تمتهن بعض العمالة الوافدة في ورش السيارات بالرياض مهناً ليسوا مؤهلين لها كالكهرباء والميكانيكا والسمكرة في ظل التغاضي الملحوظ من قبل الجهات المعنية التي لم تتحر وتدقق بالشكل المطلوب في مهن العاملين في تلك الورش من خلال جولات ميدانية، تتم بشكل دوري. ويؤكد عدد من مرتادي ورش السيارات أن معظم العمالة فيها لا يتقنون المهن التي ينسبون أنفسهم إليها وإنما يعملون باجتهادات شخصية لا تمت للمهنة بصلة. ويقول عبدالرحمن التميمي: حصل عطل في سيارتي وذهبت بها إلى صناعية أم الحمام وبعد فحصها من قبل الميكانيكي المزعوم، أكد أن الصوت صادر عن الركب والمقصات وتحتاج إلى استبدال ولجهلي بمصدر الصوت وافقته ثم دفعت له 600 ريال، وبعد خروجي وجدت الصوت ما زال موجودا فعدت إليه مرة أخرى وكان في لحظة ارتباك واستنجد بالحاضرين من أبناء جلدته الذين حاولوا تهدئة الوضع واحتواء الموقف بإعادة جزء من المبلغ عندما اكتشفوا أن العطل هو في وصلة بين القير والعامود الذي لا تتجاوز قيمته 30 ريالا وتكلفة تركيبه 50 ريالا. ويروي سعد المرواني موقفا آخر، حيث يقول: فوجئت أن سيارتي لا تعمل أحيانا بسبب ضعف في الكهرباء فذهبت بها إلى كهربائي في الصناعية الأولى وبعد فحصها، أخبرني أن العطل بسبب البطارية وتحتاج إلى تغيير حيث قمت باستبدالها ببطارية أخرى بمبلغ 300 ريال، وفي اليوم التالي فوجئت أن البطارية الجديدة لم تعمل عندما نفدت كمية الكهرباء الموجودة بها حيث كان «الدينمو» لا يدعمها واكتشفت أن العطل في «الدينمو» وليس في البطارية وعدت إلى الكهربائي لكي استعيد بطاريتي السابقة بعد أن ثبت أن العطل ليس منها فرفض إعادتها مدعياً أن البطارية لم تعد موجودة عنده وأن العطل في «الدينمو» حصل مؤخراً الأمر الذي دعاني لتقديم شكوى ضده على المحكمة. ويرى فهد صالح العمر وخليل العتيبي أن المدن الصناعية المخصصة لورش السيارات في الرياض بشكل خاص وفي المدن الأخرى بالمملكة بشكل عام تفتقد التنظيم الأمني والاقتصادي، مشيرين إلى أن المواطن يحس أحياناً أنه بغربة وأنه خارج أرض الوطن عندما يرتاد هذه الأماكن التي تزدحم بالوافدين، مطالببين الجهات المختصة برقابة مقر سكن هؤلاء في الورش التي قد تحتضن من هم مخالفون أيضاً لنظام الإقامة. من جهة أخرى ينتاب عدد من أصحاب السيارات القلق عندما يذهبون إلى الورش لإصلاحها خشية استبدال قطع الغيار الأصلية بالمقلدة، حيث يؤكد البعض أن العمالة التي تفتقد الأمانة وتعمل في ورش السيارات تقوم أحياناً باستبدال قطع الغيار الأصلية التي يحضرها صاحب السيارة بقطع غيار ليست أصلية لكي يتم إعادتها إلى المحل الذي جلبت منه واسترجاع المبلغ أو يقومون ببيعها على زبون آخر ما جعل البعض من أصحاب السيارات يشرف بنفسه على تركيب القطع التي أحضرها لحظة بلحظة حتى وإن تطلب الأمر ملازمة العمال ساعات طويلة، بينما هناك من يلجأ إلى البوية ويصبغ بها قطع الغيار الأصلية حتى لا يستفيد منها ضعاف النفوس. وفي كلتا الحالتين قد تكون هناك ردة فعل من عمال الورش عندما يحسون أن الزبون يشك في أمانتهم وتكون النتيجة هي عدم الإتقان في العمل. واقترح البعض بإلزام ورش السيارات بتوظيف مشرفين أو مراقبين من الشباب السعوديين الذين يبحثون عن العمل ليطمئن المواطن على صيانة سيارته وتتاح الفرص أمام آلاف الشباب في الورش التي يمتلك معظمها وافدون. ورش الرياض تعاني من العمالة غير المؤهلة