مبادرتا الرياض الخضراء والسعودية الخضراء خطوتان رائدتان نحو تحقيق رؤية المملكة 2030 لتعزيز الاستدامة البيئية وتحسين جودة الحياة. لكن الرياض بمناخها الحار وتحدياتها البيئية تحتاج إلى جهود جماعية لتصبح مدينة خضراء حقًا. أقترح إلزام أصحاب المنازل بتشجير أرصفة بيوتهم، ليس كرفاهية، بل كحاجة ملحة لمواجهة التغير المناخي وتحسين بيئتنا. يقوم الاقتراح على إلزام كل صاحب منزل بزراعة الأحواض الفارغة على رصيف منزله، والتي لا تتجاوز عادةً اثنين إلى ثلاثة أحواض للمنزل المتوسط، وأكثر قليلاً للمنازل الكبيرة. على المواطنين الاعتناء بهذه الأشجار بالري والتسميد، وهي مهام غير مكلفة، إذ لا تتجاوز تكلفة ري شجرة واحدة عشرين ريالًا شهريًا، أي أقل من سعر وجبة سريعة. تخيلوا حي العليا في الرياض، حيث تكتسي الأرصفة بالخضرة، ويتنفس السكان هواءً نقيًا تحت ظلال الأشجار التي زرعوها بأيديهم. لضمان نجاح الفكرة، يمكن للجهات المعنية توفير مشاتل متنقلة في كل حي، تقدم شتلات بأسعار رمزية (حوالي 20 ريالًا للشتلة). هذه المشاتل ستيسر على سكان الأحياء، مثل الملز أو العليا، الحصول على الأشجار وزراعتها. ومع نجاح مشروع الرياض الخضراء، الذي زرع أكثر من ثلاثة ملايين شجرة بالطريق إلى 7.9 ملايين، وحديقة الملك سلمان الباذخة، يمكن لهذا الاقتراح مضاعفة الأعداد دون تكلفة حقيقية على الحكومة. قد يواجه الاقتراح تحديات، مثل عدم التزام بعض المواطنين بالعناية بالأشجار أو قلة الوعي بأهمية التشجير. لحل هذه المشكلة، يمكن تنظيم حملات توعية محلية تبرز فوائد الأشجار، مثل امتصاص كل شجرة لحوالي 20 كجم من ثاني أكسيد الكربون سنويًا، مع تقديم حوافز مثل خصومات على فواتير المياه للملتزمين أو حتى فرض غرامات أحيانًا. كما يمكن إشراك الجمعيات البيئية لتقديم الدعم الفني. تخيلوا شوارع الرياض وقد تحولت إلى واحات خضراء، حيث يلعب أطفالنا تحت ظلال الأشجار، وتقل درجات الحرارة بمقدار 2-3 درجات مئوية، مما يجعل مدينتنا أكثر راحة واستدامة. هذا ليس ترفًا، بل ضرورة لمواجهة الاحتباس الحراري وتحسين جودة الهواء. هذا الاقتراح يتماشى مع أهداف رؤية 2030 لزيادة الغطاء النباتي بنسبة 12 % بحلول 2030، ما يعزز مكانة الرياض كمدينة عالمية مستدامة. إشراك المواطنين في تشجير أرصفة منازلهم هو شراكة مجتمعية تحقق أحلامنا بمدينة خضراء. ندعو الجميع، من مواطنين وجهات معنية، للتفاعل مع هذا الاقتراح ومشاركة أفكارهم لجعل الرياض مدينة تتنفس خضرة. فلنجعل من كل رصيف شاهدًا على التزامنا بحماية بيئتنا وتأمين إرث مستدام لأجيالنا القادمة.