حرص المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه على وضع قواعد حكيمة وإنشاء المؤسسات الحكومية للكيان لكي ينعم المواطن السعودي بالعيش وسط جو من الأمن والأمان. فوضع العلم في مستوى عالٍ ليزرع في عقول أبنائه المعرفة والثقافة والتنوير والطموح. عقد الملك عبدالعزيز أول اجتماع تعليمي في المملكة في جمادى الأولى عام 1343ه، حث فيه العلماء على نشر العلم والتعليم وتنظيم التوسع فيه. وعلى مدى 82 عاما ترسم القيادة من أبناء المؤسس وتخطط وتحول مستقبل الوطن الى واقع مشهد متفوق عبر صناعة حاضر ملموس بتجلياته المعرفية، ويبقى هاجس القيادة الأول والأخير يتمثل في تنمية الوطن من خلال تأهيل الكوادر البشرية. هدفها الوصول إلى أعلى درجات التنافسية والتقدم في شتى المجالات. فتأتي رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لبناء بلد يضاهي الدول المتقدمة، ومواطن سعودي منتج يسهم في تقدم الحضارة البشرية من خلال إطلاق مشروعات وبرامج تنموية كبيرة في أهدافها وحجمها، وتهيئة المملكة لتكون موطن حضارة ورفاهية ونمو وازدهار. لكن النمو لا يمكن أن نصل اليه من غير وجود قياديين يضعون جميع طاقتهم لتحقيق الاهداف السامية. سموه: الاستثمار في التعليم هو الاستثمار الحقيقي والنبيل الذي يعود مردوده على الجميع عبر هذا التوجه فإن الحرص الشديد النابع من القيادة على متابعة المبتعثين والعناية بهم ورعايتهم أولوية مهمة يجسدها سفراء خادم الحرمين الشريفين في كل عاصمة من عواصم العالم يتواجد فيها بناتنا وأبناؤنا من أجل التحصيل الأكاديمي، وإثراء العقل بالمعرفة. وفي هذا الاطار قام صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة نهاية الأسبوع الماضي بزيارة الملحقية الثقافية في بريطانيا. واستمع لشرح مفصل من الملحق الثقافي الدكتور فيصل بن محمد المهنا أبا الخيل عن هيكلية وآليات العمل الجديدة التي تهدف لتحقيق أفضل الخدمات وأيسر السبل للطلاب والطالبات المبتعثين والمرونة للموظفين في إدارة شؤون العمل اليومي للمبتعثين وكذلك متابعة مرافقي المبتعثين وضمان توفير سبل الراحة لهم. حيث تسعى الملحقية الثقافية في المملكة المتحدة إلى المساهمة في تنمية وإعداد الكوادر البشرية السعودية وتأهيلها على نحو فاعل يحقق أهداف ورؤية خادم الحرمين الشريفين بتنفيد وتفعيل عملية الابتعاث وتبادل الخبرات مع الجامعات والمؤسسات التعليمية والثقافية في البلد المضيف بما يخدم مصلحة الوطن ويعكس الصورة المشرفة للنهضة التي تشهدها المملكة في شتى المجالات. على الجميع التواصل مع المبتعثين وبناء جسور الثقة معهم.. ولابد من هاتف للطوارئ بعد ساعات الدوام وقد أكد د. فيصل أبا الخيل أن هدف الملحقية هو متابعة البرامج التعلمية بشكل علمي ومتقن وتحويل عمل الملحقية من التلقي إلى المبادرة، ومن التنفيذ إلى التطوير، ومن التسيير إلى التخطيط. وتسعى للعمل وفق أهداف وسياسات وزارة التعليم العالي وبرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث على نحو يحول الإجراء إلى إتقان. وأشار د. فيصل إلى أن الهيكل الجديد يتضمن وحدة خاصة بمتابعة وتقييم مستوى الجامعات البريطانية، مؤكدا حرص الملحقية على التواصل مع المؤسسات التعليمية البريطانية وبناء علاقات تعاون معها بغرض تحسين فرص انسجام طلبة وطالبات المملكة في هذه الجامعات. أبا الخيل: هدف الملحقية متابعة البرامج التعليمية وتحويل عملها من التلقي إلى المبادرة ومن التنفيذ إلى التطوير تطوير العلاقات ومضى د. أبا الخيل قائلا "وهذا يحصل من خلال النظر في كيفية إبرام اتفاقيات لتفعيل العلاقة بين البلدين التي تعود الى عقود ماضية. وقد لمست هذه المحاولة في آخر زيارة الى جامعة مانشستر حيث بحثت مع مديرة الجامعة كيفية تطوير العلاقة "مؤكداً ترحيب الجامعة بهذه الخطوة التى تطمح لتأصيل هذه العلاقة وتحسينها. كما تطمح الملحقية لترجمة هذه الأفكار الى اتفاقيات ومذكرات تفاهم لتحسن فرص قبول الطلاب الى الجامعات البريطانية كما تحسن فرص تواصلهم مع الجامعات وفرص انسجامهم في البرامج الدراسية. كما قدم الملحق عرضا عن توجه الملحقية لتقليل الاعتماد على الورق والتحول بشكل كامل إلى الإدارة الالكترونية في جميع أعمالها لتسهيل التواصل مع الطلبة. الى ذلك اشاد الملحق بقسم ادارة الشؤون الثقافية الذي قال انه الجناح الثاني التي لا تستطيع الملحقيات بان تحلق بدونه من خلال التواصل مع مجتمع الابتعاث ومجتمع الجامعات، والمجتمعات المحلية. أبا الخيل يرحب بسمو السفير ملحق فوق العادة بعدها التقى سمو السفير بالمسؤولين والعاملين في الملحقية حيث عبر سموه عن شكره وتقديره للجهود التي يبذلها الملحق الثقافي ولمساعدوه ومنسوبو الملحقية وللملاحق السابقين على جهودهم في الرعاية والاهتمام بالطلبة المبتعثين. حيث قال سموه "لمست من خلال وصول الملحق الثقافي الدكتور فيصل بن محمد المهنا أبا الخيل في الأيام الأولى حرصه على مواصلة المسيرة لخدمة الهدف الأساسي ولخدمة ابنائنا وبناتنا ومرافقيهم". حرص القيادة وأكد سمو الأمير محمد بن نواف أن زيارته ولقاء منسوبي الملحقية هي انعكاس لاهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، حفظهما الله بالطلبة والطالبات المبتعثين. كما قال سموه "عندما ينظر ملك البلاد الى نفسه هو لا يرى عبدالله بن عبدالعزيز لكن يرى كل مواطن ومواطنة سعودية." الأمير محمد بن نواف الى ذلك قال سموه: "إن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي هو استراتيجية للدولة ولذلك أحرص من موقعي سفيرا لخادم الحرمين الشريفين على متابعة البرنامج والوقوف على تقدمه في بريطانيا ومتابعة أبنائنا وبناتنا المتبعثين ومعرفة أحوالهم وكيفية خدمتهم وتيسير سبل زيادة تحصيلهم العلمي". وأضاف "ان الاستثمار في التعليم والعلم هو الاستثمار الحقيقي والنبيل الذي يعود مردوده على الجميع"، موضحا أن الاستثمار في التعليم نابع من رؤية القيادة الحكيمة للمملكة. وأضاف "من الممكن ان يستثمر الإنسان في أي شيء لكن التعليم في عالمنا اليوم هو الأساس والعقيدة بدون شك هي الحامية لكن العمل بدون علم ليس منه فائدة." رؤية القيادة وعن رؤية القيادة أوضح سموه "هناك رؤية واضحة لهذه القيادة من وقت المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه والذين عاصروا الملك عبدالعزيز. التغيير كلمة لا نخاف منها والتغيير قد حصل. عندما ننظر الى تاريخ المملكة على مرور 82 عاما نرى تغييراً هائلاً." وأوضح أن ما شاهده وسمعه في هذه الزيارة جعله يشعر بالاطمئنان إلى أن متطلبات نجاح برنامج الابتعاث في بريطانيا تسير بشكل صحيح بفضل الله أولا ومن ثم بفضل جهود الجميع. التواصل مع الطلبة لتحقيق الهدف وشدد سمو السفير أن على الجميع التواصل مع الطلبة والطالبات وبناء جسور الثقة معهم وبث الطمأنينة في نفوسهم ليشعروا بأن الملحقية تضم بين جنباتها أهلا لهم ومن أجل المحافظة على سمعتهم وسمعة الوطن، مشددا على أن أبواب سفارة خادم الحرمين الشريفين مفتوحة أمام جميع المواطنين وفي أي وقت. وأضاف سموه "نحن جميعاً منسوبو المملكة العربية السعودية والذي جمعنا في هذا البلد هو هدف واحد وهو خدمة وطننا وما يمثله هذا الوطن مهبط الوحي، والحرمين الشريفين، والرسالة المحمدية، وتطبيق الشريعة. هذه هي الدولة الذي أتينا هنا لنمثلها ونخدمها حتى نستطيع أن نقوم بواجبنا في هذا العالم المتغير. ونوه بوجود مرشدات أكاديميات سعوديات يتابعن الطالبات السعوديات وتقدمهن الدراسي، مشددا على أهمية أن توفر الملحقية هاتفا للطوارئ يعمل بعد انتهاء ساعات الدوام الرسمي للملحقية.