أثار تشغيل مطار عدن الدولي، وهبوط أول طائرة مدنية فيه أول من أمس، قادمة من جيبوتي، وعلى متنها 158 راكبا غالبيتهم من النازحين العائدين إلى منازلهم، جنون وحفيظة الميليشيات الحوثية وحليفها المخلوع علي صالح. بعد أن كانت الحكومة قد قررت إيقاف الرحلات الجوية من مطار صنعاء الدولي، وتحويلها إلى مطار عدن. وأصدرت الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد التي يُسيطر عليها الحوثيون بيانا صحفيا تُندد فيه بإعادة تشغيل المطار وهبوط الطائرة، بذريعة عدم إصدارها أي تصاريح للخطوط الجوية اليمنية لتشغيل المطار. فيما كشفت وزيرة الإعلام اليمنية نادية السقاف إصدار الهيئة تهديدا للطيار ورئيس شركة طيران اليمنية بسحب تراخيص الطيران، ومخاطبة مطار جيبوتي بعدم السماح للطائرة اليمنية بالسفر إلى عدن. وكانت شركة الخطوط الجوية اليمنية قد صرحت عبر حسابها على موقع فيسبوك ببدء تسيير رحلاتها من وإلى مطار عدن الدولي. وزعمت الهيئة العامة للطيران المدني في بيانها أنها لم تمنح تراخيص لتشغيل المطار، لأسباب تتعلق بجوانب ومتطلبات سلامة الطيران، وحصولها على تقارير تُشير إلى عدم جاهزيته الفنية والأمنية، وهي الادعاءات التي كان قد نفاها المدير العام لمطار عدن الدولي المهندس طارق عبده، الذي أشار إلى انتهاء عمليات إعادة تأهيل المطار، وتشغيل أجهزة المراقبة الجوية والملاحية وأجهزة الاتصالات الأرضية والجوية، واستكمال كل الجوانب الفنية التي تتطلبها إعادة تشغيل المطار. وأكد مسؤولون في المطار ل"الوطن" أن مدرجات المطار تمت إعادة صيانتها وإصلاحها، ورفع كافة حطام الآليات، والمدرعات، والطائرات بداخل المطار، لتأمين سلامة حركة الهبوط والإقلاع. إضافة إلى تزويد المطار بمركبات وحدات خاصة بالإطفاء، قدمتها دول التحالف، وإعادة تركيب الإنارة الليلة في المطار، الذي بات يخضع لحماية أمنية كبيرة، توفرها قوات عسكرية مدربة، إضافة إلى عناصر المقاومة الشعبية. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل وصل الأمر بالحوثيين إلى تهديد طاقم الطائرة، حيث قالت مصادر مقربة من قائد الطائرة الكابتن فيصل الصباحي، في تصريحات إلى "الوطن"، إنه ومُساعديه تلقوا تهديدات بسحب رخص القيادة الجوية منهم، إن هم أقلعوا بالطائرة صوب مطار عدن، غير أن قائد الطائرة تجاهل تلك التهديدات، وأصر على الإقلاع والهبوط في عدن. وكانت وزيرة الإعلام اليمنية نادية السقاف قد قالت في وقت سابق إن الحوثيين أطلقوا تهديدات بالاستيلاء على أي طائرة تهبط في مطار صنعاء الدولي. وكانت السلطات الشرعية قد منحت في منتصف شهر أبريل الماضي قوات التحالف العربي تراخيص إدارة الأجواء المدنية اليمنية، بعد أن سيطر المتمردوين الحوثيون على سلطات الطيران في صنعاء، وقاموا بتعيين قيادة جديدة موالية لهم في الهيئة. من جهة أخرى، تم في مدينة سيئون حاضرة وادي وصحراء حضرموت أمس تدشين عملية توزيع المعونات الغذائية والإغاثية والمكونة من 10 آلاف سلة غذائية مقدمة من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية للنازحين والمتضررين بحضرموت، جراء الأحداث الجارية في البلاد. وقال القائم بأعمال وكيل محافظة حضرموت لشؤون مديريات الوادي والصحراء المهندس محمد برك الجابري، إن عمليات التوزيع ستتم عبر لجنة الإغاثة المشتركة التي تتكون من 19 منظمة ومؤسسة موزعة على مختلف مناطق حضرموت.
