ضمن فعاليات معرض الرّياض الدّولي للكتاب 2025 الذي تنظّمه هيئةُ الأدب والنَّشر والتَّرجمة خلال الفترة من 2 إلى 11 أكتوبر في جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، قُدِّمت ورشةُ عمل بعنوان "كيف يصنع الأدب هويتنا" للأستاذة منى الهويدي، ناقشتْ فيها دورَ الأدب في تشكيل وعي الفرد وصون الذَّاكرة الجمعيّة وبناء الهويّة الثّقافيّة. وقالت الهويدي إنَّ الأدب ليس مجرَّد نصوص تُقرأ، بل هو مرآةٌ تعكس الذَّات وتعيد تشكيلها من الدَّاخل، وتفتح للإنسان أبواب الوعي والمعرفة، مضيفةً: "الكتابة بالنّسبة لي إعلانُ وجودٍ ورسالةٌ تقول: أنا هنا وأترك أثري". وتطرَّقت إلى الأدب السّعوديّ باعتباره سجِلًّا حيًّا لمسيرة المجتمع وتحوّلاته، معتبرً أنّ الشِّعر والرّواية والقصَّة وثَّقت تفاصيل الحياة اليوميَّة، وأسهمت في بناء هويَّة وطنيَّة جامعة، وقالت: "حين نتحدَّث عن الأدب السّعوديّ فإنَّنا نتحدَّث عن تاريخنا ووُجداننا، وكلّ جنس أدبيٍّ يقدِّم صورتنا بطريقة مختلفة، لكنها جميعًا تشكّل هويةً واحدة". كما تناولت الهويدي مبادرة "الشّريك الأدبي" التي منحت الأصواتَ السّعوديّة الشّابة مساحةً للتَّعبير، وأعادت الأدب إلى الحياة اليوميّة بعيدًا عن النّخبوية، مشيرًا إلى أنّ المبادرة جعلت الأدب حاضرًا في المقاهي والفعاليّات، وقريبًا من الناس بمختلف أعمارهم. وأكَّدت أنَّ الأدب يمثّل "الأرشيف الحيّ" الذي يوثِّق تفاصيل الحياة للأجيال القادمة، ويحفظ العاداتِ والتّقاليدَ ويعزِّز الانتماء، مشيرةً إلى دور الحكايات الشّعبيّة والأمثال في صَون الجذور وروابط المجتمع. وأضافت: إنَّ تأثير الأدب تجاوز الدَّاخل، وأصبح يمدُّ الجسور مع الثَّقافات الأخرى، موضحةً أنَّ ترجمة الأدب السّعوديّ تتيح للعالم رؤيتَنا بعيوننا، فيما يمنحنا الاطّلاع على آدابِ الشُّعوب الأخرى فرصةً لاكتشاف أوجه التّشابه الإنسانيّة رغم اختلاف اللغات. واختتمت الهويدي الورشة بقولها: "الأدب بطاقُة هويّة لا تنتهي صلاحيتُها، يربط بين الماضي والمستقبل، ويجعل وجودنا حاضرًا بالكلمة والهويّة". يُذكر أنَّ معرض الرّياض الدّولي للكتاب 2025 يُقام تحت شعار "الرياض تقرأ"، في إطار حملة "السّعودية تقرأ" التي تهدف إلى تعزيز شغف القراءة وإتاحة التّفاعل مع المبدعين والمؤلّفين، بما يُسهم في نشر الثَّقافة وإثراء المشهد الأدبيّ والفكريّ في المملكة.