عند زيارته للظهران لاول مرة بعد عدة سنوات, جلس تيم بارقر في وقت متأخر من احدى الامسيات على الرصيف امام المنزل الذي ترعرع فيه مستغرقا في تأمل الازمان الخالية, وهو يتخيل الناس الذين كان يعرفهم وقال تيم في اليوم التالي: (ان العديد منهم قد توفى ولكن روحهم مازالت عائشة وتحيط بي تماما). وتبدو تلك الروح واضحة حيث تمثلت في الطفولة التي عاشتها مجموعة متقاعدي الشركة الامريكية الذين قاموا بجولة استغرقت اسبوعا في الفترة من 23 - 27 شعبان 1424ه (19 - 24 اكتوبر 2003), الى البيوت التي سكنوها والتي جددت فيهم الشجون وذكريات وظائفهم التي شغلوها والعلاقات المتينة التي اقاموها. وتهدف هذه الزيارة التي رعاها المجلس الوطني للعلاقات الامريكية العربية في واشنطن العاصمة الى توطيد الروابط بين الشعبين السعودي والامريكي ودعم جهود الاشخاص الذين يعملون من اجل ايجاد تفهم افضل للعالم العربي في الولاياتالمتحدةالامريكية. وقبل حضورها الى الظهران, امضت تلك المجموعة يومين في الرياض زارت خلالهما بعض الوزراء, منهم معالي المهندس علي بن ابراهيم النعيمي, وزير البترول والثروة المعدنية, الذي كان زميلا وصديقا للعديد من هؤلاء المتقاعدين ومن ثم حضروا الى الظهران. وعلق جوزيف ماهون, نائب رئيس سابق وموظف لمدة 30 عاما, قائلا: لقد لاحظنا التغيرات منذ الوهلة التي هبطنا فيها في مطار الملك فهد الدولي. وقد حضر الزوار حفل استقبال في مبنى الادارة الرئيس, اعقبته جولة حي السكن في الظهران بما في ذلك المدرسة الواقعة في الشارع الثالث. والمكتبة والمسرح ومضمار البيسبول. وعلق روبرت نوربيرق, المدير السابق لمكتب الشركة في واشنطن العاصمة والذي عمل مدة 31 عاما في الشركة, مبتسما من فيض الذكريات التي انهمرت عليه عند مروره بالشوارع والحدائق المألوفة بالنسبة له قائلا: (ان ذلك يعني الكثير عندما تعود الى المكان الذي ترعرع فيه اطفالك). وخلال الغداء الذي اقيم في منزل الضيافة رقم 19, الذي كان في السابق منزلا لرؤساء الشركة التقى الزوار هناك بمضيفهم, رئيس الشركة وكبير ادارييها التنفيذيين, الاستاذ عبدالله بن صالح بن جمعة, والعديد من الاصدقاء وزملاء العمل السابقين. وقام بارقر بتحرير رسائل والدة, رئيس الشركة كبير ادارييها التنفيذيين ورئيس مجلس ادارتها السابق, التي كتبها عندما كان يعمل جيولوجيا في الحقل في الفترة من 1937 و 1940م في مجموعة بعنوان (بعيدا تحت السماء الزرقاء). مضيفا انه كان قد ولد في المكان الذي يعرف الان بمركز الترفيه. وقال جمعة: (اننا نرحب بكم ثانية في داركم ويبدو اليوم كالامس عندما كان اطفالي يلعبون مع اطفال ماري نورتون واطفال هبرت يلعبون في منزلنا. وقد شكر جمعة الزوار الامريكيين والسعوديين على مساهمتهم في تطوير الشركة قائلا: (يشكل نجاح هذه الشركة واهميتها بالنسبة للعالم شهادة بجهود الذين عملوا في الماضي انها شهادة لجميع الاشخاص الذين يجلسون حول هذه المائدة. وتضمن جدول الزيارة رحلة الى حقل الشيبة ووقفات في معرض ارامكو السعودية, وحي السكن والمرافق في رأس تنورة, وسوق الخميس في القطيف والتسوق في الخبر. وقالت ماري نورتن, التي قدمت الى ارامكو اول مرة في عام 1958 وامضت فيها 31 عاما: ( على الرغم من جميع التغيرات الهائلة التي رأيناها خلال هذه الزيارة, الا ان كرم الضيافة والوفاء هما السمة الاساسية. وقد ابانت لي هذه الزيارة كم ان الكثير من ذاتي مازال باقيا في المملكة العريبة السعودية.