تشهد غزة أطول فترة انقطاع لوصول المساعدات الإنسانية منذ بدء الحرب، وسط استمرار العمليات العسكرية، وتصاعد الحوادث التي تسجّل فيها إصابات وقتلى في صفوف المدنيين في أثناء محاولاتهم الوصول إلى مراكز توزيع الغذاء، ما يهدد بتدهور كارثي في الوضع الإنساني. وفي تقرير مشترك صدر عن برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة (فاو)، تم التحذير من أن استئناف العمليات العسكرية، بعد انتهاء الهدنة التي استمرت ثمانية أسابيع، فاقم الأزمة الإنسانية إلى «مستويات غير مسبوقة». انعدام الأمن الغذائي يُشير التقرير إلى أن قطاع غزة، الذي يقطنه أكثر من 2.1 مليون نسمة، لم يتلقَ مساعدات كافية أو إمدادات تجارية منذ انتهاء الهدنة، مما يجعله عرضة لانعدام أمن غذائي حاد بحلول سبتمبرالمقبل. معاناة الفلسطينيين في كلمة له أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وصف المفوض السامي فولكر تورك معاناة الفلسطينيين في غزة بأنها «مروعة وغير مقبولة»، داعيًا المجتمع الدولي إلى الضغط على طرفي النزاع لإنهاء الحرب. وتورك أشار أيضًا إلى أن الأساليب التي تُستخدم في العمليات الإسرائيلية تُفاقم الأزمة الإنسانية، محذرًا من أن استمرار هذا النهج قد يؤدي إلى تدهور طويل الأمد يصعب تداركه. خطر المجاعة مع تصاعد الهجمات واستمرار القيود على دخول المساعدات، حذّر خبراء من أن قطاع غزة بات مهددًا فعليًا بالمجاعة، خاصة في ظل انهيار المنظومة الصحية، وتوقف إمدادات المياه والطاقة، وصعوبة الوصول إلى المواد الغذائية الأساسية. يأتي ذلك وسط مطالب متزايدة بضرورة تحييد الإغاثة عن النزاعات العسكرية، وضمان وصول المساعدات إلى المدنيين دون شروط أو تهديدات. استمرار استهداف المدنيين قُتل ما لا يقل عن 34 فلسطينيًا خلال إطلاق نار استهدف حشودًا كانت تحاول الوصول إلى مراكز توزيع الغذاء في جنوب قطاع غزة، بحسب وزارة الصحة. ويُعد هذا الهجوم الأكثر دموية ضمن سلسلة حوادث مشابهة وقعت في أثناء سعي المدنيين لتأمين الطعام في مناطق خاضعة لسيطرة الجيش الإسرائيلي. وأفاد شهود عيان بأن القوات الإسرائيلية فتحت النار فجرا قرب دوار العلم بمدينة رفح، على مقربة من مركز مؤسسة حمد الطبية، في وقت حذّرت فيه منظمات محلية من خطورة مغادرة المسارات المحددة للوصول إلى نقاط التوزيع. نظام توزيع المساعدات في حين تصرّ إسرائيل والولايات المتحدة على أن نظام «GHF» الجديد ضروري لضمان عدم وقوع المساعدات بيد حركة حماس، تقول وكالات الأممالمتحدة ومنظمات إغاثة دولية إن هذا النظام لا يلبّي الحد الأدنى من الاحتياجات، ويُستخدم فعليًا أداة ضغط على السكان المدنيين. ورفضت هذه الوكالات، التي عملت في غزة منذ بدء النزاع، ما وصفته ب«محاولات عسكرة الإغاثة»، وتحويلها إلى وسيلة للضغط السياسي أو العسكري. استمرار الحصار في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، تتفاقم مؤشرات المجاعة بشكل غير مسبوق، حيث يعاني أكثر من نصف السكان انعداما حادا في الأمن الغذائي. وأكدت تقارير أممية أن سكان القطاع يواجهون واحدة من أسرع أزمات الجوع تفاقمًا في العالم نتيجة القيود المفروضة على دخول المساعدات، واستهداف البنية التحتية الزراعية، وانهيار سلاسل الإمداد. والأطفال على وجه الخصوص باتوا في صلب الكارثة، مع ازدياد معدلات سوء التغذية الحاد، والوفيات الناتجة عنه في شمال القطاع تحديدًا. وعلى الرغم من التحذيرات الدولية المتكررة، لا تزال المعابر مغلقة جزئيًا، وتتعرض قوافل الإغاثة للاستهداف أو العرقلة، ما يمنع وصول الغذاء والماء والدواء للمناطق الأكثر تضررًا. والمنظمات الإنسانية تصف الوضع في غزة بأنه «كارثة إنسانية مصنوعة»، مشيرة إلى أن المجاعة ليست نتيجة ندرة الموارد، بل بفعل ممنهج من السياسات العسكرية والتجويع القسري، وهو ما يرقى، بحسب بعض الخبراء، إلى جريمة حرب بموجب القانون الدولي. تقرير نقاط الجوع الساخنة عن غزة: 1. انقطاع غير مسبوق للمساعدات • لم تصل مساعدات إنسانية كافية أو إمدادات تجارية إلى قطاع غزة منذ نهاية الهدنة الأخيرة، ما يمثل أطول فترة انقطاع منذ اندلاع الحرب. 2. تفاقم مستويات الجوع إلى حدّ «غير مسبوق» • الأزمة الغذائية في غزة تدهورت إلى مستويات حادة، وفقًا للتقييمات الأخيرة التي تعتبر الوضع الأسوأ منذ بداية النزاع. 3. تحذير من خطر مجاعة وشيك • التوقعات تشير إلى أن سكان غزة، البالغ عددهم 2.1 مليون نسمة، مهددون بانعدام الأمن الغذائي الحاد بحلول سبتمبر 2025 إذا استمر الوضع الحالي. 4. العمليات العسكرية سبب رئيسي للأزمة • استئناف العمليات العسكرية بعد وقف إطلاق النار أدى إلى تقييد حركة المساعدات، ومنعها من الوصول إلى السكان الأكثر احتياجًا. 5. الدعوة إلى فتح ممرات إنسانية آمنة • التقرير يوصي بضرورة تسهيل وصول المساعدات فورًا دون شروط أو عراقيل، لتفادي تفاقم الأزمة، ووصولها إلى مرحلة المجاعة الجماعية.