامة. ولذلك الاتفاقيات التي وقعتها المملكة والولاياتالمتحدةالأمريكية تمثل امتداداً لهذا التوجه عبر تعاون يركز على تطوير التقنيات المتقدمة، وتعزيز الابتكار في الطاقة والصناعة، ودعم المبادرات المتعلقة بالأمن السيبراني والبحث العلمي، وفتح مسارات واسعة للاستثمار المشترك، بما يعزز القدرة على بناء اقتصاد متنوع يرتكز على المعرفة ويواكب التحولات العالمية. ويمتد أثر هذه الاتفاقيات إلى مسارات تنموية ترتبط بزيادة المحتوى المعرفي، وتحسين كفاءة الصناعات المرتبطة بالطاقة النظيفة، وتطوير مبادرات التعليم والتأهيل التقني، وتعزيز الابتكار في الشركات الناشئة، من خلال برامج تبادل خبرات ومشروعات مشتركة تدعم بناء منظومة اقتصادية أكثر قدرة على خلق فرص جديدة، وتوسيع قاعدة الاستثمارات ذات القيمة العالية.. كل ذلك يصنع اقتصاداً يمتلك عناصر نمو متجددة، ويعزز حضور المملكة في مجالات الاستثمار المستقبلي، عبر توجيه الجهود نحو التقنية والابتكار، وتنمية قطاعات العمل الجديدة التي تعتمد على المعرفة والمهارات المتخصصة.. وهذ بلا شك يرفع قدرة الاقتصاد على التوسع، ويمنح الشركات فضاءً أوسع لتطوير منتجات عالية القيمة، ويخلق فرصاً عملية تدعم النمو المستدام، إلى جانب دوره في تعزيز جاهزية الكفاءات الوطنية للتعامل مع متغيرات الاقتصاد العالمي، بما يسهم في بناء قاعدة اقتصادية أكثر قوة ويضع المملكة في موقع متقدم ضمن الدول الساعية لصناعة مستقبل يقوم على المعرفة والتقنية والتحول المستمر.