تعتبر حفلات الخطوبة من المعوقات التي جعلت الشباب يعزفون عن الزواج ويقابله زيادة العنوسة، في الوقت الذي علت فيه أصوات الكثير من العلماء والأدباء والمهتمين بهذا الجانب محذرين من مغبة التمادي في المباهاة بالمهور وتكاليف حفلات الزفاف التي يبلغ المتوسط منها أكثر من 100 ألف ريال. الأمر الذي يقوم به الكثير من الشباب بالاقتراض ليدخلوا قفص الزوجية وهم مكبلون بالديون لسنوات وربما لعقود، وقد أكد كثير من الشباب أنهم مجبرون على إقامة هذه الحفلات الباذخة لإرضاء ذوي العروس، وليحصلوا على موافقتهم التي لا تتم إلا بعد قبول شروط إقامة حفل للخطوبة خاصة اذا كان له أخت سبقتها بذلك. من جهتها عملت «اليوم» استطلاعا للتعرف على آراء بعض المواطنين وموقفهم تجاه حفلات الخطوبة التي تسبق حفلات الزواج، فكان اللقاء الأول مع حمد عيسى الخالدي، الذي قال: إن الكثير من حفلات الخطوبة تعادل تكلفتها حفلات الزفاف التي في الغالب يفرضها أهل الزوجة. وأضاف: «يحمل الأهالي تكاليف تلك الاحتفالات الزوج الذي يجد نفسه مرغماً لعدة أسباب منها: أن هذه الحفلات أصبحت سلوكا اجتماعيا تحول إلى ظاهرة تكسوها المظاهر الكاذبة، ورغم معرفة أهل الزوجة بما سيتحمله الزوج من ديون واقساط بنكية لسنوات طويلة». من جانبه، قال عبدالله الحوطي، مدرب التنمية البشرية الاجتماعية: «من مظاهر الإسراف في حفلات الخطوبة تباهي الأسر بإقامة حفلات تتضمن عددا من الفرق لإحياء تلك الليلة التي تتربع فيها العروس وسط (كوشة) يتعدى سعرها أحياناً نفس تكلفة الحفلة».مبيناً أن استخدام تلك الكوشة المكلف لا يتجاوز ساعات محددة دون أي فائدة لها سوى أنها تشبع غرور العروس وأسرتها، وبالتالي تصل تكلفة حفل الخطوبة إلى تكلفة حفل الزواج الرسمي، وجميعها تكاليف مرهقة لكاهل الزوج. وذكر الحوطي، أن تلك الأمور ترهق الزوج خاصة مع بداية بناء حياته الزوجية، وقد تتسبب الديون في تعكير صفو الحياة الزوجية لفترة طويلة ويقع ضحيتها الأبناء حينما يصبح الأب غير قادر على تلبية احتياجاتهم البسيطة بسبب تلك الديون السابقة، مما يتسبب ايضاً في انحسار خطة المشاريع المستقبلية والاستثمارية لأسرته. وفي ذات السياق، ذكر هزاع الدوسري، إمام جامع وخطيب، أن الخطأ الكبير الذي يقع فيه بعض أولياء أمور الزوجة، المغالاة في المهور والطلبات المكلفة التي تسبق الزواج منها حفلات الخطوبة وما يتبعها من مظاهر الإسراف والبذخ وإقامتها في قصور لأفراح باهظة التكاليف مع العشاء الفاخر بكميات كبيرة. مبيناً أن هذه الحفلات التي يعاني منها المجتمع مسببة عزوف الشباب عن الزواج، وزيادة في أعداد العانسات، مشيراً إلى تغافل ولي أمر الزوجة لما قد تسببه تلك المصروفات الباهظة لحفلات الخطوبة من تأخير الزواج وانتقال الزوجة إلى بيت زوجها بسبب عدم القدرة على إقامة حفل الزواج الرسمي. إضافة إلى عدم مقدرته على تجهيز منزل الزوجية، وبالتالي قد يؤدي ذلك الأمر إلى أن يقرر أحدهما الانفصال قبل الزواج ويكون ولي الأمر تسبب في تدمير علاقة كانت على وشك أن تدوم، كذلك دخول أسرتي الزوجين في مشاكل لا حصر لها، وتكون هناك قطيعة بينهما بسبب حفلة الخطوبة التي أصبحت عادة غير سوية في مجتمعنا.