بعد الانتشار الهائل ل (الجوال) في ايدي المواطنين من الفئات والشرائح العمرية المختلفة, لدرجة انه اصبح بحوزة الطلاب وحتى الاطفال الصغار وما صاحب ذلك من فوضى وعشوائية في استخدامه, حيث تحول من مجرد وسيلة عصرية في متناول الابناء للاتصال بالاهل اينما كانوا والعكس الى وسيلة لممارسة الهوايات واللهو ب (البلوتوث) ورسائل ال (sms) وخاصة الجوالات المزودة بخاصية الكاميرا. ونظرا لخطورة تلك الظاهرة التي تحولت الى صداع مزمن في رؤوس الآباء والامهات حيث دفع القلق والخوف على الابناء خاصة المراهقين منهم, بعض اولياء الامور الى التفتيش على جوالات الابناء ومعرفة الاتصالات التي اجروها.. ومع من؟ وحول اي الموضوعات.. ولماذا؟ فضلا عن نوعية الصور والفيديو المحفوظة في ذاكرة الهاتف واشياء اخرى كثيرة مما اثار موجة جدل واسع حول تلك الاشكالية. وظهر على السطح سؤال حائر يبحث عن اجابة وهو هل يحق للآباء البحث في خصوصيات الابناء وفرض رقابة صارمة على جوالاتهم الخاصة وهل هذا تصرف مقبول.. ام ان الحرية الشخصية شيء مقدس ومنطقة محظورة لا يحق لولي الامر الاقتراب منها سواء كان الاب او الام او حتى الشقيق الاكبر. (اليوم) استطلعت آراء عدد من الابناء واولياء الامور حول تلك الاشكالية فكانت هذه الاجابات. غير مقبول (نورة) 15 عاما اجابت بغضب واضح قائلة: لا طبعا هذا سلوك غير مقبول, فالتجسس حرام, علاوة على انه خيانة! وقالت اذا كان الاهل لا يثقون في الابناء.. فلماذا يشترون لهم الجوال من الاساس, وحول اسباب غضبها اشارت الى قيام شقيقتها الكبرى بالتفتيش في جوالها بشكل دائم وفحص محتوياته سواء الصور او الاسماء او الرسائل, ورغم مطالبتي الدائمة لها بالتوقف عن هذا السلوك لانه ليس من شأنها الا انها تواصل ممارسة دور الرقيب على جوالي. حق مشروع اما جواهر ماجد الشيباني (27 عاما) فتؤكد على حق الاهل في التفتيش على جوالات الابناء, وقالت: قبل سنوات لم تكن هناك دواع للقلق من الجوال كما هو الحال في الوقت الحاضر الذي تطور فيه الجوال بشكل خطير خاصة المزود ب(الكاميرا) التي يستخدمها بعض المراهقين واحيانا الكبار بشكل سييء خاصة البلوتوث الذي يسبب اضرارا اكثر من الفوائد حيث يستخدمه اغلب الشباب في ارسال الصور المخلة بالآداب, لذا فان الاهل يحق لهم الخوف على ابنائهم وفرض رقابة مكثفة عليهم لحمايتهم من اخطار التكنولوجيا مع مراعاة ان يكون ذلك باسلوب لطيف ومصحوب بالتوعية. المتابعة واجب تضحك نوف الحمد 21 عاما قائلة: لي صديقة تهوى عمل المقالب بالآخرين بواسطة الجوال وكثيرا ما نضحك على مقالبها, فهي تحتفظ باصوات مسجلة بذاكرة الجوال مثل صوت رجل يطلق الشتائم ويهدد ويتوعد, وتقوم بارسال رسالة الى (الضحية) الذي يسرع بالاتصال لمعرفة الشخص الذي ارسل له الرسالة, فتقوم مرة اخرى بتشغيل نفس الرسالة الصوتية وتنفجر في الضحك, وفي احد الايام اكتشفت والدتها تلك اللعبة اليومية, فسحبت منها الجوال والشريحة ايضا خاصة انها هي التي تقوم بشحن البطاقة لها بمئات الريالات كل شهر, وبناء على ذلك ارى انه من حق الاهل متابعة سلوكيات الابناء بما فيها طريقة استخدامهم للجوال. لا مانع عندي وتتفق معها في الرأي نجود الدوسري (22 عاما) وتقول: لا مانع عندي من قيام الاهل بتفتيش جوالي, لان من يحترم نفسه وثقة اهله به لابد ان يستخدم الجوال بشكل صحيح ولا يسمح لنفسه بالوقوع في الخطأ وعليه الا يخشى مراقبتهم له, لان هذا سلوك طبيعي من الاهل لحماية الصغار من اخطار التكنولوجيا خاصة اذا كان الابن او الابنة من النوع العدواني او المتمرد الذي يستغل الحرية في ارتكاب مزيد من الاخطاء. ارفض ذلك ويختلف مع الرأي السابق مبارك (17 عاما) بقوله: ارفض تلك التصرفات من قبل الاهل, فهي تدل على عدم الثقة وتؤدي بدورها الى جرح المشاعر خاصة اذا كان الابن مهذبا ولا يسيء استخدام الجوال, وانفعل مهددا بان من يقدم على التفتيش في جواله سيجعله يندم على هذا التصرف, بينما تحفظت احدى الامهات على الاجابة فيما قالت ان التفتيش في جوالات الابناء يجب ان يكون محدودا وفي حالة اكتشاف الاهل ارتكاب الابناء تصرفات غير لائقة ومثيرة للشك, اما ان يكون التفتيش بشكل دوري فهذا خطأ كبير.