ذكر الكرملين أن روسيا شنت هجمات جوية واسعة النطاق على أوكرانيا خلال الأيام الماضية، في إطار ما وصفته ب«الرد على ضربات أوكرانية عميقة داخل الأراضي الروسية»، مشددًا في الوقت ذاته على استمرار العمل بشكل جاد على مسودة اتفاق سلام لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات. وأوضح المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، أن «العمل مستمر على مسودة روسية لاتفاق سلام محتمل»، مشيرًا إلى أن «هذه مسودة جادة تتطلب مراجعات دقيقة، ولم تُقدَّم رسميًا بعد». وأضاف أن روسيا «ممتنة للجهود الأمريكية» الرامية إلى إطلاق عملية التفاوض، مؤكدًا أن «المرحلة الأولى» تمثلت في تنفيذ أكبر عملية تبادل أسرى بين الجانبين. أكبر هجوم ومن الجانب الأوكراني، أعلنت القوات الجوية أن الهجمات التي وقعت ليل الأحد شملت استخدام 355 طائرة مسيّرة، ووصفتها بأنها الأكبر منذ بدء الحرب. وقال يوري إهنات، رئيس إدارة الاتصالات بالقوات الجوية، إن هذه الضربات جاءت بعد أيام من تصعيد روسي بدأ الجمعة، بلغ فيه إجمالي ما أُطلق على أوكرانيا نحو 900 طائرة مسيرة وصاروخ من أنواع متعددة. ووفق مسؤولين أوكرانيين، فإن القصف المكثف أضر بمراكز مدنية وبنى تحتية، ما عدته كييف تصعيدًا متعمدًا يعرقل فرص التهدئة. وقال الرئيس فولوديمير زيلينسكي إن «هذا التصعيد لا يقوم على منطق عسكري، بل يعكس رسالة سياسية»، مؤكدًا أن «الإفلات من العقاب هو ما يشجع روسيا على توسيع هجماتها»، وداعيًا إلى تشديد العقوبات الاقتصادية على موسكو. تصريحات ترمب وعلى الصعيد الدولي، وصفت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس الهجمات الأخيرة بأنها «مروعة»، وأكدت عزم الاتحاد على فرض مزيد من العقوبات على روسيا. ومن جهته، علق الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب على التصعيد الروسي بوصفه «غير مبرر»، وقال إن «بوتين فقد أعصابه تمامًا»، لكنه في الوقت ذاته عبّر عن خيبة أمله من أداء القيادة الأوكرانية، مشيرًا إلى أن الرئيس زيلينسكي «لا يقدم ما يكفي من تنازلات لدفع عملية السلام». وفي منشور عبر مواقع التواصل، كتب ترمب «لطالما كانت علاقتي جيدة مع الرئيس بوتين، لكن يبدو أنه يمر بمرحلة انفعالية خطيرة». وأضاف «الصواريخ والطائرات دون طيار تطلق على المدن الأوكرانية بلا سبب واضح». تبادل أسرى ورغم التصعيد، شهد النزاع تطورًا لافتًا تمثل في تنفيذ ثلاث مراحل من تبادل الأسرى خلال عطلة نهاية الأسبوع، وصفها الطرفان بأنها الأكبر منذ اندلاع الحرب. وقالت وزارة الدفاع الروسية إن كل طرف سلّم ألف أسير ومعتقل مدني خلال الأيام الثلاثة الماضية، ضمن اتفاق تم التوصل إليه خلال محادثات إسطنبول الأخيرة. وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن موسكو «مستعدة لتقديم مسودة اتفاق سلام فور الانتهاء من ملف الأسرى»، معتبرًا أن التقدم في هذا الملف «يمهد الأرضية للمرحلة المقبلة من المفاوضات». تناقض الخطاب وبينما تؤكد روسيا أنها منفتحة على الحوار وتسعى إلى تسوية سلمية تستند إلى «ضمان أمنها القومي»، ترى أوكرانيا أن التصعيد العسكري يتناقض مع هذا الخطاب. وفي ظل تعثر المفاوضات وتبادل التصريحات الحادة، لا تزال آفاق الحل السياسي ضبابية، بانتظار خطوات ملموسة من الطرفين على طاولة الحوار. 1. هجوم جوي غير مسبوق: أوكرانيا تعلن أن روسيا شنت أكبر هجوم بطائرات مسيّرة منذ بدء الحرب، باستخدام 355 طائرة دون طيار و69 صاروخًا. 2. موسكو تبرر التصعيد: الكرملين يقول إن الهجمات جاءت ردًا على ضربات أوكرانية داخل الأراضي الروسية، ويؤكد أن بوتين يتخذ خطوات لضمان أمن بلاده. 3. العمل على اتفاق سلام:روسيا تعلن استمرار العمل على مسودة اتفاق سلام جاد، مع الإشارة إلى أن المسودة لم تُقدَّم بعد وتخضع لمراجعات دقيقة. 4. تصريحات ترمب:ترمب يصف بوتين بأنه «فقد أعصابه»، ويعبّر عن إحباطه من الطرفين، مع تأكيده على دراسة فرض عقوبات جديدة على موسكو. 5. دعوات أوكرانية لتشديد العقوبات:زيلينسكي يحذر من أن الإفلات من العقاب يمكن روسيا من التصعيد، ويدعو المجتمع الدولي لتوسيع العقوبات الاقتصادية ضد موسكو. 6. موقف الاتحاد الأوروبي:مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي تصف الهجمات بأنها «مروعة»، وتؤكد نية الاتحاد فرض عقوبات جديدة. 7. تبادل أسرى واسع:روسياوأوكرانيا تنفذان أكبر عملية تبادل أسرى منذ بداية الحرب، شملت 1000 أسير من كل طرف، في خطوة نادرة من التعاون.