قال متحدث باسم وزارة الطوارئ الأوكرانية السبت ان عمالا من الوزارة مشطوا مساحة 18 كيلومترا مربعا من 25 كيلومترا مربعا هي موقع تحطم طائرة ماليزية وانهم انتشلوا 186 جثة. وأضاف في مؤتمر صحفي "عثر على 186 جثة في السابعة صباحا. المنطقة التي ينبغي البحث فيها تصل مساحتها إلى 25 كيلومترا مربعا. تم تمشيط 18 كيلومترا مربعا منها بالفعل". وتابع "سمح المقاتلون لعمال وزارة الطوارئ بالدخول لكنهم لا يسمحون لهم بأخذ شيء من المنطقة. المقاتلون يأخذون كل ما يتم العثور عليه". وذكر أندريه ليسينكو المتحدث باسم مجلس الأمن الأوكراني أنه لم يجر تسليم الصندوقين الأسودين للطائرة إلى كييف وانه ليس لديه أي معلومات عنهما. وقال "ليس لدينا أي معلومات عن الصندوقين الأسودين. لم يسلم أي منها للجانب الأوكراني". واتهمت الحكومة الأوكرانية الانفصاليين بعرقلة التحقيق. وقال نائب رئيس الوزراء الأوكراني، فلاديمير جرويسمان، إن خبراء من كييف يسمح لهم فقط بالبقاء في موقع الحادث 30 دقيقة تحت مراقبة الانفصاليين المسلحين. ودعا المسؤول المجموعات الانفصالية إلى السماح للجنة دولية بالدخول بحرية إلى الموقع، الذي تقول الولاياتالمتحدة إن الطائرة أسقطت به جراء هجوم بصاروخ سطح جو، ما أسفر عن مقتل 298 شخصا كانوا على متن الطائرة من ركاب وطاقم. ووصل مراقبون من "منظمة الأمن والتعاون في أوروبا"، وهم ليسوا خبراء بحث جنائي، إلى موقع تحطم الطائرة قرب الحدود الأوكرانية الروسية في وقت متأخر الجمعة، ولكن الانفصاليين الذين يسيطرون على المنطقة رفضوا دخول المراقبين إلى منطقة الحطام، حسبما أفاد توماس جريمينجر الذي يمثل سويسرا في رئاستها الحالية للمنظمة. وقال سرهي تاروتا، حاكم منطقة دونيتسك المعين من قبل كييف، إن عناصر من خدمة الطوارئ في أوكرانيا وصلوا أيضا إلى الموقع، ولكن الانفصاليين عقدوا جهودهم. وذكر رئيس الاستخبارات الأوكرانية فالنتين ناليفايتشينكو أن الانفصاليين شكلوا "منطقة أمنية" حول الحطام، مضيفا: "نأمل في أن يختفي الإرهابيون ويتركونا نعمل". ولكن أندري بورجين زعيم الانفصاليين أنكر الاتهامات وقال إن "ميليشيا الشعب" توجد في المنطقة لضمان إجراء "تحقيق موضوعي". ضحايا من جهة اخرى، أكد رئيس الوزراء الماليزي نجيب عبدالرزاق أمس ان جدته كانت على متن الطائرة المنكوبة. وكانت ستي أميرة (83 عاما) واحدة من 44 ماليزيا على متن الرحلة. وقال نجيب في تغريدة على موقع تويتر "أشاطر شخصيا أحزان أسر من كانوا على متن الرحلة إم.إتش.17 فقد كانت جدتي واحدة من الركاب". وذكرت وسائل الاعلام الماليزية ان اسرة تضم ستة افراد كانت عائدة الى ماليزيا بعد ان عاشت في الخارج ثلاث سنوات، بين الماليزيين الذين قتلوا في الحادث. وقتل تامبي جي (49 عاما) وزوجته اريزا غزالي (46 عاما) مع اولادهم الاربعة في حادث تحطم الطائرة الماليزية. وكانت الاسرة عائدة الى ماليزيا بعد ان انهى الزوج عقد عمل لثلاث سنوات في كازاخستان لمجموعة شل النفطية وقررت ان تاخذ اجازة قصيرة في اوروبا. ونشرت صور جميلة ابانغ انور (72 عاما) والدة اريزا وهي تنتحب على الصفحات الاولى للصحف الماليزية السبت. وقالت لصحيفة ذي نيو ستريتس تايمز من منزلها في مقاطعة سرواك شرق ماليزيا على جزيرة بورنيو "لقد فقدت ابنتي واسرتها في لمح البصر". ونشرت اريزا صورة على فيسبوك تظهر امتعة الاسرة اثناء استعدادهم للصعود الى الطائرة في مطار امستردام للتوجه الى كوالالمبور. والتعليق تحت الصورة جاء فيه "17 يوليو 2014 تبدأ رحلتنا الحمد لله". كما نشر ابنها افضل تمبي كلمة شكر ووداع الى اصدقائه في كازاخستان الخميس على فيسبوك. وقال "اود ان اشكر كل من ساهم في ان تكون الفترة التي عشتها هنا اسهل وللذكريات الرائعة التي ساحتفظ دائما بها". من جهتها أعلنت الخارجية الهولندية أمس عن ارتفاع أعداد مواطنيها الذين لقوا حتفهم في سقوط الطائرة إلى 193 شخصا. في المقابل كانت شركة الخطوط الماليزية ذكرت أن الحادث أدى إلى مقتل 298 شخصا بينهم 192 هولنديا. وقالت الخارجية الهولندية إنه من المحتمل أن يكون بعض الركاب لديهم جواز سفر مزدوج. ووفقا لبيانات الشركة الماليزية فإن جنسية جميع الضحايا تم إيضاحها. وقالت الشركة إنها تبذل جهودها بالتعاون الوثيق مع السفارات المعنية من أجل إعلام أهالي الضحايا. صاروخ بوك ويقول الخبراء ان صاروخ بوك ارض-جو الروسي المسؤول على الارجح عن تدمير الطائرة الماليزية، صاروخ موجه مزود بآلية دفع ذاتي يستطيع اصابة اهداف في الجو على علو 22 الف متر، ويحتاج الى منصة ثقيلة على الارض. وهناك نسختان من هذه الصواريخ الروسية الصنع التي تعود الى سبعينات القرن الماضي: بوك ام1 وبوك ام2 المعروف بحسب عبارة حلف شمال الاطلسي "غادفلاي اس اي11" و"غريزلي اس اي17". وقال داغ ريتشاردسن رئيس تحرير مجلة جاينز ميسايلز اند روكتس البريطانية ان "هذه الصواريخ قادرة على بلوغ اهداف على ارتفاع 22 الف متر اي اكثر بمرتين من العلو الذي كانت تحلق فيه طائرة البوينغ 777" التي كانت قادمة من امستردام ومتجهة الى كوالالمبور. وانظمة بوك متحركة تنصب على آليات ويمكنها اصابة طائرات وطائرات من دون طيار ومروحيات وصواريخ عابرة واهداف اخرى. واضاف ان استخدام هذه الصواريخ "معقد لانك تحتاج الى ثلاث شاحنات واحدة لمركز القيادة والثانية لنقل الرادار والثالثة لنقل الصواريخ". من جهته قال ادوارد هانت المحلل الدفاعي لدى اي اتش اس جاين ان "استخدام هذه الصواريخ يحتاج الى عدد كبير من الرجال وتدريب عال وقطع غيار". وصواريخ بوك ارض-جو منتشرة جدا. وقبل بدء النزاع في اوكرانيا كانت تملك كييف ست الى ثماني بطاريات تضم كل واحدة اربعة صواريخ. وتملك روسيا عددا اكبر بكثير وانظمة ارض-جو اكثر تطورا خصوصا اس300 واس400 لكن لا نعلم اذا كانت هذه الانظمة منتشرة في المنطقة. استمرار المعارك ميدانيا، اعلنت الرئاسة الاوكرانية ليل الجمعة السبت ان قوات كييف استعادة السيطرة على الجزء الجنوبي الشرقي من مدينة لوغانسك شرق البلاد، من الانفصاليين الموالين لروسيا. وقالت الرئاسة في بيان ان "وزير الدفاع فاليري غيليتي نقل الى الرئيس بترو بوروشنكو ان القوات المسلحة الاوكرانية سيطرت على القسم الجنوبي الشرق من لوغانسك" المدينة التي تضم 500 الف نسمة وتعد مع دونيتسك المعقلين الاساسيين للمتمردين. واعلن غيليتي ايضا ان الطرق المؤدية الى مطار لوغانسك اصبحت سالكة. والمطار خاضع اصلا للجيش الاوكراني لكن الانفصاليين اغلقوا كل الطرق المؤدية اليه. ورفض المركز الاعلامي "لجمهورية لوغانسك الشعبية" في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس تأكيد تقدم القوات الموالية لكنه اعترف بان مواجهات تدور حول المطار.وقال ان تبادل اطلاق النار اسفر عن سقوط 15 قتيلا من سكان لوغانسك الجمعة بينما تحدثت بلدية المنطقة الموالية لكييف عن سقوط عشرين قتيلا. من جهة اخرى، قال ناطق باسم "عملية مكافحة الارهاب" الاوكرانية السبت ان عمليات عسكرية تجري حول بلدتي ليسيتشانسك وسيفيرودونيتسك في منطقة لوغانسك.