انهيار "دار" مهجورة يعيد ملف "السينما" للواجهة

الأحساء تلبي رغبة الجمهور وتعرض فيلما "مرتين".. والطائف تتحسر على التاريخ

تهاوت جدران المقر المهجور منذ أكثر من 40 عاما، ليتهاوي معها ركام تاريخ كان فيه لعرض السينما حضور في المجتمع، وأيقظ انهيار مقر دور سينما الطائف الذي كان يشهد عرض الأفلام السينمائية في السبعينيات الهجرية في حي الشهداء القديم والبخارية حاليا، ذكريات أجيال عاصرت تلك الحقبة. الباحث في تاريخ الطائف عيسى القصير قال ل"الوطن": المبنى كان مقرا لسينما الطائف التي توقفت عروضها في عام 1975 تقريبا بعد أن دخلت أجهزة التلفاز المنازل وخطفت جمهور السينما، وأشار إلى أن المبنى كان يشهد عرضا للأفلام المصرية وبعض الأفلام الغربية، إذ يبدأ العرض ليليا ولمدة ساعتين، مشيرا إلى أن رسوم الدخول كانت ريالا واحدا فقط للشخص، وكانت العروض تحظى بحضور كبير إذ يتراوح العدد يوميا ما بين 40 إلى 50 شخصا معظمهم من الشباب، لافتا إلى المناخ الثقافي العام الذي كانت تعيشه الطائف خلال الصيف في تلك الحقبة، فإضافة إلى السينما كانت هناك حفلات موسيقية يشارك فيها كبار الفنانين، إضافة إلى نشاطات المحاضرات والندوات، حيث كبار الأدباء والمثقفين يقضون فترة الصيف في مدينة الطائف.
وكان الناطق الإعلامي لإدارة الدفاع المدني العقيد ناصر بن سلطان الشريف أشار إلى أن عمليات الدفاع المدني بمحافظة الطائف تلقت بلاغاً عند صباح الاثنين الماضي يفيد بانهيار جدار منزل، فتحركت دوريات السلامة التابعة للدفاع المدني للموقع واتضح أنه انهيار جدار لمنزل مهجور مكون من دور واحد في حي البخارية. وبين الشريف أن الجزء المنهار مساحته 10 أمتار في ارتفاع مترين ونصف. حيث انهار الجدار على سيارتين كانتا واقفتين، وأمنت دوريات السلامة الموقع، وبالتنسيق مع أمانة محافظة الطائف أزيلت الأنقاض والجزء المنهار. إلى ذلك، استجاب القائمون على قسم الأفلام بلجنة الفنون المسرحية في فرع الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بالأحساء، لطلبات الجمهور، وأعاد عرض فيلم "كل شيء ضاع" للمخرج السعودي محمد الفرج مساء أول من أمس، بعد امتلاء مقاعد القاعة في العرض الأول، وبقاء أعداد كبيرة من الحضور خارج القاعة، مما دفع بالمنظمين لإعادة العرض مرة أخرى في الليلة نفسها، بعد الجلسة النقدية التي أدارها سعيد الرمضان. وأشار مدير فرع الجمعية في الأحساء علي الغوينم إلى أن نجاح عروض الأفلام السابقة، وتواصل صانعي ومحبي الأفلام القصيرة مع الجمعية، دفع الجمعية لاستمرارية هذا الفعالية بشكل أسبوعي وذلك من خلال عرض فيلم أسبوعياً عدا أيام الاختبارات، بجانب تنفيذ ورش تدريبية في صناعة الأفلام القصيرة، مبيناً أن فيلم "كل شيء ضاع" يحكي حالة نفسية وإنسانية لشخص مزدوج، ومدته 7 دقائق. من جهته، أوضح مشرف لجنة الفنون المسرحية بالجمعية نوح الجمعان أن قسم الفنون المسرحية حريص على تقديم البرامج المميزة، واحتضان جميع المبدعين في كل المجالات، مؤكداً أن تجارب عرض الأفلام القصيرة في الجمعية حققت نجاحا كبيرا، ووعد بتقديم كل ما هو مميز ومفيد سواء في الأفلام القصيرة أو المسرح. يشار إلى أن وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة، كان قد أعلن أكثر من مرة في أحاديث صحفية استعداد وزارته لدعم دور السينما في السعودية بعد موافقة رسمية على إنشائها. فيما شهدت المحاولات السينمائية السعودية اجتهادات فردية مكثفة على مستوى الإنتاج مع مطلع الألفية، رغم غياب صالات السينما، وعدم وجود أي دعم أو اعتراف رسمي بها، وإيقاف مهرجان جدة السينمائي عام 2008، بعد عقد دورتين، ثم إيقاف مهرجان الدمام بعد عقد دورة يتيمة.