وسط تصاعد التوترات في سوريا والمنطقة، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس (الأربعاء)، أن بلاده لن تسمح بتفتيت سوريا أو المساس بسلامة أراضيها، مشدداً على أن تركيا ستتصدى لأي محاولات لتكرار التجربة التي شهدتها البلاد سابقاً. وقال أردوغان خلال فعالية بمناسبة استئناف عمل البرلمان التركي: "استخدمنا جميع القنوات الدبلوماسية للحفاظ على سلامة أراضي سوريا ومنع تشكيل كيان إرهابي على حدودنا، ونواصل استخدام هذه القنوات بصبر وإخلاص وحكمة". وأضاف أن "سياسة تركيا واضحة في حال تُركت المبادرات الدبلوماسية دون رد، ولن نسمح بتكرار التجربة". وجاءت تصريحات الرئيس التركي بعد اتهامات أطلقها المتحدث باسم وزارة الدفاع التركية، زكي أكتورك، الأسبوع الماضي، لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) بعدم الالتزام بالتفاهمات المبرمة مع دمشق، في حين أكد مسؤول كردي بارز أن "قسد" لا تشكل تهديداً على تركيا، مشيراً إلى أن أنقرة تحاول تصدير أزماتها الداخلية إلى الداخل السوري. يذكر أن الشرع وقائد "قسد" وقعا في العاشر من مارس اتفاقاً في دمشق يقضي بدمج هذه القوات ضمن الجيش السوري مع الاعتراف بحقوق كافة المكونات المتنوعة، إلا أن تنفيذ هذا الاتفاق يواجه عقبات حتى الآن. كما شدد الرئيس السوري على أن"قسد لا تمثل كل المكون الكردي"، وأن التفاوض معها يصطدم بعدد من التحديات. وفي سياق أمني منفصل، هزّت محافظة طرطوس حادثة اغتيال الدكتور حيدر يونس شاهين، المرشح لعضوية مجلس الشعب السوري، مساء الثلاثاء داخل منزله في قرية ميعار شاكر بريف المحافظة. وأفاد المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية نور الدين البابا بأن الجهات الأمنية تتعامل مع الحادث، وسيتم الإعلان عن النتائج الرسمية بعد انتهاء التحقيقات. واتهم مصدر إعلامي حكومي في دمشق "فلول النظام السابق" بالوقوف وراء اغتيال شاهين، الذي يعد من الكفاءات العلمية البارزة في الهندسة الزراعية. وسبق أن تم تداول تهديدات على وسائل التواصل الاجتماعي ضد كل من يرشح نفسه لعضوية مجلس الشعب في الساحل السوري، ما يعكس التوتر الأمني الذي يسبق الانتخابات القادمة. وكان رئيس اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب السوري محمد طه الأحمد، قد أعلن أن عدد المرشحين بلغ 1578 مرشحاً، وتمثل النساء 14% منهم، على أن تبدأ الانتخابات يوم الأحد الخامس من أكتوبر، من الساعة التاسعة صباحاً حتى إغلاق باب الاقتراع، على أن تبدأ عمليات الفرز في الرابعة مساءً.