فوائد بذور البطيخ الصحية    هيئة التراث ‏تقيم فعالية تزامناً اليوم العالمي للتراث بمنطقة نجران    كريسبو للهلاليين: راح آخذ حقي    أقوال وإيحاءات فاضحة !    «المظالم»: 67 ألف جلسة قضائية رقمية عقدت خلال الربع الأول من العام الحالي    «استمطار السحب»: 415 رحلة استهدفت 6 مناطق العام الماضي    «التراث»: استيطان كهف «أم جرسان» بالمدينة قبل 6 آلاف عام قبل الميلاد    ذات الأكمام المفتوحة نجمة الموضة النسائية 2024    الطائي يصارع الهبوط    تخلَّص من الاكتئاب والنسيان بالروائح الجميلة    غاز الضحك !    الفقر يؤثر على الصحة العقلية    مقتل قائد الجيش الكيني و9 ضباط في تحطم مروحية عسكرية    سلطان البازعي:"الأوبرا" تمثل مرحلة جديدة للثقافة السعودية    "أيوفي" تعقد جلسة استماع بشأن معايير الحوكمة    مجلس جامعة جازان يعيد نظام الفصلين الدراسيين من العام القادم    مصر تأسف لعدم منح عضوية كاملة للفلسطينيين في الأمم المتحدة    الاحمدي يكتب.. العمادة الرياضية.. وحداوية    تَضاعُف حجم الاستثمار في الشركات الناشئة 21 مرة    أمير الرياض يعتمد أسماء الفائزين بجائزة فيصل بن بندر للتميز والإبداع    السلطة الفلسطينية تندد بالفيتو الأميركي    المستقبل سعودي    اليحيى يتفقد سير العمل بجوازات مطار البحر الأحمر الدولي    استمرار هطول الأمطار الرعدية على معظم مناطق المملكة من يوم غدٍ الجمعة حتى الثلاثاء المقبل    الجامعات وتأهيل المحامين لسوق العمل    التوسع في المدن الذكية السعودية    التعاون يتعادل إيجابياً مع الخليج في دوري روشن    أتالانتا يطيح بليفربول من الدوري الأوروبي    الرباط الصليبي ينهي موسم أبو جبل    في حب مكة !    الإصابة تغيب كويلار أربعة أسابيع    فيصل بن تركي وأيام النصر    إسرائيل.. ورقة شعبوية !    الدمّاع والصحون الوساع    المفتي العام ونائبه يتسلّمان تقرير فرع عسير    "سلمان للإغاثة" يوقع اتفاقية تعاون لدعم علاج سوء التغذية في اليمن    أمير الرياض يستقبل مدير التعليم    المرور يحذر من التعامل مع أيّ روابط ومكالمات ومواقع تزعم التخفيض    سعود بن جلوي يطلع على استراتيجية فنون جدة    إنطلاق مؤتمر التطورات والابتكارات في المختبرات.. الثلاثاء    السجن 5 سنوات وغرامة 150 ألفاً لمتحرش    الرويلي ورئيس أركان الدفاع الإيطالي يبحثان علاقات التعاون الدفاعي والعسكري    نائب أمير الرياض يقدم تعازيه ومواساته في وفاة عبدالله ابن جريس    شركة تطوير المربع الجديد تبرز التزامها بالابتكار والاستدامة في مؤتمر AACE بالرياض    أمير الشرقية يرعى حفل افتتاح معرض برنامج آمن للتوعية بالأمن السيبراني الأحد القادم    سمو محافظ الطائف يستقبل مدير الدفاع المدني بالمحافظة المعين حديثا    "فنّ العمارة" شاهد على التطوُّر الحضاري بالباحة    تحت رعاية خادم الحرمين.. المملكة تستضيف اجتماعات مجموعة البنك الإسلامي    أمير الباحة: القيادة حريصة على تنفيذ مشروعات ترفع مستوى الخدمات    محافظ جدة يشيد بالخطط الأمنية    رئيس الشورى بحث تعزيز العلاقات.. تقدير أردني للمواقف السعودية الداعمة    السديس يكرم مدير عام "الإخبارية"    10 آلاف امرأة ضحية قصف الاحتلال لغزة    شقة الزوجية !    تآخي مقاصد الشريعة مع الواقع !    أمير الرياض يؤدي صلاة الميت على محمد بن معمر    سمو أمير منطقة الباحة يلتقى المسؤولين والأهالي خلال جلسته الأسبوعية    جهود القيادة سهّلت للمعتمرين أداء مناسكهم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المعلمون والمعلمات المبتعثون: برنامج خبرات نقطة تحول لتجويد التعليم وإثراء الميدان التعليمي
نقلة في تجويد التعليم
نشر في الوئام يوم 02 - 06 - 2018

أكد عدد من المعلمين والمعلمات المستفيدين من برنامج التطوير المهني النوعي للمعلمين (خبرات) أن البرنامج يعد نقطة تحول في سير العمل التدريبي في وزارة التعليم مشيرين إلى أنه سيُحدث نقلة في تجويد التعليم عبر الاستفادة من التجربة الدولية عبر التواجد في بيئات تعليمية متطورة ونقلها مستقبلا للميدان التربوي في إطار معايير عالمية، ووفق المتطلبات الأساسية للعمل التعليمي، ومتطلبات الواقع المهني للفئات المستهدفة، واحتياجات التطوير والتغيير في وزارات التعليم، موضحين أن الهدف منه هو توحيد اختبارات، مستوى اللغة، بالاعتماد على نوع موحد من الاختبارات ليستطيع المعلمون والمعلمات نقل تجربة تعليمية واقعية لا نظرية فقط .
وأشاروا إلى أن البرنامج يؤكد عزم قيادتنا الرشيدة على المضي قدماً في تطبيق رؤية المملكة 2030 في جانب التعليم العام والتي تقوم على ضرورة التنمية البشرية في منسوبي هذه الوزارة كما يأتي البرنامج ترجمة للمتطلبات الملحة للتطوير والتغيير بما ينسجم مع توجهات وزارة التعليم، وخططها المستقبلية لاسيما أن هذا البرنامج يقوم على شراكة عالمية مع دول تتمتع بالخبرة والتجارب التعليمية المميزة.
ولفت إلى أنهم استفادوا كثيرا من البرنامج وتعرفوا على طرق جديدة في التدريس وإدارة المدارس وأعربوا عن آمالهم الكبيرة بأن يساهموا بالأفكار والخبرات التي تعلموها هناك في تحقيق نتائج البرنامج المرجوة ليتمكنوا من إحداث تغيير حقيقي في الميدان التربوي ويساهموا في التطوير الذي تحتاجه العملية التربوية، وإثراء الميدان التعليمي وتحقيق أهداف التحول الوطني ورؤى ولاة الأمر وطموحهم بمستقبل ينهض بسواعد أبنائه المتميزين علما وتربية.
سلسة وبسيطة
في البداية، قالت المعلمة "إسراء السعيد" من الرياض التي التحقت بالبرنامج في أستراليا إن إجراءات ترشحها للبرنامج كانت سلسة وواضحة وبسيطة، لافتة إلى أنها استفادت كثيرا من البرنامج وأضاف لها الكثير، مؤكدة أنه ليس مجرد ترف تربوي، مضيفة أنهم كانوا في حالة ضغط دائما أثناء الدراسة حيث كان هناك نوعان من الدوام، "محاضرات" في الجامعة، ودوام في المدارس بشكل يومي، وكان الحضور يوثق عن طريق البصمة، وأحياناً يعقد اجتماع للمعلمين بعد انتهاء اليوم الدراسي، يتخلله بحوث وعروض، وبالرغم من الضغط إلا أنه ممتع يجعلنا نفخر بمنجزاته.
وحول الفرق بين البيئة التعليمية في السعودية وأستراليا أكدت السعيد أنه لا يوجد تشابه أبدا لكن هناك فروقات كبيرة في البيئة التعليمية والأنظمة وطريقة المعلمين وطريقة المدارس لذلك لا نستطيع أن نقول هنا أفضل أو هناك أفضل، فلكل نظام مساوئه ومميزاته، مبينة أن أكثر شيء جذبها في أستراليا هو منح الثقة للمعلم، مما يجعله يعطي بكل إخلاص وبكل كفاءة، موضحة أن لكل مدرسة نظام مختلف يختلف عن الأخر نتيجة الذاتية في التشغيل كل مدير يعين ويوظف المعلمين بناء على سياسات معينة ويضع ميزانية للمدرسة مما يعطي نظاما مختلفا للتعليم ومميزات أكثر مشيرة إلى أن الترتيبات ومستوى الدورات في استراليا تختلف من جامعة لأخرى مبينة أن جامعة ملبورن معروفة وحاصلة على المركز الأول وكانت ترتيباتها جداً دقيقة ومنظمة جدا.
تطبق ما تسمع وتقرأ
ولفتت السعيد إلى أنها استمتعت جداً بالبرنامج لأنها كانت تطبق ما تسمع وتقرأ عنه مشيرة إلى أنها عملت على نقل خبراتها وما تعلمته هناك واشتغلت عليه بشكل كبير لنقله للآخرين مؤكدة أنها حاولت قدر الإمكان التركز على أشياء لها ثقلها في التعليم مبينة أنها كانت الوحيدة تخصصها علوم حيث إن الاغلب تخصصهم في مجال اللغة الانجليزية والحاسبالألي،مماجعلهاتبحث عن شيء له علاقة بالعلوم فوقع أختيارها على برنامجstem والذي غير موجود في مدارسنا وقالت السعيد "كان هاجسي في البداية كيف أنقل هذا الموضوع ونجحت في ذلك وتم اختيار مبادراتي في هذا الموضوع وألقيتها على مستوى الرياض وأعتبر ذلك إنجازا ومؤمنة بأن الإنسان إذا هو آمن بشيء يستطيع أن يحققه بغض النظر عن الإمكانات المتاحة له".
وعن تجربتها في استراليا، قالت الأستاذة"هياء أحمد الغراس " من القصيم إن برنامج خبرات هو بمثابة خطوة تتبعها خطوات لتجويد التعليم وتطوير كوادر العمل. مضيفة أن البرنامج أضاف لها الكثير تتطلع لبرامج مماثلة في القريب العاجل مبينة أن البرنامج مر بالعديد من الإجراءات للترشيح منها الإلكتروني ومنها المقابلات الشخصية سواء في الإدارة التعليمية ومن ثم في الوزارة لاختيار المرشحين مؤكدة أن الفرق بين البيئة التعليمية هنا وهناك يختلف باختلاف المناطق التعليمية ومستوى البيئات التعليمية لدينا ولملامسة هذا الفرق وتطبيقه على البيئة التعليمية في المملكة بشتى مستوياتها تم وضع برنامج خبرات.
الإعداد المبكر
وحول الترتيبات ومستوى الدورات قالت الغراس إن الترتيبات كانت ميسرة ومتسلسلة وقد ابتدأت قبل البرنامج بأشهر مبينة أنه ليس من السهل نقل عدد كبير من القادة والمعلمين وتطبيعهم وانسجامهم في أماكن تختلف عنهم ثقافياً واجتماعياً لكن الإعداد المبكر من الوزارة بالملتقيات أو المواقع التشاركية كان له دور مهم في تقليص الصعوبات وإعداد المرشحين.
وأكدت الغراس أن خبرات عبارة عن برنامج متكامل وليس مجرد دورات تدريبية (برنامج للغة ثم دمج في المدارس في بلد الابتعاث ومن ثم برنامج لقياس الأثر على المتدرب)، مشيرة إلى أن نظرتها عن التعليم تغيرت بشكل عام وعن الهدف الأساسي له، كما زادت ثقتها بمستوى رياض الأطفال في المملكة كونها متخصصة في هذا المجال ،لافتة إلى أنهانقلت خبراتها لآخرين في الميدان ولا زلت في بداية الطريق والأفكار والطموح كبير بحول الله. إذ أننا نسير في الطريق الصحيح، والفائدة كبيرة ولله الحمد
استراتيجيات تفتقر للتطبيق
فيما قالت الأستاذة "تغريد التويجري" من القصيم إن الفرق بين البيئة التعليمية هنا وهناك أن البيئة التعليمية هناك فيها قدر كبير في تحمل المسؤولية من طالب ومعلم وقائد وولي أمر كلهم يد واحدة لخدمة مصلحة الطالب وإنتاج جيل واع يتحمل المسؤولية مبينة أن الصرح المدرسي مثل الجامعة والبيئة المدرسية فيها مساحة حرية للمعلم والطالب موضحة أن العملية التعليمية تعتمد على الطالب وتحفيز تفكيره أما التلقين فهو غير موجود مبينة أن كثير من الاستراتيجيات موجودة عندنا لكنها تفتقر للتطبيق الصحيح، لافتة إلى أن المدرسة هناك تواكب أي جديد في التعليم من خلال المؤتمرات العلمية وورش العمل والاهتمام بنفسية الطالب وبالجانب الصحي وتوفير التقنية وفصول صحية والساحات شاسعة وصالة رياضة كبيرة جدا وكافتيريا كلها تصب في مصلحة العملية التعليمية.
وأضافت أن المدرسة تعرف كل طالب لمساره حسب درجاته والمعلم مهيأ ومعد إعدادا جيدا مبينة أنه لا توجد عندهم حصص انتظار كذلك المنهج فقط أهداف ومهارات للمعلم حرية اختيار الطريقة والاستراتيجيات المناسبة للطالب.
التعليم أكبر من مجرد وظيفة
وشددت التويجري على أن البرنامج يضيف لصاحبه وبقوة على المستويين التربوي والشخصي ثقافة مختلفة تجعله يعيد حسابته وطريقة تربيته لأبنائه وطريقة عطائه في التعليم والتربية وأن التعليم أكبر من مجرد وظيفة تأخذ عليها راتب لكنه عطاء وإعداد جيل ينفع المجتمع فعال ويتحمل المسؤولية وليس مهما أن يردد كلمات للنجاح فقط وأن نعزز معنى الإنسانية والحوار وقبول الآخر والاتقان والالتزام بالعمل والأنظمة وإنتاج جيل نافع وليس معاقا وعالة على مجتمعه.
وأوضحت التويجري أنها بعد المعايشة في البرنامج تغير الكثير لدي ورأيت المدرسة دولة تعليمية قوية تؤمن بأن الفكر السليم والجسد السليم والمبادئ والقيم الأخلاقية تبدأ من المدرسة بعد البيت. مؤكدة أنها متحمسة مع زملائها لتطبيق ما تعلموه هناك في مدارسنا. مبينة أنها نقلت خبراتها لآخرين وتم تطبيق بعض المشاهدات ولله الحمد مشيرة إلى أنبرنامج خبرات ناجح بكل المقياس لفتح العقول لتجارب جميلة واستيعاب أن العملية التعليمية أكبر من وظيفة وأكبر من أداء عمل بل وأنها الركيزة التي ينتج عنها فكر شعب وجيل واع ومجتمع مزدهر ورؤية مستقبل.
ومن الأحساء قالت الأستاذة " أماني الموسى " إن إجراءات الترشيح كانت في البداية احترافية، أما بعد الترشيح فكانت هناك عقبات كثيرة تتعلق بالتنظيمات المختصة بالوقت والمتطلبات وعدم وضوحها، وخاصة بعد مقارنتها ببداية الترشيح القوية.
مواكبة المتغيرات العالمية
وحول تجربتها في كندا قالت الموسى كنت من ضمن المبتعثات لجامعة تورنتو والحقيقة أننا نركز في بيئتنا التعليمية على المباني والتجهيزات المدرسية والمعامل والأدوات بشكل أكبر من تركيزنا على الموارد البشرية المتمكنة التربوية والراغبة بحق في دفع العملية التعليمية لمواكبة المتغيرات العالمية مبينة أن التركيز في بيئة التعلم الكندية منصب على الطالب وشخصيته ودعم خياراته وتوفير متطلباته، في حين أن التركيز في بيئة التعلم السعودية منصب على المنهج المدرسي وتوفير ما يتناسب مع متطلبات شرحه والتركيز على محتواه.
وأكدت الموسى أن برنامج خبرات رائع بكل جوانبه ويضيف الكثير لمن يبحث عن الاستفادة، فالمتدرب الذي كان هدفه السياحة أو الأنشطة الترفيهية دون إن يهدف إلى الإنتاج ويسعى إلى التعلم قد يحقق هدفه، والعكس صحيح فمن وضع نصب عينيه أن ينهل من دراسة التغيير والتعلم الكندي والثقافة السائدة والمنهج المتبع، سيحقق هدفه. موضحة أن الترتيبات في كندا كانت استثنائية حيث تم استقبال ورعاية المبتعثين منذ أول يوم وساهمت الجامعة في النصح والإرشاد والرعاية في جميع الجوانب الإنسانية والاجتماعية والصحية، بل وأحيانا حتى السكن ومدارس الأبناء. وقد تكفلت الملحقية السعودية بدفع نفقات الدراسية لأبناء مبتعثي البرنامج كرسوم تأخير التسجيل وخلافه. لافتة إلى أنها واجهت صعوبة في البداية في ظل عدم وجود كتب محددة للتدريب ولكن سرعان ما تنبهنا لطريقة التعلم الذاتي المتبعة في الفصول الكندية.
التغيير الفاعل
وعن مدى استفادتها من البرنامج قالت إنها تعلمت الكثير هناك، مبينة أنها تبنت عدداً من الأفكار التي تجد فيها انطلاقاً هاماً نحو التغيير الفاعل مثل (العقل النامي- الدراما التعليمية- استمارة قياس العدالة الصفية- كيفية قيادة التغيير) مشيرة إلى أنها كانت حريصة على لقاء مساعد مدير التعليم في الأحساء في أول يوم دراسي بعد العودة في اجتماع شخصي لمدة ساعة ونصف نقلت فيها تقريراً عن الدورة وما خرجت به من خبرات.
ثم تمت استضافتي في لقاء إثراء تحت إشراف إدارة التدريب والابتعاث في محافظة الأحساء وعرضت فيها تجربتي لمدة نصف ساعة وبحضور مرشحات برنامج خبرات2 في بداية العالم. ثم قدمت دورات تدريبية لجميع طالبات المدرسة ومعلماتها ركزت فيها على التغيير من العقل الثابت إلى العقل النامي. ثم درست لوحة من الدراما التعليمية لطالبات ومعلمات المدرسة بتقسيم الفصول ومراعاة أوقات المعلمات. وأخيراً قمت بتدريب عدد من معلمات المحافظة على استخدام استمارة لقياس العدالة الصفية. ومؤخراً أبديت رغبتي بالتدريب الصيفي.
فكرة رائدة
فيما أشار المشرف التربوي أحمد بن ناصر آل طالع من رجال ألمع لحداثة التجربة في " خبرات " في التعليم السعودي وريادتها على المستوى الإقليمي، إذ سبقت وزارة التعليم السعودية بهذا المشروع كل الوزارات الإقليمية من حيث الفكرة وإحكام نظام البرنامج وبنائه، كما تجاوزت في حجم البرنامج وكم المستهدفين واتساع رقعة الدول المستضيفة جميع برامج التطوير المهني المشابهة حول العالم. وقد تواترت ردود الإعجاب من عدد كبير من المؤسسات التربوية في أستراليا والولايات المتحدة وكندا على الوجه الأخص بحسب ما يرويه مبتعثو خبرات.يمكن القول بأن برامج الإعداد القبلي في خبرات 1 كانت ناجحة ومرضية إلى حد كبير.
لكن يشير آل طالع من خلال تجربته مع " خبرات" إلى أن هناك ملاحظات كثيرة عليها تم استقراؤها من مبتعثي هذه المرحلة ويمكن تلافيها مستقبلاً، كما أن هنالك برامج أخرى وطرق للإعداد يقترحها المشاركون في المرحلة الأولى عبر استفتاء واسع شمل الملتحقين بالبرنامج في مختلف الدول.
ويضيف " أنه لا شك أن أول مرحلة يقوم عليها مشروع ضخم كهذا المشروع هي مرحلة تسويق البرنامج والدعاية إليه، وقد لوحظ على المرحلة الأولى ضآلة المعلومات عن المشروع أو فوات فترة التسجيل على كثير من المؤهلين حيث اختفى تعميم البرنامج بين كثير من التعاميم الواردة للمدارس، وبرغم هذا فإن وسائل التواصل الاجتماعي شكلت داعماً كبيراً للإقبال على البرنامج ولا يجب إغفال الدور الكبير الذي لعبه التواصل المستمر من القائمين على البرنامج مع المبتعثين وبشكل غير محدود.وقد أشارت نتائج بعض الاحصائيات إلى أن ثلاثة وأربعين في المئة من المشاركين اعتمدوا على ما ورد في تعميم الوزارة بينما لم يعلم حوالي ستة وثلاثون في المئة منهم عن البرنامج إلى من طريق وسائل التواصل الاجتماعي.
ويستعرض الأستاذ أحمد تجربته مع خبرات ويقول: إن الترشح بدأ إلكترونيا ثم عن طريق الإدارة ثم مقابلة مركزية. مبينا أن السمة العامة للنظام التعليمي في أستراليا هي مزيج من المرونة والانضباط كما أن الفرق الواضح والجلي هو أن التعليم الأسترالي استطاع الوصول إلى أن تكون المدرسة بيئة جاذبة يقضي الطالب فيها وقتاً ممتعاً ومفيداً.
جهود واضحة
وأكد آل طالع أن البرنامج يضيف تجربة كبيرة جدا لصاحبه ويحول المعلم إلى معلم مبادر ومشارك فعال في التخطيط للعملية التعليمية لكنه يحتاج إلى برامج إعداد للمشاركين. مبينا أن الجامعات والملحقيات بذلت جهدا كبيرا في تهيئة الترتيبات اللازمة لكن كأي برنامج في بداياته كان عدم التخطيط المسبق وعدم وجود رؤية واضحة لدى المدارس المستضيفة سبباً في تفاوت مستوى التجربة؛ أما الدورات فكانت مفيدة جداً مؤكدا أنه استفاد كثيرا من البرنامج واتسعت خبراته التعليمية واتضحت لديه صور كثيرة لأنماط تعليمية مختلفة مشيرا إلى أنه عمل على نقل خبراته لآخرين من خلال الدورات التدريبية التي التحق بها في أستراليا.
وأشار آل طالع إلى أن برنامجاً نوعياً كبرنامج خبرات سيؤتي ثماره المرجوة وسينعكس إيجاباً على التعليم بكافة جوانبه وسيكون حتماً له تأثير هام في المرحلة القادمة من مستقبل المملكة، وتحقيق تطلعات القيادة الرشيدة في رؤية المملكة 2030.
دراسة عن خبرات
المشرف بتعليم رجال ألمع الأستاذ أحمد آل طالع قام بدراسة مختصرة حول البرنامج يستعرض بعض النصائح التي يمكن أن يقدمها مبتعثو المرحلة الأولى لزملائهم في المراحل القادمة وما واجهوه في مرحلة المعايشة في دول الابتعاث تواطأت الأقوال بأن المرحلة كانت طويلة بالنسبة لهم، بل مملة كما وصفها البعض؛ ولا شك أن هذا يعود لعدم وجود خطة واضحة المعالم وأهداف محددة يسعى المبتعث لتحقيقها، وهو ما يجعل المبتعث في مدرسته مشتتاً أو مسيراً دون خطة. فوجود الخطة وتقسيمها إلى مراحل موصلة إلى الهدف يجعل المبتعث دائم الانشغال والعمل بما يحقق مراده، وفي هذا الجانب يقترح أن يستعين المبتعث بإدارته التعليمية وأن يكون على تواصل دائم معها لتوجيهه لبحث القضايا المهمة التي تحتاج إدارته لبحثها أو التي تطور من أساليب تدريس مادته واستراتيجياتها.
كما يجب على الجامعة هناك أن تضطلع بدورها المهم في هذا الجانب وأن يكون لمشرف الجامعة دوراً أكبر في رسم ملامح نتيجة المعايشة؛ وكل هذا يأتي بلا شك بعد دور المبتعث نفسه.
وفيما يتعلق بدور الجامعة في الإعداد لمرحلة المعايشة تشير دراسة آل طالع أنه لوحظ تركيز الجامعات في برامجها على الجوانب الثقافية والإدارية وتوعية المبتعثين دون الإسهام في توعية الجانب الآخر " المدارس" بنوع البرنامج وطبيعته، إذ إن كثيراً من المدارس لم تستوعب مهمة المبتعث ولم تدرك طبيعة البرنامج فكان التعامل معه شبيهاً بالتعامل مع المعلم المستجد الذي يخضع لبرنامج تأهيلي أولي أو ما يسمى ب " التطبيق " مغفلةً الخبرات السابقة لدى معلم ذو خبرة وممارسة سابقة للتدريس. وهذا أيضاً لا يعفي المبتعث من دوره في شرح طبيعة البرنامج للمدرسة.
صعوبات وحلول
ورأى كثير من المشاركين في استبانة الدراسة، أن من المصاعب عدم تفهم المعلم الأجنبي لطبيعة المهمة وأحياناً تململه وعدم تعاونه، بينما رأى آخرون أن تخصصاتهم لم تخدمهم في الوصول إلى اكتساب استراتيجيات تدريس تتعلق بالتخصص، كاللغة العربية والتربية الإسلامية مثلاً. والحقيقة أن المشاركين من هذه التخصصات كان يمكن أن يوجهوا لدراسة جوانب أخرى كالبيئة التعليمية وتوظيف التقنية والنشاط الطلابي والسلامة المدرسية وغيرها.
وربما يكمن الحل لكثير من المصاعب التي واجهت المشاركين في نقاط مقترحة أوردتها الدراسة فيما يلي:
– الاستفادة من مبتعثي البرنامج في مرحلته الأولى بعقد ورش عمل ولقاءات في إدارات التعليم للملتحقين بالبرنامج.
– وجود قناة تواصل مستمر بين إدارة التعليم ومبتعثيها في الدول المختلفة لتوجيههم لدراسة القضايا والجوانب بحسب الاحتياج ووفق التخصص.
– تعيين منسق للبرنامج في كل إدارة تعليمية أو مكتب تعليم على أن يكون ممن خاض التجربة.
– تفعيل دور الجامعات في تأهيل المبتعثين لمرحلة المعايشة. وذلك بتخصيص مدة زمنية كافية بين فترة اللغة ومرحلة المعايشة أو تضمين فترة اللغة برنامجاً لزيارات المدارس قبل المعايشة.
– تدوير المبتعثين بين المدارس خلال فترة المعايشة، فبقاء المعلم في مدرسة واحدة يحد كثيراً من المعارف والمهارات التي يمكن أن يكتسبها.
– إقامة برنامج مركزي لتأهيل المشاركين بحيث يفصل مبتعثو كل دولة على حدة ويستعان بخبرات العائدين من هذا البلد. فلكل بلد طبيعته وأنظمته المختلفة.
– تكوين كتيب إرشادي لمبتعث خبرات في كل بلد، وهو ما سيفيد المبتعث وينير بصيرته لما سيقابله، ومن هذا ما قمت به لزملائي مبتعثي خبرات أستراليا حيث وفقني الله لعمل عدة ملفات عن نظام السكن والمواصلات وأنظمة المدارس والتأشيرات. وبالإمكان تطوير التجربة وتعميمها على بقية الدول.
الجدير بالذكر أن برنامج خبرات من مبادرات المركز الوطني للتطوير المهني التعليمي، والذي يستهدف تطوير الممارسات المهنية للمعلمين، والمرشدين الطلابيين،وقادة المدارس، والمشرفين التربويين، في إطار معايير عالمية، وفقاً لمتطلبات الأساسية للعمل التعليمي، ومتطلبات الواقع المهني للفئات المستهدفة، واحتياجات التطوير والتغيير في وزارات التعليم، وذلك قي إطار شراكة دولية إستراتيجية مع جهات تعليمية ذات خبرات ثرية وتجارب مميزة على مستوى العالم، بما يمكن وزارة التعليم من استثمار تلك الخبرات والتجارب في تطوير التعليم، وإحداث النقلة النوعية التي تستجيب لرؤية المملكة التطويرية (2030).


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.