ماذا يعني أن تكون سعودياً في هذا العالم الفسيح؟ سؤال قد يبدو للوهلة الأولى بسيطاً لكنه في حقيقة الأمر ليس كذلك. فأن تكون سعودياً يعني أنك ابن هذه الأرض المباركة الضاربة بجذورها في عمق التاريخ، والتي شرفها الله بالكثير من المميزات التي لم تكن لغيرها. فعلى هذه الأرض كان وجود الإنسان الأول، وعليها تواجدت العديد من الرسالات السماوية فهي أرض الأنبياء والرسالات، وعليها كانت تحكى اللغة العربية قبل ظهور الخط العربي، وعليها ظهر الخط العربي، ثم ظهر الإسلام هذا الدين العظيم الذي جاء موجهاً لجميع الناس، ثم كانت هذه الأرض الجغرافيا التاريخية للنبي محمد -صلى الله عليه وسلم- وصحابته ومعيشتهم اليومية وتحركاتهم حتى دفنهم فيها، وكانت مهد الدولة الراشدة التي استمرت لأربعين عاماً. ثم كانت منبع الدولة السعودية المباركة التي قامت 1139ه على أرضها، هذه الدولة التي تمثل اليوم أيقونة الخير والسلام والاعتدال مختلف جوانبه في العالم، هذه الدولة المباركة التي جعلت إنسانها بشكل خاص على رأس أولويات اهتمامها. هذه الدولة التي ما فتئت تقدم يد الخير لكل منكوب أو مكلوم أو متضرر في العالم. فعندما تنتمي إلى هذه الدولة بصفتك سعودياً فأنت وبلا شك تحمل هذه المسؤولية الكبيرة نحو تقديم الصورة الذهنية الحقيقية والصحيحة عن وطنك، ولقد سعدنا كثيراً بما قامت به وزارة الإعلام مؤخراً من العمل على صيانة القيم والهوية المجتمعية ومحاربتها للمحتوى السيئ والمسيء. حيث حمل لنا العالم الافتراضي بأذرعه المختلفة العديد من المظاهر أو الصور المشوهة التي تقدم على أنها سعودية وهي لا تمت لمجتمعنا السعودي النبيل والأصيل بصلة. فجاءت تعليمات هيئة تنظيم الإعلام بمنع التنمر والاستهزاء بكافة أشكاله، وكشف الخصوصيات الأسرية التي أصبحت ومع الأسف مستباحة لدى البعض، ومنع استغلال الأطفال والعمالة، ومنع إثارة النعرات القبلية والطائفية، وكذلك منع ما يسيء للقيم الاجتماعية والوطنية، لقد فرض علينا التواجد في العالم الافتراضي وحماية عقولنا وأسرنا أمر مهم، والأهم عكس الصورة الذهنية الحقيقية عن وطننا الغالي ومجتمعنا النبيل.