تقوم المستشارة الالمانية انجيلا ميركل بزيارة الى واشنطن اليوم وغدا، حيث تلتقي الرئيس الاميركي باراك اوباما غدا، ويتوقع ان يطغى التوتر الشديد في اوكرانيا على فضيحة التنصت الامريكية خلال محادثاتهما. وبينما العلاقات بين روسيا والغربيين في أسوأ مستوياتها منذ الحرب الباردة، اعتبر مسؤولون سياسيون ومحللون ان الازمة الاوكرانية ستقرب بين ميركل واوباما حول هدف مشترك بعد ستة اشهر من الخلاف. ومن بين النقاط التي سيتم التباحث بشأنها سبل الضغط على روسيا ومعاهدة التبادل الحر لدول المحيط الاطلسي والتي يجري التفاوض بشأنها بين الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي، بحسب مستشار مقرب من ميركل. وأعلن المتحدث باسم الحكومة الالمانية شتيفن سايبرت انه من غير المتوقع تحقيق اي تقدم ملموس في المعاهدة التي تحظر التجسس المتبادل والتي تدعو اليها برلين. وأوردت مجلة «دير شبيغل» ان الوضع الملح في اوكرانيا سيتيح لميركل التركيز على شؤون اكثر اهمية بدل هذه الخسارة. وكتبت الصحيفة الاسبوعية «شكرا بوتين: بفضل تدهور الوضع في اوكرانيا فإن اللقاء بين ميركل وأوباما سيؤدي الى وحدة في الظاهر بينما تظل خلافات كبيرة في العمق». الا ان فرانسيس بورويل خبيرة علاقات دول المحيط الاطلسي في مجموعة «اتلانتك كوانسل» في واشنطن حذرت من ان الولاياتالمتحدة يجب الا تتوهم ان ميركل تناست المسألة. وقالت بورويل «اذا كان الوضع في اوكرانيا اظهر بوضوح ان على الولاياتالمتحدة واوروبا التعاون بشكل وثيق وتجاوز الخلافات حول وكالة الامن القومي، الا انه يظل من المهم جدا التباحث في هذه المسائل والعمل على حل الخلاف». من جهته، أقر مسؤول الماني رفيع المستوى «من الواضح ان هذه الحكومة خاب أملها» إزاء غياب تحقيق تقدم في الملف. وستلقي ميركل كلمة امام هيئة التجارة الاميركية تركز فيها على معاهدة التبادل الحر لدول المحيط الاطلسي، على ان تلتقي المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستين لاجارد بالاضافة الى اعضاء في مجلس الشيوخ الاميركي. وسيدور اللقاء مع لاجاراد خصوصا حول المساعدة المالية الى اوكرانيا لتسديد دينها الهائل ازاء روسيا في مجال الطاقة. وتعتبر معاهدة التبادل الحر هدفا اساسيا بالنسبة الى ميركل التي ترى فيها سبيلا لتعزيز العلاقات الامريكية الاوروبية على المدى الطويل، بحسب مدير مكتب صندوق مارشال في برلين هايكي ماكيرون. وقالت ماكيرون لوكالة فرانس برس «ميركل تأمل ان تتيح مثل هذه المعاهدة تعزيز العلاقات على جانبي المحيط الاطلسي، لانني صراحة لا اعتقد ان هناك العديد من المشاريع المشتركة الاخرى». وأضافت ماكيرون ان ميركل وأوباما مسؤولان براجماتيان يكرسان العلاقات الشخصية لصالح التحالف الغربي خصوصا في حالات الازمات. وختمت ماكيرون بالقول ان «الازمات كالتي نشهدها في اوكرانيا تظهر بوضوح ولميركل ايضا من هم الحلفاء. ومن الواضح انهم من الجانب الاخر للمحيط الاطلسي».