عبدالله مكني جميل جداً أن نجد الترابط فيما بين الدول والأقطار الإسلامية وكذلك العربية حيث يعتبر الجميع أن ذلك من وحدة النسيج مهما كانت الخلافات، سواء كانت مذهبية أو عرقية وخلافه، وبالنظر إلى دول الخليج العربي نجد أن لها مجلس تعاون على مستوى القيادات أو الوزراء وما دون ذلك. ولكن ماذا عن بقية المنظومة العربية والإسلامية المتبقية أنها بحاجة ماسة إلى الاجتماع، خاصة بعد أن شاهدنا الفرقة والخلاف في جامعة الدول العربية وتدني مستواها وجهودها، وهكذا الحال لمنظمة الدول الاسلامية التي يبزع نورها كل عدة سنوات. ولذلك؛ فان تأسيس مثل مجلس تعاون على مستوى دول البحر الأحمر غاية في الروعة، حتى وإن كان على مستوى الفكرة والاجتماع والتشاور في بداية الأمر ثم التطور التطبيقي والفعلي فيما بعد. في تصوري أن المملكة العربية السعودية التي تتزعم الدول الاسلامية والعربية في أغلب الأمور لما وهبها الله من نعمة الحرمين الشريفين والموارد الاقتصادية والأصول العربية، ولذلك يبقى الدور الريادي لإنشاء مثل ذلك المجلس لدول البحر الأحمر الذي قد يساهم في الجمع، وأن يكون على غرار مجلس التعاون الخليجي الذي سعى تقريباً إلى توحيد الجهود وبعض الآراء والقرارات ولو على مستوى بسيط. إن دول البحر الاحمر بحاجة قوية جداً إلى التلاحم ووحدة الصف والكلمة، حيث يضم ذلك القطر البحري حوالي سبعة دول تجاور بعضها بحرياً فكم نحن بحاجة إلى مثل ذلك التأسيس المنتظر ليظفر مواطنو تلك الدول ببعض التسهيلات والامتيازات النافعة مثل ما يجري لدول الخليج العربي مثل أداء العمرة والحج وغير ذلك من المرونة وتذويب بعض الإشكالات المترسبة، فكلنا أمل ورجاء أن تتبلور مثل تلك الأفكار وتترجم إلى حقيقة للصالح العام.