الجيش الأمريكي: تدمير 8 مسيرات تابعة للحوثيين في البحر الأحمر    ماكرون يتعهد بتقديم مقاتلات ميراج إلى أوكرانيا    فقدت والدها يوم التخرج.. وجامعة حائل تكفكف دموعها !    الحقيل يفتتح مركز دعم المستثمرين بالمدينة المنورة ويتفقد عدداً من المشاريع البلدية    وزير الدفاع يلتقي رئيس مجلس الوزراء اليمني    ابتداءً من اليوم.. حظر دخول واستخدام أسطوانات الغاز المسال بالمشاعر المقدسة خلال حج عام 1445 ه    الفريق سليمان اليحيى يقف على سير العمل بصالات الحج بمطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة    جمعية تعلم ومركز إشراقة يختتمان الدورة الشرعية الثامنة لنزلاء سجن المدينة    أغنيات الأسى    لاعبون بكلية مزروعة    الصيف الساخن يعكر نومك.. 3 نصائح تساعدك    هل نجح الفراعنة في علاج سرطان المخ قبل 4 آلاف عام؟    "الأخضر" يتغلب على باكستان بثلاثية ويتأهل للمرحلة النهائية لتصفيات مونديال 2026    "ابن نافل" يسعى لكرسي رئاسة الهلال من جديد    "بوليفارد رياض سيتي" و" أريناSEF " تستضيف كأس العالم للرياضات الإلكترونية    "الأخطبوط" عبادي الجوهر.. "أرينا" أكبر تكريم والسعودية نعمة    وفد من مجموعة البنك الدولي يزور هيئة تقويم التعليم والتدريب    "الأرصاد": موجة حارة على منطقة المدينة المنورة    وزير التعليم يرعى جائزة الفالح للتفوق العلمي والإبداع    الاتفاق يُحدد موقفه من فوفانا وجوتا    موعد مباراة السعودية القادمة بعد الفوز على باكستان    انطلاق فعاليات الهاكاثون المصاحب للمنتدى الأول للصحة والأمن في الحج    «سدايا» تنال شهادة مواصفة الآيزو «iso 42001» العالمية    كوبا تعلن أن غواصة نووية روسية سترسو في هافانا الأسبوع المقبل    القطاع الخاص والاستثمار في الفضاء الخارجي    ذبّاح نفسه ما ينبكى عليه    وزير التعليم يتفقد القطاع التعليمي بمحافظة الزلفي    الموارد البشرية: إجازة العيد 4 أيام تبدأ من يوم عرفة    مع التحية إلى معالي وزير التعليم    قرض تنموي سعودي بالسلفادور ب83 مليون دولار    كيف تبني علامة تجارية قوية عبر المحتوى ؟    الركن الخامس.. منظومة متكاملة    فضائل الدول الصناعية وعيوب من عداها    «التحيّز».. الداء الخفي    عمارة الحرمين.. بناء مستمر    بحضور وزير الاستثمار ومحافظ الزلفي.. وزير التعليم يرعى حفل جائزة الفهد لحفظ القران    أشهُرٌ معلومات    مصر تهزم بوركينا فاسو بثنائية في مباراة حسام حسن الأولى    بن فرحان يبحث مع نظيريه السويسري والكندي مستجدات الساحة    بن نافل يُعلن ترشحه لرئاسة الهلال    إنجازات رائدة    حفلات التخرج.. من الجامعات إلى رياض الأطفال    جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل تدشن مسرحها الجديد بأحدث التقنيات المسرحية    أمير القصيم يكرّم البشري بمناسبة حصوله على الميدالية الذهبية    وقوف امير تبوك على الخدمات المقدمة في مدينة الحجاج بمنفذ حالة عمار    رئيس "كاكست" يطلق مبادرات طموحة لتوطين صناعة تصميم الرقائق الإلكترونية بالمملكة    اختصار خطبة الجمعة بالحج لشدة الحرارة    نجاح فصل التوأم السيامي الفلبيني "أكيزا وعائشة" بعد عملية استغرقت 5 ساعات    بجراحة دقيقة مركزي بريدة يستأصل ورما نادراً ضاغطا على الأوعية الدموية    أمير القصيم يقف على جاهزية مدينة حجاج البر    وزير الداخلية يخرّج "1410" طلاب من "فهد الأمنية"    "العُلا" سحر التنوع البيئي والتراث    انطلاق أيام البحر الأحمر للأفلام الوثائقية    وزير الدفاع يبحث مع العليمي مساعي إنهاء الأزمة اليمنية    رئيس الشؤون الدينية يدشن دورة "هدي النبي في المناسك"    نائب رئيس جامبيا يزور المسجد النبوي    المملكة تدين اقتحام عدد من المسؤولين في حكومة الاحتلال الإسرائيلي وأعضاء الكنيست ومستوطنين متطرفين للمسجد الأقصى    خالد بن سلمان يجري اتصالاً هاتفياً بالرئيس المنتخب وزير الدفاع الإندونيسي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تضامن خليجي كامل مع الرباط في قضية الصحراء المغربية

رأس خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – في قصر الدرعية بالرياض مساء أمس، قمة قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وجلالة ملك المملكة المغربية.
وبدأت أعمال القمة بتلاوة آيات من القرآن الكريم.
ثم ألقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – أيده الله – الكلمة التالية:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أصحاب الجلالة والسمو
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
يسرني أن أرحب بكم جميعاً في بلدكم الثاني، كما يسرني باسمي وباسم إخواني قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية أن أرحب بأخينا صاحب الجلالة الملك محمد السادس ملك المملكة المغربية الشقيقة، الذي نكن في الخليج معزة خاصة لجلالته ولبلاده وشعبه الشقيق، وما اجتماعنا هذا إلاّ تعبير عن العلاقات الخاصة والمتميزة التي تربط بين بلداننا والمغرب الشقيق.
صاحب الجلالة :
أود أن أؤكد باسمي وباسم إخواني حرصنا الشديد على أن تكون علاقتنا مع بلدكم الشقيق على أعلى مستوى في مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية وغيرها، فنحن جميعاً نقدر لبلادكم الشقيقة مواقفها المساندة لقضايا دولنا، ونستذكر باعتزاز مشاركتها في حرب تحرير الكويت، ومبادرتها بالمشاركة في عاصفة الحزم، والتحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب. مؤكدين تضامننا جميعاً ومساندتنا لكل القضايا السياسية والأمنية التي تهم بلدكم الشقيق وفي مقدمتها قضية الصحراء المغربية، ورفضنا التام لأي مساس بالمصالح العليا للمغرب.
أصحاب الجلالة والسمو :
أود أن أؤكد على ما نوليه جميعاً من اهتمام بالغ بمعالجة قضايا أمتنا العربية والإسلامية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والأزمة في سوريا وفي ليبيا، كما نؤكد حرصنا على أن ينعم العراق بالأمن والاستقرار.
وفي اليمن فإننا حريصون على إيجاد حل للأزمة وفقاً للمبادرة الخليجية ونتائج الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن رقم (2216)، ونأمل أن تسفر المباحثات في دولة الكويت الشقيقة عن تقدم إيجابي بهذا الشأن.
وسيكون لقاؤنا هذا بإذن الله تعالى موحداً لمواقفنا معززاً لعلاقاتنا وداعماً لها، وسينقلها إلى مجالات أرحب خدمة لمصالح بلداننا وشعوبنا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وكان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – استقبل في قصر الدرعية بالرياض مساء أمس الملك محمد السادس ملك المملكة المغربية، والملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، وصاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، وصاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات العربية المتحدة، وصاحب السمو السيد فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عمان الذين توافدوا تباعاً للمشاركة في قمة قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وجلالة ملك المملكة المغربية.
بعد ذلك التقطت الصور التذكارية بهذه المناسبة.
ثم صحب خادم الحرمين الشريفين – أيده الله – أصحاب الجلالة والسمو للقاعة الرئيسة لبدء أعمال القمة.
ثم ألقى جلالة الملك محمد السادس ملك المملكة المغربية كلمة قال فيها: إخواني أصحاب الجلالة والسمو والسعادة، جئت بقلب ملؤه المحبة والاعتزاز كعادتي عندما أحل في منطقة الخليج العربي.
وعبر عن شكره لخادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود- حفظه الله – على تفضله باستضافة هذه القمة المهمة ولكافة قادة دول مجلس التعاون الخليجي على مشاركتهم فيها .
وقال «أعرب عن اعتزازي وتقديري على الدعم المادي والمعنوي الذي تقدمونه للمغرب لإنجاز مشاريعه التنموية والدفاع عن قضاياه العادلة، ولقد تمكنا من وضع الأسس ا لمتينة لشراكة استراتيجية، هي نتاج مسار مثمر من ا لتعاون، على المستوى الثنائي، بفضل إراد تنا المشتر كة، فالشراكة ا لمغربية الخليجية، ليست و ليدة مصالح ظرفية ، أو حسابات عابرة ، و إ نما تستمد قو تها من الإيما ن الصادق بوحد ة المصير، ومن تطابق وجهات النظر، بخصوص قضايانا المشتركة».
ولفت النظر إلى أن اجتماع اليوم يأتي لإ عطاء دفعة قوية لهذه الشراكة، التي بلغت درجة من النضج، وأصبحت تفرض تطوير إطارها المؤسسي، و آ ليا تها العملية.
وعدها خير دليل على أن ا لعمل العربي المشتر ك، لا يتم بالاجتماعات والخطابات، ولا بالقمم ا لدورية أو الشكلية ، أو با لقرارات الجا هزة، غير القا بلة للتطبيق، وإ نما يتطلب ا لعمل الجا د ، وا لتعاون الملموس، وتعزيز التجارب النا جحة، و الاستفادة منها، و في مقد متها التجربة الرائدة لمجلس التعاون لدول الخليج العربي.
وأكد جلالته أن الجانبين تمكنا من وضع الأسس المتينة لشراكة استراتيجية، هي نتا ج مسار مثمر من التعا ون، على المستو ى الثنا ئي، بفضل الإرادة المشتر كة، وقال «الشراكة المغربية الخليجية، ليست وليدة مصالح ظرفية ، أو حسابات عابرة. وإنما تستمد قوتها من الإيمان الصادق بوحدة المصير، ومن تطابق وجهات النظر، بخصوص قضايانا المشتركة.
وعدها جلالته نها رسالة أمل نفسنا، وإشارة قوية لشعوبنا، على قدرتنا على بلورة مشاريع تعبوية مشتركة.
وأكد أ ن هذه القمة تأتي في ظروف صعبة، مشيرا إلى أن المنطقة العربية تعيش على وقع محاولات تغيير الأنظمة، و تقسيم الدول، كما هو الشأن في سوريا و العراق و ليبيا. مع ما يواكب ذ لك من قتل وتشريد و تهجير لأبناء الوطن العربي.
وقال فبعد ما تم تقديمه كربيع عربي، خلف خراب أو دمار أو مآسي إنسانية، ها نحن اليوم نعيش خريفا كارثيا، يستهدف وضع اليد على خيرات باقي البلدان العربية، ومحاولة ضرب التجارب الناجحة لدول أخرى كالمغرب، من خلال المس بنموذجه الوطني المتميز .
وأكد على احترام سيادة ا لدول، وتوجهاتها، في إقامة وتطوير علاقاتها، مع من تريد من الشركاء. و لسنا هنا لنحاسب بعضنا على اختياراتنا السياسية و الاقتصادية ، محذرا في الوقت نفسه من تحالفا ت جديدة ، قد تؤدي إلى التفرقة، وإلى إعادة ترتيب الأوراق في المنطقة.
وعدها، محاولات لإشعال الفتنة، و خلق فوضى جديدة، لن تستثني أي بلد. وستكون لها تداعيات خطيرة على المنطقة، بل وعلى الوضع العالمي.
واستطرد قائلا المغرب، رغم حرصه على الحفا ظ على علاقاته الاستراتيجية مع حلفائه، قد توجه في الأشهر الأخيرة، نحو تنويع شراكاته، سواء على المستوى السياسي والاستراتيجي أو الاقتصادي، وفي هذا الإطا ر، تندرج زيارتنا الناجحة إلى روسيا، خلال الشهر الماضي، التي تميزت بالارتقاء بعلاقاتنا إلى شراكة استراتيجية معمقة، والتوقيع على اتفاقيات مهيكلة، في عديد من المجالات الحيوية، والتوجه لإطلاق شراكات استراتيجية مع كل من الهند والصين».
وأكد أن عقد هذه القمة، ليس موجها ضد أحد بشكل خا ص، ولا سيما الحلفاء، عادا إياها مبادرة طبيعية و منطقية لدول تدافع عن مصالحها، مثل جميع الدول.
وأشار إلى أن الوضع خطير، خاصة في ظل الخلط ا لفاضح في المواقف، وازدواجية الخطاب بين التعبير عن الصداقة والتحالف، ومحاولات الطعن من الخلف.
وحذر بقوله «إننا أمام مؤامرات تستهدف المس بأمننا الجماعي. فالأمر واضح، ولا يحتاج إلى تحليل. إنهم يريدون المس بما تبقى من بلداننا، التي استطاعت الحفاظ على أمنها وا ستقرارها، وعلى استمرار أنظمتها السياسية، وأقصد هنا دول ا لخليج العربي والمغرب والأردن، ا لتي تشكل واحة أمن وسلام لمواطنيها، وعنصر استقرار في محيطها، وتواجه نفس الأخطار، ونفس التهديدات، على اختلاف مصادرها ومظاهرها».
وأكد أن الدفاع عن الأمن ليس فقط واجبا مشتركا، بل هو واحد لا يتجزأ، مشددا على أن المغرب يعتبر دائما أمن واستقرار دول الخليج ا لعربي، من أمن المغرب وأن ما يضره يضر دول مجلس التعاون وما يمسه يمسه كذلك، وهو مايحرص على تجسيده في كل الظروف والأحوال، للتصدي لكل التهديدات، التي تتعرض لها المنطقة، سواء في حرب الخليج الأولى، أو في عملية إعادة الشرعية لليمن، فضلا عن التعاون الأمني والاستخباراتي المتواصل. وتابع بقوله: «إن المخططات العدوانية، التي تستهدف المس باستقرارنا، متواصلة ولن تتوقف. فبعد تمزيق وتدمير عدد من دول المشرق العربي، هاهي اليوم تستهدف غربه. وآخرها المناورات التي تحاك ضد الوحدة الترابية لبلدكم الثاني المغرب مؤكدا أن هذا ليس جديدا على المغرب.
وأكد أنهم يحاولون حسب الظروف، إما نزع ا لشرعية عن وجود المغرب في صحرائه، أو تعزيز خيار الاستقلال وأطروحة الانفصال، أو إضعاف مبا درة الحكم الذاتي، التي يشهد المجتمع الد ولي بجديتها و مصداقيتها ، وقال مع التمادي في المؤامرات، أصبح شهر إبريل، الذي يصادف اجتماعا ت مجلس الأمن حول قضية الصحراء، فزاعة تر فع أمام المغرب، وأداة لمحاولة الضغط عليه أحيانا، ولا بتزازه أحيانا أخرى.
وعبر عن الاعتزاز و التقدير، لوقوف دول مجلس التعاون الخليجي الدائم إلى جانب المغرب في الدفاع عن وحد تها الترابية.
ثم ألقى صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت كلمة قال فيها: يسرني بداية أن أتقدم بخالص الشكر وعظيم الامتنان لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وإلى حكومة وشعب المملكة العربية السعودية الشقيقة على تفضلهم باستضافتنا، وعلى ما لقيناه منذ وصولنا من حُسن وفادة وكرم ضيافة وإعداد متميز لهذا اللقاء المهم، كما يسرني أن أضم صوتي لأخي خادم الحرمين الشريفين في الترحيب بجلالة الأخ الملك محمد السادس ملك المملكة المغربية الشقيقة بين أشقائه قادة دول مجلس التعاون.
وأضاف سموه : إن هذا اللقاء المبارك الذي يأتي في ظل ظروف سياسية واقتصادية وأمنية حرجة تمر بها أمتنا العربية والإسلامية، تتطلب تنسيقاً مشتركاً وتشاوراً مستمراً وتعاوناً كبيراً في قمة غير مسبوقة بيننا كقادة لدول مجلس التعاون والمملكة المغربية الشقيقة، وستعطي الشراكة الاستراتيجية القائمة بيننا أبعاداً إضافية لتعاوننا وستنقلها إلى آفاق جديدة تحقق آمال وتطلعات شعوبنا.
وقال سمو أمير دولة الكويت: تعتز دول مجلس التعاون بعلاقاتها الأخوية التاريخية والعريقة التي تربطها بالشقيقة المملكة المغربية التي كان سعينا على الدوام إلى الارتقاء بها إلى مستوى يعكس عمقها ويجسد تجذرها حتى تمكنا بفضل من الله وتوفيقه وحرصكم على الوصول بها إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية المنشودة. وإننا ماضون في سعينا لتعزيز هذه الشراكة الاستراتيجية لإيماننا المطلق بحتميتها وضرورتها في ظل أحداث تستوجب الوحدة لا الفرقة والتجمع لا الانفراد.
عقب ذلك عقد خادم الحرمين الشريفين وإخوانه أصحاب الجلالة والسمو جلسة مغلقة.
وقد أقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – مأدبة عشاء تكريمًا لإخوانه أصحاب الجلالة والسمو عقب اختتام أعمال قمة قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وجلالة ملك المملكة المغربية.
وضم الوفد الرسمي للمملكة في القمة، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور مساعد بن محمد العيبان، ووزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل بن زيد الطريفي، ووزير الخارجية عادل بن أحمد الجبير. وأكد قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وجلالة ملك المملكة المغربية، في ختام أعمال قمتهم التي عقدت في الرياض اليوم، على العلاقات الوثيقة القائمة بين قادة وشعوب دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والمملكة المغربية والروابط التاريخية المتينة، وإيمانهم بأهمية التضامن والتكامل بينها.
جاء ذلك في البيان الختامي لأعمال «قمة قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وجلالة ملك المملكة المغربية». وفيما يلي نص البيان:
انطلاقا من العلاقات الوثيقة القائمة بين قادة وشعوب دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والمملكة المغربية والروابط التاريخية المتينة، وإيمانا بأهمية التضامن والتكامل بينها، فقد عقدت قمة جمعت أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون وصاحب الجلالة الملك محمد السادس ملك المملكة المغربية في مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية يوم الأربعاء 20 أبريل 2016م. وجدد أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون وصاحب الجلالة ملك المملكة المغربية التأكيد على إيمانهم بوحدة المصير والأهداف، وتمسُّكهم بقيم التضامن الفاعل والأخوة الصادقة، التي تقوم عليها العلاقات التاريخية الاستثنائية بين دول مجلس التعاون والمملكة المغربية.
كما شكلت القمة مناسبة لتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين دول مجلس التعاون والمملكة المغربية، ولتنسيق المواقف في مواجهة التحديات والتهديدات التي تواجهها المنطقة العربية، وتبادل وجهات النظر بشأن القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وأبدى القادة ارتياحهم للتقدم المستمر في العمل المشترك لتحقيق هذه الشراكة الاستراتيجية وفق خطط العمل التي حَدَّدَت أبعادها وغاياتها، لتعزيز مسارات التنمية البشرية وتسهيل التبادل التجاري وتحفيز الاستثمار. وأكدوا على ضرورة إعطاء هذه الشراكة دفعة نوعية قوية وتطويرها في جانبها المؤسساتي. كما عبروا عن التزامهم بالدفاع المشترك عن أمن بلدانهم واستقرارها، واحترام سيادة الدول ووحدة أراضيها وثوابتها الوطنية، ورفض أي محاولة تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار، ونشر نزعة الانفصال والتفرقة لإعادة رسم خريطة الدول أو تقسيمها، بما يهدد الأمن والسلم الإقليمي والدولي.
وانطلاقا من هذه الثوابت، أكدت القمة أن دول مجلس التعاون والمملكة المغربية تشكل تكتلا استراتيجيا موحدا، حيث أن مايَمُسُّ أمن إحداها يمس أمن الدول الأخرى.
وفي هذا السياق، جدد قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية موقفهم المبدئي من أن قضية الصحراء المغربية هي أيضا قضية دول مجلس التعاون، وأكدوا موقفهم الداعم لمغربية الصحراء، ومساندتهم مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب، كأساس لأي حل لهذا النزاع الإقليمي المفتعل. كما أعربوا عن رفضهم أيّ مَس بالمصالح العليا للمغرب إزاء المؤشرات الخطيرة التي شهدها الملف في الأسابيع الأخيرة.وفي ظل ما تشهده المنطقة العربية من تطورات وتهديدات أمنية وسياسية خطيرة، زاد من حدتها تعثر إيجاد الحلول لإنهاء الصراع في الشرق الأوسط، وتسوية الأزمات التي تعاني منها سوريا والعراق وليبيا واليمن، شددت القمة على أهمية تضافر الجهود لمواجهة هذه التحديات بكل حزم ومسؤولية.
كما جدد القادة إدانتهم للتطرف والإرهاب بجميع صوره وأشكاله، وأكدوا على عدم ربط هذه الآفة الخطيرة بحضارة أو دين، والوقوف في وجه محاولات نشر الطائفية والمذهبية التي تشعل الفتنة وترمي إلى التدخل في الشؤون الداخلية للدول. ودعوا إلى تنسيق الجهود الإقليمية والدولية لمواجهة الإرهاب واجتثاثه والقضاء على مسبباته، مؤكدين على أهمية التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب لدعم هذه الجهود.
وشكلت القمة مناسبة لتدارس وضع أسس تعاون أشمل بين مجلس التعاون والمملكة المغربية والدول الإفريقية جنوب الصحراء، بما يعزز الأمن والاستقرار والمصالح المشتركة. وفي الختام، أكد أصحاب الجلالة والسمو أهمية استمرار التشاور والتنسيق من أجل دعم ركائز الشراكة القائمة بين دول مجلس التعاون والمملكة المغربية، تحقيقاً لتطلعات شعوبهم وخدمة لمصالح الأمتين العربية والإسلامية ولتحقيق السلم والأمن الدوليين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.