طبعا القلب هنا مجازا، فعليًا نحن نقصد العقل، لأن ما يسمى «المشاعر» تتشكل بعدما يراها العقل، وبمدى فهم العقل ومهارة تحليله تتشكل مشاعره. لذا دائمًا أنادي بالمنطق في تحليلنا للواقع ورغباتنا وأهدافنا، وسأشرح أهمية ذلك: المنطق سيجعل مشاعرك أكثر سلاسة، لأنك إن لم تفهم واقعك ستكون حاد العاطفة، كيفما كانت، كرهًا أو حبًا أو رغبة أو نفورًا. بالضبط مثل السؤال المهم الذي لم تجد له جوابًا، سيضيف إليك الاكتئاب والتيه في كل حياتك، أما إن وجدت الإجابة، ستكون مستقرًا عاطفيًا وستحدد ما تريد لتمضي به أو من دونه. لذلك، نعم هناك بشر مضادون للصدمات، ليس لأنهم تعرضوا لصدمات كبيرة أو كثيرة، لا، إنما لأنهم احترموا حضور عقلهم في تحديد ماهية هذه الصدمات ومسبباتها، وأفضل الطرق لتخطيها، وأرفض رفضًا قاطعًا وصف من يملك هذه المرونة بأنه قاسٍ لأنه لم ينهر، أو أخفى رد فعل متوقع، ولا ألومهم، فدائمًا أقول «يعيبون ما لم يستطيعوا الوصول إليه». وأقول لمن لا يفصل بين المشاعر والعقل، ولا يراهما مختلفين، بأنه ينتهج نهج (المنفصمين شخصيًا)، أو أنه متقلب المزاج، فيتشتت في فهم ذاته ورغباته وأهدافه. اجلس مع نفسك وراجع تفاصيلها، احكمها قبل أن يحكمك الآخر. أخيرًا.. تُهذّب المشاعر بإشراف العقل الواعي، المالك قدرة على فهم واستيعاب واقعه قبل تفسيره.