ما أود أن أقوله، أن ارحموا الموظف من الترقية بالنقل، فقد قال الله عز وجل: (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان)، وقال- عليه الصلاة والسلام- (أعطِ الأجير أجره قبل أن يجف عرقه). إنّ ديننا الحنيف حث على تحفيز الأجير سواء كان موظفا أو عاملاً، والآية «فما جزاء الإحسان إلا الإحسان» نفهم منها أنه عندما يعمل أحد ما أي عمل ويخلص فيه ويؤديه بكل صدق وأمانة وجب على رب العمل أن يكافئ هذا العامل بما يناسب مع العمل الذى قام به مهما كان نوعه. كذلك حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذى حث على إعطاء الأجير أجره قبل أن يجف عرقه، فهو إن دل على شيء إنما يدل على تحفيز هذا الأجير فيبذل المزيد من الجهد والإخلاص في العمل. ومما سبق نتساءل: هل نحسن في مكافأة المجتهد بما يتناسب مع ما يقدمه من حسن جهد في مجال عمله؟ أم أننا نظلمه ونهضم حقه بسبب المحسوبية وسوء التقدير لما يقدمه الآخرون؟ فعلى سبيل المثال: الموظف الكفء الذى يعمل بإخلاص هل تشجعه بإرساله لحضور دورات تدريبية لتطوير مستواه الوظيفي؟ وهل نسهم في ترقيته على وظيفة تتلاءم مع مؤهله وقدراته؟ أم أننا ننفره بوضع العقبات والأعذار الواهية لتضييق الخناق عليه؟ لأنه ليس له علاقة خاصة أيّا كان نوعها مع رئيسه المباشر أو مديره، ونعمل على إرسال من هو ليس بأهل لهذه المهمة لأنه قريب المدير أو صديق الرئيس! كذلك الترقيات، والتنقلات، فالموظف الذى ليس له واسطة، في كثير من المواقع، يتم نقله إلى منطقة تبعد عن منطقته الأساسية مئات الكيلو مترات، وفي المقابل، من لديه محسوبية، يرقى على نفس المنطقة، بل ومن الممكن أن يرقى في نفس موقعه السابق! فهل هذا هو العدل والمساواة؟! فإن كان قد قيل سابقاً إن المساواة في الظلم تعتبر عدلاً، فلماذا لا يساوى بين الناس بالعدل؟ لكي يكون عدلاً؟ وتؤجر عليه من عند الله عز وجل، فكم أطفال تيتمو بسبب حوادث الطرقات؟ وكم نساء ترملت بسبب ترقية أزواجهن في مناطق تبعد عن منطقة سكناهم؟ فليت المسؤولين ينظرون للموظف بعين الرحمة والشفقة، ويحاولون تعيين كل موظف في منطقته الأساسية، أو إذا تمت ترقيته في مدينة أخرى يكلف في مدينته ، حتى يستطيع أن يؤدي واجبه الوظيفي على أتم وجه، ولا يكون هناك مجال للغياب والتأخير الذي قد يتسبب في عدم خدمة الموظفين.