"التجارة": أكثر من 234 مليون سلعة ومنتج تمويني وُفرت بالمشاعر المقدسة للحجاج    تحطم طائرة صغيرة في المحيط الهادي غربي سان دييجو    رونالدو يؤكد استمراره مع النصر    كيفو مدرباً لإنترميلان خلفاً لإنزاغي    حرس الحدود يؤكد جاهزيته لتيسير مغادرة ضيوف الرحمن عبر المنافذ البرية والبحرية    إحباط تهريب 28.2 كيلوجرامًا من مادة الحشيش المخدر في نجران    منظومة خدمات متكاملة لاستقبال ضيوف الرحمن في المسجد النبوي    «الصحة العالمية» : جدري القردة لا يزال يمثل حالة طوارئ صحية عامة    ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين في العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة إلى 54,927 شهيدًا    موعد مباراة السعودية وأستراليا في تصفيات كأس العالم    رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية يُغادر جدة    موبايلي تختتم مشاركتها الفاعلة في موسم الحج بتقديم تجربة اتصال متكاملة لضيوف الرحمن    عودة "مهرجان تنوير" إلى صحراء مليحة في دورته الثانية من 21 إلى 23 نوفمبر 2025    القيادة تهنئ ملك المملكة الأردنية الهاشمية بذكرى يوم الجلوس    بدء تطبيق قرار حظر العمل تحت أشعة الشمس اعتبارًا من 15 يونيو الجاري    مركز الفلك الدولي ينشر حسابات رؤية الهلال للعام الهجري القادم 1447 ه    بين الواجب الاجتماعي والبذخ المفرط ..حفلات الأعياد القبلية والتخرج تحت المجهر    حجاج بيت الله الحرام يرمون الجمرات الثلاث ويؤدون طواف الوداع    رئيس اللجنة الكشفية العربية: جهود المملكة في الحج تعكس احترافيتها وتقدم خدمات الحج الذكية والرقمية    مكاسب للأسهم الآسيوية بدعمٍ من محادثات تجارية مرتقبة    نائب أمير الشرقية يرفع التهنئة للقيادة بمناسبة نجاح موسم الحج    أمير المدينة المنورة يهنئ القيادة بمناسبة نجاح موسم الحج لهذا العام    وزير "البيئة" يرفع التهنئة للقيادة بمناسبة نجاح موسم حج 1446ه    جوجل تتيح استخدام "جيميني" لتلخيص رسائل البريد الإلكتروني    الإحصاء : الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي ينمو بنسبة 3.4% خلال الربع الأول من عام 2025    موسم الحج يودع الصيف… والعودة بعد 25 عاماً    الإسباني ألغواسيل يخلف" تريم" في قيادة الشباب    الأخضر يحتاج ل"معجزة كروية" لعبور أستراليا والتأهل للمونديال    أعلن نجاح موسم الحج.. نائب أمير مكة: المملكة قيادة وحكومة وشعبًا تفخر بخدمة المقدسات وقاصديها    أمير قطر مهنئاً: نتمنى للمملكة مزيداً من التقدم والازدهار    وزير الداخلية: التخطيط المبكر والتنفيذ الفعال أسهما في نجاح الحج    الحوثيون يستحدثون نقطة جباية جديدة في الضالع    الذكاء الاصطناعي يكشف العواصف القوية بسرعة    " الأرصاد ": مراقبة الأحوال الجوية على الطرق والمطارات    " أمانة العاصمة ": إطلاق مبادرة الرقابة على المنشآت بمنى    أمن الحج والعمرة بالمدينة يستكمل استعداداته لاستقبال الحجاج    تسليم آلاف الجثامين وسط توتر متصاعد.. موسكو وكييف تتفقان على تبادل شامل للأسرى    انطلاقة مبهرة لعروض السيرك في ضمن موسم جدة    القيادة تعزي رئيس زامبيا في وفاة الرئيس السابق إدغار شاغوا    15 % ارتفاع العقارية.. 922 مليار ريال قروضاً مصرفية للأفراد والشركات    عناية الحرمين الشريفين" تفعل مبادرة "إحرام مستدام"    تنفيذ الخطط التشغيلية للموسم الثاني.. المدينة المنورة تستقبل طلائع الحجاج المتعجلين    "قوات أمن الطرق" تعلن جاهزيتها لمغادرة الحجاج بعد أداء مناسكهم    اختتمت مشاركتها في "ميونخ".. «ملكية الجبيل وينبع» تعزز شراكاتها اللوجستية    البرتغال تتوج بدوري الأمم الأوروبية للمرة الثانية    متحور جديد ل"كوفيد".. و"الصحة العالمية" تحذر    ترامب يتعهد بفرض «القانون والنظام»    فريق الرياض للبولو بطل بطولة تشيسترز توينز للمرة الثانية على التوالي    راشد الماجد.. هل عاد «ليستسلم»؟    كاميرا عشوائية وهبوط حر!    قادة البحرين والكويت والإمارات يهنئون خادم الحرمين وولي العهد بنجاح موسم الحج    قتلى وجرحى برصاص جيش الاحتلال قرب مركز توزيع مساعدات    طريق الهجرة يشهد إطلاق مبادرات جديدة لخدمة الحجاج    محمد الحكمي… نموذج مشرف يخلّد تراث المنطقة بصناعة إعلامية هادفة    ارتفاع إصابات كوفيد-19 بسبب متحور جديد    أطباق تراثية تعكس هوية جازان الثقافية في عيد الأضحى    جين يفتح آفاقاً جديدة لحل مشكلة الصلع    "أمان".. مبادرة تبرز الجهود الخدمية للمملكة محلياً وعالمياً    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بين الواجب الاجتماعي والبذخ المفرط ..حفلات الأعياد القبلية والتخرج تحت المجهر
نشر في الوطن يوم 09 - 06 - 2025

في مجتمع اعتاد البساطة والاعتدال، بدأت ملامح جديدة تظهر في بعض المناسبات الاجتماعية، تُعبّر عن تحول غير محمود من المعنى إلى المظهر، ومن الفرح المتزن إلى الاستعراض المُكلف. فقد أصبحت بعض الاحتفالات تُدار بعقلية التفاخر، لا بروح اللقاء، ما أحدث خللاً ثقافياً واجتماعياً يستحق التوقف والتأمل.
تحدثتُ في مقال سابق عن مظاهر البذخ في حفلات الزواج، وما لبثت هذه الظاهرة أن تمددت وتوسّعت، ضاربة بعض احتفالات أعياد القبائل وحفلات التخرج، وخلقت ساحة جديدة للتكاليف الباهظة والبذخ غير المبرر.
لقد تحوّلت حفلات الأعياد القبلية من فرح أسري إلى عبء جماعي، بعد أن خرجت من إطارها البسيط ضمن الأسرة أو الحي، إلى احتفالات كبرى على مستوى القبيلة بأكملها، مما أرهق الأهالي بتكاليف إضافية تفوق طاقتهم، إلى جانب ما ينفقونه في أعيادهم الخاصة ومتطلبات أسرهم.
وهذه المظاهر، التي لم تكن موجودة في السابق، فرضها التقليد والمحاكاة، حتى غدت واقعاً مستحدثاً يتمثل في إقامة معايدات فخمة، تتطلب استئجار قاعات أفراح باهظة القيمة، واستقبال أعداد كبيرة من أفراد القبيلة، وتقديم ولائم وأصناف من المأكولات، غالباً ما ينتهي جزء كبير منها إلى مكبّات النفايات.
وربما يقود هذه الموجة بعض الشباب الذين لا يدركون حجم الخسائر الاقتصادية والاجتماعية المترتبة على مثل هذه الممارسات، ما يدفع بكبار السن إلى تقبّلها على مضض، إما خضوعاً للواقع أو خشية من النقد الاجتماعي، وهنا يبرز تساؤل مهم: من يوقف نزيف التكاليف؟ وهل تحوّلت هذه الاحتفالات من موروث اجتماعي جميل إلى مظاهر استنزافية تُرهق كاهل المجتمع وتُضعف روح العيد الحقيقية؟
ولم تتوقف موجة البذخ عند حفلات الأعراس أو الأعياد القبلية، بل امتدّت أيضاً إلى حفلات التخرج في المدارس، والتي تحوّلت من لحظات رمزية وبسيطة إلى مناسبات مُكلِفة ترهق أولياء الأمور، حتى في المراحل الدراسية المبكرة مثل رياض الأطفال والابتدائية. لقد بات من المعتاد إقامة حفلات فخمة داخل المدارس وقبل أداء الاختبارات، وكأن النجاح أصبح مسألة مفروغاً منها، وكأن الرسوب لم يعد له وجود في المشهد التعليمي، هذا الواقع المستحدث يشير إلى خلل في المفاهيم، ويعكس تراجعاً في قيمة التحصيل العلمي الفعلي أمام مظاهر الاحتفاء الشكلي، حيث يسبق الفرح الإنجاز، ويتحوّل النجاح إلى صورة افتراضية تُكرَّم قبل أن تتحقق.
إن العيد في أصله شعيرة سنّها الإسلام، وفرحة روحية تُغني عن المظاهر المبالغ فيها، يكمن جماله في بساطته، وبهجته في معانيه التي تسكن النفس، لا في تكاليفه أو مظاهره الخارجة عن مقاصده.
خاتمة البروق :
لقد أصبح البذخ عنواناً غير معلن لكثير من مظاهر الفرح، فحتى حفلات النجاح، والتخرج، والتعيين، وأحياناً مجرد الحصول على "نجمة سناب شات"، صارت تُنظّم لها احتفالات باهظة لا تختلف كثيراً عن حفلات الزفاف الفارهة. وبين فخر الانتماء ومغالاة المظاهر، تضيع الحدود بين الفرح المشروع والإسراف المذموم، في مشهد يحتاج إلى مراجعة مجتمعية جادة، تُعيد التوازن، وتُعيد للفرح معناه الحقيقي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.