بدأت الصحف الإيرانية في عكس صراع التيارات في الداخل الإيراني، عبر نشر فضائح الفساد التي تُظهر تورط جميع أركان النظام في قضايا الفساد المالي والإداري، ومن مختلف التيارات. ونشرت صحف إيرانية -مؤخرا- تقارير عن تورط حكومة الرئيس الأسبق أحمدي نجاد في قضايا نهب بقيمة 42 مليار دولار، بعد أسابيع من نشر صحف أخرى تقارير تتهم قائد فيلق القدس قاسم سليماني بالاستيلاء على مبالغ مالية كانت مخصصة لتُقدّم كهدايا لقادة دول إفريقية. اشتداد الصراع يذكر معارضون من الداخل الإيراني أن اشتداد الصراع بين المحافظين والإصلاحيين يمر بأشد مراحله، وهو ما أظهر وعلى العلن فضائح تورط فيها قادة ومسؤولون من التيارين، ضمن موجة التراشق العلنية بينهم عبر الصحف والمواقع المقربة من كل تيار، إذ تظهر الصحف المقربة من الإصلاحيين فشل المحافظين وتورطهم في قضايا فساد، كما ترد الصحف المقربة من المحافظين على تلك الاتهامات باتهامات مشابهة، لتورط قادة من التيار المخالف في قضايا مماثلة. ويرى معارضون أن حرب الفضائح بين التيارات وصلت إلى حد استدعاء الرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد من القضاء الإيراني بعد تقديم مخالفين له أدلة تثبت تورطه باختلاس مليارات الدولارات، وسجن نائبه حميد بقائي بعد ثبوت تورطه في قضايا فساد مالي، مما دفع نجاد لمهاجمة القضاء الإيراني، واتهام القائمين عليه بأنهم أساس الفساد، إذ اتهمهم في تصريحات نشرتها صحف إيرانية بأنهم «أول المتهمين بالفساد لكنهم يدعون زورا محاربة الفساد. الاتهامات المضادة أكملت الصحف المقربة من نجاد الفضائح التي تورطت فيها الحكومات الإيرانية، إذ اتهمت صحف مقربة من نجاد شقيق روحاني حسين فريدون، بالتورط في قضايا مالية بلغت أكثر من 15 مليون دولار، ويخضع للمحاكمة نتيجة ذلك، كما اتهم النائب السابق علي رضا زاكاني مكتب الرئيس الإيراني بأنه «وكر فساد» يديره شقيق الرئيس، وقال زاكاني إن «شقيق الرئيس روحاني قد حول مكتب الرئاسة إلى مقر لعصابات مخيفة من السماسرة الذين يجنون الثروة خلال الاتصال بالخارج منذ إنجاز الاتفاق النووي، ويحصلون على المبالغ الطائلة عن طريق النصب والاحتيال والرشوة والفساد». وهاجم زاكاني روحاني وحكومته بقوله «على الرئيس روحاني الذي يبحث عن مكافحة الفساد أن يبدأ بشقيقه ومن مكتبه، وأن يلتفت إلى حجم الفساد في وزارة النفط، والعقود الخيالية التي تبرمها خارج القانون مع جهات خارجية» متهما أعضاء حكومة روحاني بالتورط في قضايا فساد كبيرة، بدأ من المتحدث باسم الحكومة محمد باقر نوبخت، وبيجن زنغنة وزير النفط، وسيروس ناصري المفاوض السابق، وحسن فريدون شقيق الرئيس روحاني.