الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين أما بعد: فبفضل الله تعالى وتوفيقه تحقق نصر كبير لقواتنا المسلحة على الحوثي وأعوانه والمسلمون من عقيدتهم أن النصر هو من عند الله تعالى حيث قال لنبيه عليه الصلاة والسلام وأصحابه: «وما جعله الله إلا بشرىٰ ولتطمئن به قلوبكم ۚ وما النصر إلا من عند الله ۚإن الله عزيز حكيم» الأنفال: 10. ولا شك أن حكم وحنكة خادم الحرمين الشريفين واتخاذه القرار الحازم في الوقت المناسب كان له بالغ الأثر بتوفيق الله في دحر هذه الجماعة والقضاء على قوتها بشكل سريع ومتقن ولله الحمد. وقد تناسب مع هذا التخطيط العسكري المتميز مسار آخر في غاية الأهمية وهو النجاح الدبلوماسي فرغم أن الفترة التي اتخذ فيها قرار البدء بالعمل العسكري كانت فترة قصيرة جدا إلا أن المسار الدبلوماسي نجح نجاحا كبيرا في الاستعانة بعدد 10 من الدول الشقيقة وتأييد معظم دول العلم باستثناء عدد قليل ومحدود. إن المواقف العسكرية الحازمة والنجاح الدبلوماسي بقيادة خادم الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ليظهر بجلاء مدى التكاتف بين هذا الشعب السعودي والشعب الخليجي بشكل عام مع قياداتهم وحرصهم على استتباب الأمن والاستقرار في أوطانهم. كما أنه يؤكد على الوقوف بحزم أمام كل من تسول له نفسه العبث بأمن دول الخليج أو التفكير في الاقتراب إلى أي دولة من دوله. وتأتي هذه الحرب التي تقوم بها قوى التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية نصرة للمظلوم وردعا للظالم، فعندما استنجد الرئيس اليمني بإخوانه وكذلك عندما استنجد الشعب اليمني المسلم بإخوانه في دول الخليج وجدوا استجابة سريعة وردا حازما في عاصفة الحزم التي عصفت بالعصابة المعتدية، تلك العصابة الحوثية الظالمة التي هدمت بيوت الله وقتلت عباد الله الراكعين الساجدين وتعمدت قتل حفظة كتاب الله وطلبة العلم ودنست المساجد وكانت بوقا مشبوها غريبا على جسد الأمة العربية والإسلامية فكان بفضل الله هلاكها وذهابها بلا رجعة إن شاء الله على يد الأبطال الأشاوس من أبناء الخليج ومن ناصرهم من إخوانهم أو أعانهم من أصدقائهم. إن نجاح الحملة العسكرية بقيادة المملكة العربية السعودية بفضل الله وتوفيقه هي رسالة واضحة لكل من سولت له نفسه التدخل في الشؤون الداخلية لليمن أو أي بلد آخر من البلاد العربية أو الإسلامية، وإنها بداية للجم الأطماع التوسعية الإيرانية التي تأذى من ظلمها الشعب السوري الشقيق ثم الشعب العراقي الشقيق. وهذه الحملة العسكرية بما حققته من نتائج إيجابية على الأرض وما زامنها من نجاح دبلوماسي كبير فإن ذلك أدى إلى مزيد من النجاح الدبلوماسي وإلى التأكيد على موقف المملكة العربية السعودية الثابت والواضح من مختلف القضايا على الساحة الدولية. فالمملكة العربية السعودية منذ تأسيسها على يد الملك عبد العزيز طيب الله ثراه لم تتغير مواقفها ولم تخن أو تغدر بأي دولة شقيقة أو صديقة كما يفعله بعض المتلونين الذين تتبدل مواقفهم بين فينة وأخرى. وهذا يحسب للملكة العربية السعودية لأن ثبات مواقفها خلال ما يزيد على قرن من الزمان يمثل اطمئنانا لكل من تعامل مع المملكة فالمصداقية ليست شعارا فقط بل واقعا تعيشه المملكة وتتعامل به لأن من صميم عقيدتها ودينها الذي تدين الله به. أسأل الله تعالى لبلادي المملكة العربية السعودية ولبلدان الخليج وجميع بلاد المسلمين مزيدا من الأمن والاستقرار ورغد العيش والتوفيق إنه سميع مجيب. رابط الخبر بصحيفة الوئام: عاصفة الحزم والنجاح الدبلوماسي