الكل يعلم ان الشهادة الثانوية لم تعد ذات اهميه اقصد بالنسبة للوظيفة او القبول في الجامعة (الى حد ما بسبب اختبارات القياس والقبول). يعود ذلك الى انتشار التعليم وزيادة عدد الخريجين من الثانويات بل حتى الجامعات. وهذا الوضع يذكرنا بما كانت علية الشهادة المتوسطة ومن قبلها الشهادة الابتدائية من اهمية، حيث كانت القيادات الادارية من حملتها. الا انه وبعد زيادة الحاصلين على الابتدائية والمتوسطة وانتفاء اهميتهما الاقتصادية قامت وزارة التربية والتعليم (المعارف) بالغاء ما يسمى بالشهادة الابتدائية والمتوسطة والغت امتحانات الوزارة للمرحلتين على مستوى المملكة. وها هو التاريخ يعيد نفسه، فالحاصلون على الشهادة الثانوية اصبحوا بفضل الله بأعداد كبيرة ولا يكاد احد ممن بلغ التاسعة عشرة دون شهادة ثانوية. لذا اعتقد ان التوقيت مناسب لإلغاء امتحانات الوزارة وترك كل مدرسة تعد الامتحانات النهائية لطلابها للسنة الثالثة مثلما السنة الاولى والثانية. وخاصة ان الجامعات اصبحت تعتمد اكثر على اختبارات القبول ولم تعد تعطي للدرجات في الشهادة الثانوية وزنا كبيرا. بالاضافة الى ان امتحان الوزارة يشكل فقط ما نسبته 30% من مجموع الدرجات الكلي. مما يعني ان تكاليف تجنيد منسوبي الوزارة ومواردها لوضع امتحانات على مستوى المملكة غير مبرر، فضلا عن الآثار السلبية النفسية على الطالب وأدائه في الامتحان. كما يعني انتفاء المقصود من الامتحان الموحد على مستوى المملكة، اذ اننا نلحظ تفاوتا بين متوسط الدرجات بين المدارس. يعود ذلك الى ان المدارس تختلف في طريقة ومستوى صعوبة الامتحانات في الفصل الاول والامتحان النصفي للفصل الثاني. وبالتالي لا يكون هناك قياس موحد لتحصيل الطلاب، الا اذا رغبت الوزارة في ان تقوم باعداد جميع الامتحانات وهذا يتنافى مع ما نطرحه في هذه المقالة. واذا اردنا ان نكون اكثر مهنية وعدلا بين الطلاب قد يكون من الاجدر وضع امتحان شامل للمرحلة الثانوية. وأعتقد ان هذا ما تقوم به امتحانات القبول الى حد كبير. اذ ان امتحانات القبول تقوم بقياس الاداء بشكل موضوعي وعادل. لذا فان الاعتماد على امتحانات القبول في الجامعات من شأنه تحفيز طلاب المرحلة الثانوية ليس فقط للحصول على درجات عالية وحسب ولكن ان تكون هذه الدرجات تعكس مستواهم الحقيقي في التحصيل. فهل تلغي وزارة التربية والتعليم امتحانات الشهادة الثانوية لتركزعلى الاهداف التربوية الحقيقية وتوظف الموارد وجهود الإداريين والمدرسين لما هو اهم! ان ما اعتدنا عليه من مبادرات تطويرية من معالي وزير التربية والتعليم تجعلنا متفائلين.