في مشهد يختصر طموحات المملكة وتحولاتها الوطنية، عقدت الحكومة السعودية مؤتمرها الصحفي الدوري في الرياض أمس، مسلطة الضوء على قطاعي الإعلام والبيئة باعتبارهما ركيزتين أساسيتين ضمن رؤية المملكة 2030. وشهد المؤتمر مشاركة وزير الإعلام الأستاذ سلمان الدوسري ووزير البيئة والمياه والزراعة المهندس عبدالرحمن الفضلي، حيث تم استعراض مستجدات السياسات، والبرامج التنموية، والنتائج المحققة، مع رسائل واضحة نحو المستقبل. من النقل إلى صناعة التأثير أكد وزير الإعلام سلمان الدوسري أن الإعلام السعودي يعيش تحولاً استراتيجياً غير مسبوق، ينتقل من نقل الخبر إلى صناعة التأثير، ويواكب التحولات الاجتماعية والاقتصادية التي تشهدها المملكة. وقال الدوسري: إن النسخة المقبلة من منتدى الإعلام السعودي ستُعقد برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، مؤكدًا أن المنتدى سيصبح منصة وطنية لصناعة الخطاب الإعلامي السعودي المتجدد. استراتيجية وطنية للإعلام أوضح وزير الإعلام أن الاستراتيجية الوطنية للإعلام لا تزال قيد الإعداد، وسيتم إطلاقها قريباً، بعد اكتمال مشاورات موسعة مع مختلف القطاعات الإعلامية والمهنية. وتهدف الاستراتيجية إلى تحقيق إعلام سعودي فاعل، ذي أثر إقليمي وعالمي، يعكس قيم المملكة ويعزز صورتها الذهنية، ويرتقي بالكوادر والمؤسسات لمستوى المنافسة الدولية. وأضاف الدوسري أن الرهان القادم يتمثل في أن يكون الإعلام أداة استراتيجية تعكس طموحات الدولة، وتواكب الحراك التنموي والرقمي الذي تشهده المملكة. لا ننتظر الغد بل نصنعه في صياغة بلاغية حملت رسائل ثقة، قال وزير الإعلام: لم يعد عام 2030 تاريخاً في المستقبل، بل يرمز إلى طموح لا حدود له. في المملكة العربية السعودية، لا يتم إخبار الأحلام، بل يتم بناؤها. غداً لا ينتظر، لقد تم إنجازه اليوم. وأشار إلى أن المملكة باتت تبني نظامًا إنسانيًا مستدامًا، إذ قدم مركز الملك سلمان للإغاثة مساعدات تجاوزت 30 مليار ريال لأكثر من 108 دول، عبر 3500 برنامج، شملت العمل الإغاثي، والجراحي، والتنمية المجتمعية. صناعة التقنية لا استهلاكها تحدث الوزير الدوسري بأن تحوّل المملكة من مستهلك للتقنية إلى مساهم في صناعتها، مشيراً إلى أن الاقتصاد الرقمي في المملكة تجاوز 495 مليار ريال في 2024، بما يعادل 15% من الناتج المحلي، وينمو بنسبة 7% سنويًا. ولفت إلى أن عدد شركات التقنية المدرجة في السوق المالية ارتفع من شركتين في 2020 إلى 23 شركة في 2024، ما يعكس نجاح السياسات المحفزة وتحولات السوق. الأمن الغذائي يواجه التغير المناخي من جهته، أكد وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس عبدالرحمن الفضلي أن المملكة تولي الأمن الغذائي والمائي أولوية كبرى، في ظل ما يشهده العالم من تقلبات مناخية وندرة في الموارد. وأوضح أن الوزارة تعمل على برامج لرفع الكفاءة الزراعية، وتحفيز الإنتاج المحلي في المحاصيل الاستراتيجية، ودعم المزارعين الصغار، بالتوازي مع مشروعات لمعالجة المياه وإعادة استخدامها، والتي وصلت نسبة الاستفادة منها إلى 53%، وستتجاوز 70% بحلول عام 2030. كما بيّن أن الوزارة توسعت في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لإدارة الموارد، وتخطيط المشاريع الزراعية والمائية، ما يعزز الاستدامة ويدعم أهداف الرؤية. رسائل استراتيجية جاءت مضامين المؤتمر لتؤكد أن الإعلام السعودي لم يعد أداة ترويج، بل بات قوة ناعمة ذات بُعد استراتيجي، وأن البيئة والأمن الغذائي أصبحا جزءًا من منظومة الأمن الوطني والتنمية المستدامة. - اطلاق استراتيجية وطنية للإعلام قريبا لتعزيز التأثير وصناعة الصورة الذهنية للمملكة. - 30 مليار ريال مساعدات إنسانية قدمها مركز الملك سلمان ل 108 دولة. - 495 مليار ريال الاقتصاد الرقمي السعودي في 2024. - 23 شركة تقنية مدرجة بالسوق المالية في 2024 - 265 مشروعاً سعودياً في اليمن ضمن برامج الإعمار. - 70 % نسبة الاستفادة المستهدفة من المياه المعالجة بحلول 2030.