تواصلت فعاليات المؤتمر السعودي الأول للبيئة "الاستغلال المستدام للموارد الطبيعية" الذي تنظمه جامعة الملك خالد في أبها، بإقامة عدد من المحاضرات بمشاركة علماء عالميين مهتمين بأمور البيئة من مختلف أنحاء العالم. إزالة الملوثات تحدث العالم البريطاني جيرمي إيان بيوتن عن موضوع إزالة الملوثات من العناصر الثقيلة في المواقع الملوثة بالطرق البيولوجية، والكيميائية، واستخدام بعض الطرق الحيوية للتعرف عن الملوثات في التربة والعناصر الثقيلة الفلزات معدنية، مبينا أنه ازداد الاهتمام العالمي بهذه العناصر خلال ال20 سنة الماضية بسبب التلوث البيئي لبعضها، وأهميته الحياتية للبعض الآخر بسبب إدامة النمو في جسم الكائن الحي. أنظمة الاستشعار أشار العالم الهندي الدكتور سوميترا مخرجي إلى استخدام أنظمة الاستشعار عن بعد بصور الأقمار الصناعية في مجال الموارد المائية والموارد الطبيعية وتقنيات الاستشعار عن بعد، وتسهم أنظمة المعلومات الجغرافية بشكل فاعل في إجراء البحوث والدراسات المتنوعة، والتي من شأنها المساهمة في حماية البيئة بشكل عام، إذ يمكن عن طريق تحليل الصور الفضائية الحصول على المعلومات المتعلقة بكل المعالم، والأجسام، والعناصر الأرضية، وذلك من خلال تسجيل وقياس الطاقة، والاستقطاب للأشعة الكهرومغناطيسية المنعكسة والملازمة للعناصر، والمعالم الأرضية، والمحيطات والهواء المحيط بالقشرة الأرضية. من جهته تحدث الدكتور الصديق أحمد المصطفى مدير جامعة الخرطوم سابقا عن مصادر التلوث ومدى الضرر الناتج عن التلوث في العالم، موضحا أن مصادر التلوث هي طبيعية وبشرية. مخاطر مياه الصرف إلى ذلك، حذر عضو مركز الأمير سلطان للبحوث والدراسات البيئية بجامعة الملك خالد الدكتور سامي محمد عبدالله، من مخاطر مياه الصرف الصناعية التي تنتجها المناطق الصناعية في المملكة، مؤكدا على أن ما تحويه هذه المياه من مواد ضارة يمثل مشكلة بيئية كبيرة، تهدد الأمن البيئي وسلامة مكوناته. وبين أن دراسة أجريت أخيرا على المياه الصناعية التي تخلفها المنطقة الصناعية في مدينة أبها، أثبتت تجاوز نسبة الرصاص فيها 19.8 % والتي تعد نسبة عالية جدا ومؤشرا يبعث على الخوف، إذ إن النسبة الطبيعية لوجود مادة الرصاص يجب أن تكون أقل من 1 %. وفيما يخص مخاطر هذه المياه أكد الدكتور سامي أن انتقال هذه العناصر الملوثة إلى الدائرة البيئية المحيطة والتي تؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر يعد خطرا حقيقيا على صحة الإنسان، والذي يمكن أن يصل إليه عبر النباتات وخصوصا المحاصيل الزراعية، والمياه الملوثة التي تنتقل إليها هذه العناصر بشكل مباشر ويتعامل معها الإنسان بشكل مباشر. ولفت إلى أن معالجة مثل هذا التلوث يعد من الأمور المتاحة بطرق سهلة ومتاحة خصوصا في المملكة، نظرا لتوافر كميات كبيرة من الأتربة التي تعالج هذا التلوث، من خلال امتصاص المواد الملوثة التي من بينها الرصاص ومن ثم استخدامها في أعمال رصف الطرق للقضاء عليها كملوث وعزلها عن البيئة تماما.