الجاسر: نعمل على توسعة مطارات الباحة وجازان والجوف    وول ستريت تفتح على استقرار مع ترقب نتائج إنفيديا    قدوم 267657 حاجا عبر المنافذ الدولية حتى نهاية أمس    نائب أمير جازان يكرم 1238 متفوقاً ومتفوقة بتعليم جازان    غرفة الشرقية تعقد "لقاء رياديون" لطلبة جامعة الامام عبدالرحمن بن فيصل    من هو الرئيس المؤقت لإيران؟    أمير الرياض يستقبل رئيس وأعضاء مجلس إدارة جمعية المتقاعدين بالمنطقة    الوحدة يضع أنظاره على أحمد حجازي    وفاة الرئيس الإيراني والوفد المرافق له في حادث تحطم الطائرة المروحية    "سلمان للإغاثة" يختتم مشروع جراحة وقسطرة القلب في عدن    بلديةالبكيرية تنفذ 2754 جولة رقابية في شهر أبريل الماضي    أرامكو توقع اتفاقية مع "باسكال" لاستخدام أول حاسوب كمي بالسعودية    تايكوندو الشباب يهيمن على بطولتي البراعم والناشئين والحريق يزاحم الكبار    القيادة تعزّي دولة رئيس السلطة التنفيذية بالإنابة السيد محمد مخبر في وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ومرافقيه    بعد مصرع عبد اللهيان.. «كني» يتقلد حقيبة الخارجية الإيرانية    زلزال بقوة 5.2 درجة يضرب منطقة "شينجيانج" شمال غرب الصين    تعليم البكيرية يعتمد حركة النقل الداخلي للمعلمين والمعلمات    إيران تعلن رسمياً مصرع الرئيس ووزير الخارجية    وصول أبطال آيسف 2024 إلى جدة بعد تحقيق 27 جائزة للوطن    «التعليم» تحدد أنصبة التشكيلات المدرسية في مدارس التعليم العام    الأرصاد: استمرار التوقعات بهطول أمطار بعدد من المناطق ورياح نشطة في الشمال    حبس البول .. 5 آثار أبرزها تكوين حصى الكلى    4 نصراويين مهددون بالغياب عن «الكلاسيكو»    1.8 % معدل انتشار الإعاقة من إجمالي السكان    خادم الحرمين يستكمل الفحوصات الطبية في العيادات الملكية    «عضو شوري» لمعهد التعليم المهني: بالبحوث والدراسات تتجاوزون التحديات    أمير عسير يُعزّي أسرة «آل مصعفق»    الفضلي: «منظمة المياه» تعالج التحديات وتيسر تمويل المشاريع النوعية    البنيان: تفوق طلابنا يبرهن الدعم الذي يحظى به التعليم في المملكة    السعودية.. يدٌ واحدةٌ لخدمة ضيوف الرحمن    متحدث «الداخلية»: «مبادرة طريق مكة» توظف الذكاء الاصطناعي    أوتافيو يتجاوز الجمعان ويسجل الهدف الأسرع في «الديربي»    مرضى جازان للتجمع الصحي: ارتقوا بالخدمات الطبية    السعودية من أبرز 10 دول في العالم في علم «الجينوم البشري»    5 بذور للتغلب على حرارة الطقس والسمنة    المملكة تؤكد استعدادها مساعدة الأجهزة الإيرانية    نائب أمير منطقة مكة يُشرّف حفل تخريج الدفعة التاسعة من طلاب وطالبات جامعة جدة    ولي العهد يبحث مع سوليفان صيغة شبه نهائية لاتفاقيات استراتيجية    وزارة الحج والعمرة تنفذ برنامج ترحاب    تنظيم مزاولة مهن تقييم أضرار المركبات بمراكز نظامية    جائزة الصالح نور على نور    مسابقة رمضان تقدم للفائزين هدايا قسائم شرائية    القادسية بطلاً لكأس الاتحاد السعودي للبلياردو والسنوكر    الشيخ محمد بن صالح بن سلطان «حياة مليئة بالوفاء والعطاء تدرس للأجيال»    جهود لفك طلاسم لغة الفيلة    ثقافة سعودية    كراسي تتناول القهوة    المتحف الوطني السعودي يحتفي باليوم العالمي    الملاكم الأوكراني أوسيك يتوج بطلاً للعالم للوزن الثقيل بلا منازع    بختام الجولة ال 32 من دوري روشن.. الهلال يرفض الهزيمة.. والأهلي يضمن نخبة آسيا والسوبر    يوم حزين لهبوط شيخ أندية الأحساء    عبر كوادر سعودية مؤهلة من 8 جهات حكومية.. «طريق مكة».. خدمات بتقنيات حديثة    بكاء الأطلال على باب الأسرة    الانتخابات بين النزاهة والفساد    أمير القصيم يرعى حفل تكريم الفائزين بمسابقة براعم القرآن الكريم    165 ألف زائر من بريطانيا للسعودية    تحقيقات مع فيسبوك وإنستغرام بشأن الأطفال    ارتباط بين مواقع التواصل و«السجائر الإلكترونية»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السيرة العطرة للملك الراحل
نشر في الرياض يوم 15 - 08 - 2005

تميزت شخصية خادم الحرمين الشريفين بتمسكه الصارم بالعقيدة الإسلامية، تمسكاً جعل الكلمات تتضاءل وهي تعبر عن هذه العقيدة الناصعة التي انعكست على وفائه لشعبه، انطلاقاً من حدبه على عقيدته وقد وفر له ذلك رصيداً كبيراً من التأييد غير مسبوق من قبل جعله يسخره لخدمة قضايا الإسلام والمسلمين وهذا التناغم في الخدمة المزدوجة بين الخدمة في الداخل والخدمة في الخارج انبثاقا من منطق عقدي بحت ويظهر ذلك من المفاتيح القيادية في شخصية خادم الحرمين الشريفين التي تتلخص بايجاز فيما يلي:
أولاً - الهبة الربانية:
لعل أهم أسس فهم المفاتيح القيادية لخادم الحرمين الشريفين في خدمة الإسلام داخلياً وخارجياً تكمن في الجانب الديني، ذلك أن شخصية خادم الحرمين الشريفين تستند في الحقيقة إلى هبة ربانية، فلقد سبغ الله سبحانه وتعالى عليه إيماناً راسخاً، جعله يعتمد عليه من صغره، فألهمه الله سبحانه وتعالى حسن التصرف الذي انعكس بعد ذلك على شخصيته القيادية، ويتضح ذلك من قصة المختصر التي وردت في كتاب (الملك فهد بن عبدالعزيز - السيرة والمسيرة عام 1419 ص23) للأستاذ صالح الخريجي.
يروي الكتب قصة المختصر الذي كان للملك عبدالعزيز طيب الله ثراه مجلس خاص يسمى (المختصر) لا يدخله إلا المقربون من الملك عبدالعزيز مثل الملك سعود والملك فيصل رحمهما الله جميعاً، أما الملك فهد فكان صغير السن ولكنه كان حريصاً على الجلوس قرب والده لذا كان يجلس مع (الخويا) عند باب المختصر فإذا خرج الملك عبدالعزيز أسرع إليه وقبل يديه ولما لاحظ الملك عبدالعزيز تكرار ذلك فسأله عن السبب؟ فأجابه خادم الحرمين الشريفين: بأنه يود أن يكون قريباً منه دائماً، وعندما سمع الملك عبدالعزيز منه ذلك أمره أن يدخل إلى المجلس ويجلس مع المستشارين ويبدي رأيه، بل عهد إليه أيضاً بلقاء زعماء القبائل وحل مشاكلهم فاكتسب خبرة عظيمة في معالجة المشاكل في إطار سماحة الدين الإسلامي التي عكستها عليه شخصية والده الملك عبدالعزيز رحمه الله،
ثانياً - استيعاب خادم الحرمين الشريفين العقيدة الإسلامية:
نهل خادم الحرمين الشريفين من علوم الدين وتشرب الثقافة الإسلامية وتطبع بها منذ التحاقة بمدرسة الأمراء ومواظبته على مجالس العلم والعلماء في ديوانية والده الذي حدبه في الإطلاع على كل ما كتب عن أصول العقيدة وتاريخ الحضارة، فاستوعب خادم الحرمين الشريفين ذلك بيقين ثابت جعله يقول دائماً (من المعروف أن هذه الدولة كيانها وتكوينها قام على العقيدة الإسلامية التي هي الشرف الأكبر والفخر العظيم الذي تعتز به هذه البلاد فالإمام محمد بن سعود والإمام محمد بن عبدالوهاب وكلنا يعرف ما تعرضت طيله هذه البلاد من مشكلات بعد هؤلاء الأئمة وما مرت به من تطورات سياسية كانت أو اجتماعية أو اختلالات في توازن القواعد التي أرسيت من قبل هؤلاء الأئمة ولكن الحق يعلو ولا يعلى عليه فما دامت القاعدة الأساسية هي الانطلاق من أجل العقيدة الإسلامية فلابد أن النصر سوف يكون الحليف إنشاء الله.
وهذا ما جاء في كتاب (ملك يبني أمة) ط1 تأليف د. عبدالرحمن أحمد صائغ، والذي عرض في مجلة الشورى س3 ع28 شعبان 1422ه بمناسبة مرور عشرين عاماً على تولي خادم الحرمين الشريفين مقاليد الحكم (مجلة الشورى ص64).
ثالثاً - التأثر بأصل النشأة وعمق الاقتداء بالملك المؤسس:
وهذا التأثر قرير في أبعاده، ومرتكزاته، وغاياته، لأنه كان وليد معايشة كاملة لتاريخ أسرة دعوية وملازمة مستمرة لقائد مسيرة التوحيد لذا فإن خادم الحرمين الشريفين عندما يتحدث عن مناقب الملك عبدالعزيز رحمه الله يتحدث حديث المؤمن بها والمدرك لأبعادها الحاضر لكل ما فيها فكأنه هو هو والابن هو الأب ويتضح ذلك فيما أخبر به خادم الحرمين الشريفين في حديثه عن والده والذي نشر في مجلة الشورى العدد الثامن والعشرون - شعبان 1422ه ص66 حيث يقول حفظه الله:
المجال لا يتسع لتعداد مناقب الملك عبدالعزيز الفذة وصفاته الفريدة التي لفتت انتباه الباحثين والمنصفين. ولذا اكتفى بإيراد أبرز مناقب الملك عبدالعزيز وصفاته وهي إيمانه المطلق بالله تعالى وهو إيمان يرجو العون من الله واعتمد عليه في كل شؤونه، وفي جميع الخطابات والكلمات التي تحدث بها رحمه الله. نجد هذه الحقيقة واضحة وساطعة. وهي تفسر في - رأيي - كل عمل أنجزه وكل تصرف أخذ به. فمن منطلق هذا الإيمان نجد أن من الأولويات التي أولاها اهتمامه منذ بدء تأسيس المملكة إقامة شرع الله. وذلك بتطبيق الشريعة الإسلامية السمحة وكان هذا هو أول وأهم ما وجه الملك عبدالعزيز عنايته له. وهو الأساس الذي قام عليه بنيان المملكة منذ توحيدها. بعد هذا نجد أن من أهم صفات الملك عبدالعزيز الحكمة. وهي حكمة فطرية كانت من أهم العوامل في توجيه خطواته. وماذا أقول أيضاً عن مناقب الملك عبدالعزيز وصفاته التي تجمع الإيمان ثم الحكمة نجد الشجاعة وقوة الإرادة والصبر والقدرة على الاحتمال والحلم والكرم. وإضافة إلى ذلك فقد كان قلبه دوماً يخفق محبة وعطفاً على سائر أبناء وطنه وكثيراً ما كان يقول: إنه يعتبر الكبير أباً. والأوسط أخاً. والصغير ابناً. وهذه الرؤية لا تغيب عن بالي أبداً وأبذل الجهل لكي اقتفي أثرها وأسير على خطاها في مختلف مواقع المسؤوليات التي أنيطت بي. لقد كان الملك عبدالعزيز بتوفيق الله. الملك الأعلى والقدوة الحسنة. ورغم صغر سني نسبياً آنذاك فقد كنت مهتماً بتتبع ما يصدر عنه من القول أو الفعل. ومن هنا فإن تأثري بشخصيته كان تأثراً تاماً وعميقاً.
رابعاً - تصوره الدائم لمفهوم العقيدة الإسلامية وأثره على وحدة المسلمين:
يتضح تصوره أعزه الله من خلال كلماته العظيمة التي توضح كيف التحمت العقيدة بأعماق نفسه وعاشت وترعرعت فيها حتى كانت كلماته اعتقاد وعقيدته روح وشيء واحد وفي ذلك يصف العقيدة الإسلامية بتسع صفات وهي:
1 - إنها عقيدة مساواة.
2 - إنها عقيدة بناء.
3 - إنها عقيدة تصحيح.
4 - إنها عقيدة خير وبركة واستقرار.
5 - إنها عقيدة لصالح البشر.
6 - إنها عقيدة الديموقراطية الحقيقية.
7 - إنها عقيدة العمل والنشاط.
8 - إنها عقيدة الحرية الصحيحة.
9 - إنها عقيدة تطبيق.
وسوف نتناول حديثه حفظه الله عن كل وصف من تلك الأوصاف على حدة.
1 - - إنها عقيدة مساواة:
وتجسد ذلك في حديثه لوفود حجاج بيت الله الحرام في يوم الخميس 6 ذو الحجة 1402ه والوارد مقتطفات منه في وثائق للتاريخ ص 32 حيث قال أعزه الله (إن العقيدة الإسلامية لم تفرق بين أحد وآخر ولا بين جنس وآخر إنها عدالة السماء التي أنزلها الله رب العزة والجلالة على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم).
2 - إنها عقيدة بناء وهي التطور في ضوء كتاب الله عز وجل وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم:
وفي ذلك يقول في نفس الكلمة السابقة ص34 إن العقيدة الإسلامية عقيدة بناء تتطور مع الزمان على أساس كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ولم تنه عن شيء إلا وكان الخير في تجنبه، ولم تأمر بشيء إلا كان الخير في اتباعه، لذا فمهما أريد أن يلصق بها اتهامات فهي بريئة منها وإذا كان هناك نقص أو قصور فهو منا نحن المسلمين وليس من عقيدتنا.
3 - إنها عقيدة تصحيح لمسار الإنسانية:
وفي ذلك تحدث حفظه الله إلى الحجاج بموسم حج عام 1402ه يوم 10 ذو الحجة قائلا: «الحمد لله الذي جمعنا على الإسلام وألف بين قلوبنا حتى أصبحنا اخوة في الإيمان وأكرمنا بخير رسله وخاتمهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي أخذ بيد هذه الأمة من دياجير الضلال والجهل والظلم إلى نور الحق المبين وجاءنا رحمة مهداة لهذه الأمة ثم تركنا صلى الله عليه وسلم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك. وأكرمنا الله بالعقيدة الإسلامية لتكون محور حياتنا وقطعنا على أنفسنا العهد أن نتحمل مسؤولية الدعوة كأمة مسلمة من واجبها أن تأمر بالمعروف وتنهي عن المنكر وتؤمن بالله (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمون بالله).
وأصبحت مسؤوليتنا بعد ذلك هي العمل على تصحيح مسار الإنسانية ورسم طريق المستقبل لها بهدي من هذه العقيدة السمحة التي جاء بها الرسول صلى الله عليه وسلم للناس كافة وأزال بها جميع الفوارق (لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى).
4 - إنها عقيدة خير وبركة واستقرار:
وفي ذلك يقول خادم الحرمين الشريفين بكلمات تثلج صدور المسلمين في كل زمان ومكان لأنها تصف العقيدة الإسلامية بأنها عقيدة الخير والبركة وأن الالتفاف حولها هو أساس الاستقرار وقد ذكر حديث ذلك في وثائق التاريخ عام 1403 - 1404ه ص69 في كلمة بمناسبة إعلان الميزانية.
حيث يقول: (إخواني.. إن كل ما أود ذكره هو في الواقع ينبع من شيء أساسي هو تمسكنا بعقيدتنا الإسلامية. إن العقيدة الإسلامية هي الخير والبركة والالتفاف حولها هو الأساس والقاعدة الأساسية والمنطلق لهذه البلاد التي أنعم الله عليها بالاستقرار وجعلها مهبطاً للوحي والرسالة العظيمة التي أنزلت على محمد صلى الله عليه وسلم وجعل هذه البلاد وأهلها قدوة للإسلام والمسلمين من ذلك التاريخ إلى هذا التاريخ وسوف تسير هذه الدولة بحول الله على القاعدة الإسلامية الشرعية لن تخالفها أبداً لأنها قاعدة سمحة ولم تأمر بشيء إلا والخير فيه ولم تنه عن شيء إلا والشر فيه.
لذلك هذه القاعدة الصلبة التي يمكن بحول الله أن تسير مثلما سارت في السنوات الماضية على أسس وقواعد ثابتة.. أرجو أن يوفقنا الله جميعاً حكومة ومواطنين لما فيه خير وعزة الإسلام والمسلمين).
5 - إنها عقيدة لمصلحة البشر جميعاء:
إن هذا المعنى الكبير في إطار تدفق إيماني في كلامه حفظه الله في حرم جامعة الملك سعود يوم الخميس شعبان 1403ه حيث قال حفظه الله:
نحن في هذه البلاد نفتخر بأننا متمسكون بعقيدتنا الإسلامية وسوف ندافع عنها بالنفس وسوف نجعلها القدوة سواء كان في تشريعاتنا أو تنظيماتنا في مختلف حاجاتنا للتنظيم أو في حياتنا اليومية أو الإسلامية أو الشهرية أو السنوية فلذلك المملكة العربية السعودية بالذات عليها واجبات ولها واجبات، عليها واجبات كبيرة بالنسبة للإسلام والمسلمين في أي مكان كان، ولها واجبات على المسلمين أن يقدروها حق قدرها لأنها لا تلتف ولا تنظم إلا ما تقره العقيدة الإسلامية.. العقيدة الإسلامية لم تترك خيراً إلا أبانته ولم تر شراً إلا وأبانته حتى يتجنبه المسلم، العقيدة الإسلامية خلاصة للعقائد السماوية وأتت في مصلحة البشر عموماً ليس فقط الأمة العربية.. إن أكرمكم عند الله اتقاكم ولا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى وهناك آيات عديدة لو أراد الإنسان أن يتلوها يمكن تكون تحصيل حاصل لأن المجتمع الذي نحن فيه مجتمع إسلامي وبالأخص جامعاتنا.
6- إنها عقيدة الديموقراطية الحقيقية (الشورى والرأفة والرحمة):
وفي هذا يقول - حفظه الله - في نفس الكلمة السابقة بكلمات هي أساس بالرد على المستشرقين: إن المواطن السعودي بطبيعة الحال يدرك ادراكاً متكاملاً بأن هناك أناساً يدعون الديمقراطية أو الحرية ولا اعتقد أنه فيه ديمقراطية أو حرية ممكن تعود على البشر بالخير مثل ما في العقيدة الإسلامية من حرية وديمقراطية ورأفة ورحمة وقوة، هي عقيدة تجمع الفضائل وتبعد الإنسان عن جميع الرذائل لذلك نحن فخورون بعقيدتنا وسوف نلتف حولها ونبقى مدافعين عنها مهما كانت الظروف والأسباب، لا نريد الإنصاف إلا من رب العزة والجلال ولكننا لا نهتم بأي حال من الأحوال بمن يريد أن يعكر صفو العقيدة الإسلامية أو صفو التماسك في هذا الوطن أي المملكة العربية السعودية.
7- إنها عقيدة العمل والنشاط:
وتتركز ملامح هذا الاعتقاد في كلمته - حفظه الله - لطلاب وأساتذة الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة الواردة في وثائق التاريخ ص57-58 حيث قال: بقي شيء واحد هو أن أوجه كلمة قصيرة لطلبة الجامعة الإسلامية هي أن يواصلوا هذا المجهود الخير سواء في ذلك إخواننا الذين قدموا من جميع البلدان الإسلامية أو من السعوديين الموجودين فيها أن يتبصروا في العقيدة الإسلامية التبصر الصحيح، العقيدة الإسلامية والحمد لله أبانت الأمور بشكل غير قابل للنقاش إلا من أراد أن يوهم بأشياء أخرى.. الدين الإسلامي وسط. لا رهينة في الإسلام لأنه يمكن الكثير يعتقد في ناحية التصوف أو النواحي الأخرى التي هي بعيدة عن منطق الإسلام.. هذا هو الإسلام.. بالعكس الإسلام فيه من المرونة والمحبة والتقوى والعمل والجد والنشاط، لم تأمر العقيدة الإسلامية بالكسل أو التكاسل أو التصرف على غير معنى. لأن هذا البلد والحمد لله بلد إسلامي وكل ما أرجوه أن يكونوا رسل البلاد الإسلامية الذين شرفوا المملكة العربية السعودية ورحبت بهم أن يعودوا إلى أوطانهم دعاة للإسلام في الإطار الصحيح.
كلنا نعرف ما أدخل على العقيدة الإسلامية والسبب من المسلمين أنفسهم.. ليس من العقيدة الإسلامية.. العقيدة الإسلامية إلى أن تقوم الساعة وهي في القمة فلذلك أرجو أن ندرك معنى العقيدة الإسلامية ولا نقع فيما وقع فيه غيرنا بواسطة من يريد أن يبعدنا عن مسار العقيدة الإسلامية الصحيح).
8- إنها عقيدة الحرية الصحيحة:
وفي ذلك تحدث حفظه الله بكلمات القاها في جامعة الملك عبدالعزيز (طيب الله ثراه) في جدة يوم الثلاثاء 18 محرم 1404ه حيث قال:
أعود مرة اخرى وأكرر أن هذه بركة من الله ثم ببركة التمسك بالعقيدة الإسلامية ونحن لا نخشى الا الله ما دمنا معتمدين على رب العز والجلال وهدفنا الرئيس التمسك بالعقيدة الإسلامية.. ولا نخرج عن نطاقها بأي حال من الأحوال مهما كانت الأسباب والظروف والعقيدة الإسلامية فيها جميع ما يريده البشر من العطف والرقة والحنان والقوة جمعت جميع الفضائل وأبرزت لنا المشكلات بشكل واضح جداً وأبرزت لنا المحاسن بشكل واضح فيها الفضيلتان فضيلة الدنيا والآخرة فمن هذه المنطلقات المملكة تعيش في الوقت الحاضر في وضع من أفضل الأوضاع الموجودة في العالم ولو تطرقنا إلى الحرية التي تجيزها العقيدة الإسلامية لوجدنا انها الحرية الصحيحة.
ثم يمضي قائلاً: الحرية الحقيقية هي المستمدة من العقيدة الإسلامية التي أنزلها رب العزة والجلال على نبيه صفوة الخلق.. وهي غير قابلة للتعديل ولا للتبديل وأمرنا الله سبحانه وتعالى أن نعمل لدنيانا وان نعمل لآخرتنا بقدر ما نستطيع ونجعله الرصيد الأكبر.
9 - انها عقيدة تطبيق شرع الله:
ومن هنا يتضح غاية العقيدة التي لم تكن لتتجلى لولا انزالها على الواقع وتطبيقها في حياة الإنسان حتى يتجسد المعنى الايماني وتحيى العقيدة لترسم المسار الصحيح وتبقى ما بقي المؤمنين على دينهم وفي ذلك يقول حفظه الله بمناسبة افتتاح مؤسسة الملك (رحمه الله) الخيرية في يوم 24 جماد الاول 1404ه إذا قال: «إذا كان فيه أي أمر مما يمكن أن يفتخر فيه الإنسان انه انتسب إلى هذه البلاد فهي تطبيق شريعة سمحاء.
ومن ما سبق يتجسد معنى الوفاء، وفاء الملك لامة الإسلام وكيف كان للعقيدة الحافز وراء تصرفه لدينه ولامته فالوفاء لا يكون الا بالعقيدة وليست أي عقيدة انما هي عقيدة الإسلام الذي اعز الله به أمته فلا يتنازعه حفظه الله مبادئ مستشرقة أو مستغربة أو علمانية أو مادية أو تشددية أو منعزلة أو طائفية أو مذاهب هدامة بل كان اساسه ونشأته وتربيته دينية بحتة فكانت ذلك نبراساً لم يعد بأن تكون العقيدة هي أساس الوفاء لهذه الأمة التي هي بدورها لا ترتضي الهوان في معتقداتها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.