في لحظة نادرة من التعاون وسط تصعيد عسكري غير مسبوق، أعلنت روسياوأوكرانيا استكمال عملية تبادل الأسرى الأكبر منذ اندلاع الحرب، بعودة 303 أسرى من كل طرف، وجاء التبادل بعد ساعات من تنفيذ موسكو هجومًا جويًا واسعًا على الأراضي الأوكرانية، وُصف بأنه الأعنف منذ بداية الغزو الشامل في فبراير 2022. محادثات سلام وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن كل طرف أعاد 303 أسرى، استكمالًا لعملية تبادل بدأت الجمعة، وأسفرت حتى الآن عن إطلاق سراح أكثر من ألف مقاتل ومدني من الطرفين، وأكد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، عودة المفرج عنهم، مشيرًا إلى أنهم ينتمون إلى الجيش الأوكراني والحرس الوطني، وقوات الحدود وهيئات أخرى. وجاء التبادل بعد محادثات غير مباشرة رعتها أنقرة، وأُجريت في إسطنبول مطلع الشهر الحالي، وهي أول محادثات سلام رسمية منذ أشهر، وأثمرت فقط عن الاتفاق على تبادل الأسرى، فيما لم تُحرَز تقدمات ملموسة على المسار السياسي أو العسكري. أكبر هجوم وفي المقابل، تعرّضت العاصمة كييف ومناطق أوكرانية أخرى لهجوم روسي واسع، استُخدم فيه 367 صاروخًا وطائرة مسيّرة، من بينها طائرات «شاهد» الإيرانية الصنع، بحسب القوات الجوية الأوكرانية. وأسفرت الضربات عن مقتل 12 شخصًا على الأقل وإصابة العشرات، بينهم ثلاثة أطفال في منطقة جيتومير، وأربعة في منطقة خميلنيتسكي، وأعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيان لاحق أنها أسقطت أكثر من 110 طائرات مسيّرة أوكرانية في هجمات مضادة خلال الليل. استمرار القتال ورغم عمليات التبادل، لم تشهد خطوط الجبهة هدوءًا، حيث أفادت تقارير روسية بتحقيق تقدم في شمال شرق أوكرانيا، لاسيما في منطقتي سومي وخاركيف، وأعلنت موسكو السيطرة على بلدات قرب الحدود الروسية، من جهتها، قالت أوكرانيا إن القتال مستمر على جبهات متعددة، دون تحقيق اختراق حاسم من أي طرف. وأفادت مصادر عسكرية روسية أن الرئيس، فلاديمير بوتين، كان في زيارة جوية لمنطقة كورسك أثناء تعرضها لهجوم بطائرات أوكرانية بدون طيار، فيما أكدت قيادة الدفاع الجوي الروسية أنها تصدت للهجوم وأسقطت 46 طائرة مسيّرة. ويبدو أن وتيرة التصعيد، رغم فترات من التفاوض، تُظهر أن الحرب تدخل مرحلة أكثر تعقيدًا، تتجاوز الحسابات العسكرية إلى رسائل سياسية ميدانية متبادلة. تبادل الأسرى عدد الأسرى المُفرج عنهم 303 من كل طرف، بإجمالي 606 أسرى في المرحلة الأخيرة. إجمالي عدد من شملهم التبادل خلال ثلاثة أيام أكثر من 1000 أسير (390 الجمعة، 307 السبت، 303 الأحد). أول لقاء مباشر منذ أشهر، تم الاتفاق على التبادل خلال محادثات عقدت في إسطنبول هذا الشهر برعاية تركية. الجنود العائدون لأوكرانيا ينتمون إلى القوات المسلحة، الحرس الوطني، حرس الحدود، وجهاز النقل الخاص. التبادل شمل أيضًا معتقلين مدنيين من الطرفين. العملية وُصفت بأنها الأضخم منذ بدء الحرب، من حيث العدد والتنسيق. رغم التبادل، لم تُسجل أي مؤشرات على تهدئة أو تقدم سياسي حقيقي بين الطرفين.