شهدت المدينةالمنورة، مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، يوم الأربعاء الموافق 23 ربيع الثاني 1447 ه، انطلاق أعمال الملتقى العلمي المميز الذي يحمل عنوان: «مآثر سماحة الشيخ عبدالعزيز بن صالح -رحمه الله- وجهوده في خدمة المسجد النبوي الشريف». هذه المبادرة الوفية تُعدّ تكريمًا مستحقًا ونافذة علمية لإبراز السيرة العطرة والعطاء الزاخر لأحد أبرز الأئمة والعلماء الذين خدموا المسجد النبوي الشريف وأثروا الحياة العلمية والدعوية في المملكة لعقود طويلة. حظي الملتقى برعاية كريمة من أمير منطقة المدينةالمنورة الأمير سلمان بن سلطان بن عبدالعزيز آل سعود، الذي شرف حفل الافتتاح. وقد جسدت هذه الرعاية الاهتمام البالغ الذي توليه القيادة الرشيدة -حفظها الله- للعلماء والدعاة، وتوثيق سيرتهم وإبراز جهودهم في خدمة الدين والوطن والحرمين الشريفين. كما شهد الملتقى حضورًا لافتًا من أصحاب الفضيلة العلماء وأصحاب المعالي، ونخبة من الأئمة والباحثين والمثقفين. يأتي تنظيم هذا الملتقى ضمن جهود رئاسة الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، وبدعم وشكر خاص لمعالي رئيس الشؤون الدينية، في المسجد الحرام والمسجد النبوي الأستاذ الدكتور الشيخ عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، الذي أكد في تصريحاته أن الملتقى يهدف إلى توثيق سيرة ومسيرة الشيخ عبدالعزيز بن صالح، وإبراز أثره العلمي والدعوي والإداري بما يخلّد عطاءه للأجيال القادمة، وبما يتفق مع رسالة الحرمين الشريفين في نشر الوعي الديني والفكري الوسطي. اُقيم الملتقى في الغرفة التجارية بالمدينةالمنورة، وشهد في يومه الأول تدشينًا ل الموسوعة التراثية التي جمعت تراث الشيخ العلمي. وتضمن الملتقى برنامجًا علميًا مكثفًا على مدى يومين، حيث شارك فيه نخبة من المتخصصين قدموا حوالي 35 بحثًا علميًا تناول جوانب متعددة من حياة الشيخ وإسهاماته، أهمها: 1. جهود الشيخ في خدمة المسجد النبوي الشريف: كإمام وخطيب ورئيس للمحاكم الشرعية. 2. مآثره في القضاء والإفتاء: وإبراز منهجه في الفتوى الفردية والجماعية. 3. دوره في التعليم ونشر الوسطية: سيرته ومنهجه الوسطي المعتدل. 4. علاقة سماحته بالمجتمع: إسهاماته في الإرشاد وخدمة أهالي المدينةالمنورة. 5. جلسة نسائية خاصة: تُسلط الضوء على إسهاماته التعليمية وشخصيته الإنسانية. مثل الملتقى مبادرة وفاء عظيمة لسماحة الشيخ عبدالعزيز بن صالح -رحمه الله-، الذي يُعد رمزًا وعلمًا وشخصية فذة خدمت دينها ووطنها، حيث ارتبط اسمه بالمسجد النبوي الشريف صوتًا وتربية وإمامة. وقد أشاد المشاركون والحضور بأهمية هذه الخطوة في حفظ تاريخ علماء الحرمين الشريفين، واختتم حفل الافتتاح بتكريم سمو أمير المنطقة للرعاة ورؤساء الجلسات المشاركين، مثمنًا جهود كل من ساهم في إنجاح هذا العمل الرائع. ختامًا الملتقى «مآثر سماحة الشيخ عبدالعزيز بن صالح» ليس مجرد حدث عابر، بل هو محطة تاريخية لإعادة قراءة سيرة عطرة، وتوثيق منارة علمية أثرت في الأمة. ويُعد إضاءة مهمة على الجهود المخلصة لعلماء المملكة في خدمة الحرمين الشريفين ونشر المنهج الإسلامي القويم، ونسأل الله أن يتغمد الشيخ بواسع رحمته.