الخوف من السفر بالطائرة * المشكلة التي أعاني منها قد تكون مشكلة يُعاني منها كثير من الناس وقد تكون كتبت عنها أكثر من مرة. مشكلتي هي الخوف من السفر بالطائرة. أنا أعاني من هذه المشكلة منذ سنواتٍ بعيدة،وللأسف لم تتحسّن الحالة مع مرور الوقت برغم ذهابي إلى طبيب نفسي و صرف أدوية متعددة وعلاج سلوكي ولكن للأسف لم يحدث أي تغيّر. الآن مشكلتي أن الأمر أصبح أكثر صعوبةً، وقبل أن أفكّر في السفر، أفكّر في كيفية ذهابي للمطار وصعودي للطائرة وإذا كانت الرحلة طويلة في الطائرة فإني أجد صعوبة كبيرة في الذهاب إلى المطار إلا بعد تناول أدوية مهدئة، المشكلة أن هذه الأدوية المهدئة ليست متوفرة دائماً، وأجد صعوبةً كبيرة في كثير من الأوقات في الحصول على مثل هذه الأدوية المهدئة حتى بعد أن أحصل على وصفة من طبيب في عيادة نفسية خاصة ولكن توفّر مثل هذه الأدوية ليس دائماً في متناول اليد وكثير من الصيدليات التي تبيع الأدوية النفسية لا يتوفر فيها الأدوية النفسية المهدئة. هذه المشكلة أثّرت على سفر عائلتي، فأحياناً ألغي السفر لصعوبة السفر بالنسبة لي وبذلك يترتب على ذلك إلغاء سفر العائلة وهذا يقود أحياناً إلى مشاكل وعدم ارتياح من قِبل بقية أفراد العائلة. سؤالي هل يمر عليك كثير من الأشخاص الذين يُعانون من الخوف من السفر بالطائرة؟ وهل ينجح علاج لهذه المشكلة من خلال خبرتك في هذا المجال؟. خالص شكري وتقديري لكم ولجريدة الرياض. ع.م - الإجابة: فعلاً كما ذكرت في رسالتك، فقد تحدثّنا عن الخوف من السفر بالطائرة عدة مرات ، وأعيد مرةً أخرى بأن الخوف من السفر بالطائرة أمرٌ منتشر بين الناس، على عكس ما يعتقد كثير من الناس بأن هذا الاضطراب نادر، والحقيقة أن الدراسات في الولاياتالمتحدةالأمريكية أظهرت بأن حوالي 10% أي ما يُقارب 30 مليون أمريكي لم يركبوا الطائرات إطلاقاً! و يُسافرون إلى أي مكان بوسائل غير الطائرة، برغم أن الطائرة هي أكثر وسائل النقل التجاري أماناً. بالإضافة إلى ال 10% من الأمريكيين الذين لا يركبون الطائرة مُطلقاً، فإن هناك 20% آخرين من الشعب الأمريكي أي ما يعادل 60 مليون شخص أمريكي لا يركبون الطائرة إلا بعد تناول أدوية مهدئة أو تناول الكحول. في مجمل الأمر هناك حوالي 90 مليون شخص أمريكي يُعانون من الخوف من السفر بالطائرة،وهذا جعل شركات الطيران تتحرك لعلاج هؤلاء الأشخاص، وعُقدت مؤتمرات عديدة للمختصين في موضوع الخوف من السفر بالطائرات، حيث هناك بعض شركات الطيران التي تقوم ببرامج لعلاج الأشخاص الذين يُعانون من الخوف من السفر بالطائرة، فعلى سبيل المثال الخطوط الجوية البريطانية لديها برنامج للأشخاص الذين يُعانون من الخوف من السفر بالطائرات يُشرف عليه أطباء نفسيون متخصصون في هذا المجال، ويعتمد العلاج الأساسي في برامج علاج الأشخاص الذين لديهم خوف من السفر بالطائرة على العلاج السلوكي، على وجه التحديد، ويتطّلب العلاج السلوكي الذهاب إلى المطار وكذلك الصعود للطائرة وهي متوقفة في المطار وكذلك السفر لرحلات قصيرة، وكل هذا يعتمد على مدى صعوبة المرض وكيفية هو المرض؛ فبعض الأشخاص تبدأ مشاعر الخوف والقلق منذ معرفة الشخص بأنه سوف يسافر؛ فيبدأ الشخص المعاناة من عدم القدرة على النوم وقلة التركيز وكذلك مشاعر القلق العضوية مثل مشاعر بضيق التنفّس، وألم في البطن واضطراب في التبوّل والتبّرز والرجفة في الأطراف، وكذلك صداع وآلام في العضلات، وتستمر هذه الأعراض حتى الصعود إلى الطائرة وربما تزداد هذه الأعراض. ومثل هذا الشخص قد يحتاج إلى علاج سلوكي ومعرفي أيضاً وكذلك قد يحتاج إلى بعض العلاجات الدوائية وربما في كثير من الأحيان إلى أدوية مهدئة. بعض الأشخاص تبدأ الأعراض عندهم فقط عندما يذهبون إلى المطار أو عند صعود الطائرة وإغلاق الباب. هؤلاء الأشخاص قد يحتاجون إلى العلاج السلوكي وفي مناسبات قد يحتاجون إلى أدوية وعقاقير منها بعض الأدوية التي قد تكون من الأدوية المهدئة. الخوف من السفر بالطائرة ليس أمراً سهلاً وعلاجه ليس سهلاً ولكنه ليس مستحيلاً ، فكثير من الأشخاص الذين كانوا يُعانون من الخوف من السفر بالطائرة تحسّن الوضع عندهم وأصبحوا يُسافرون بالطائرة مع بعض الصعوبات ولكن الأمر أصبح مقبولاً، بينما بعض الأشخاص الذين يُعانون من الخوف من السفر بالطائرة لم تجدِ معهم العلاجات بجميع أنواعها. أنصحك بمواصلة السفر حتى بتناول أدوية مهدئة، ومن الأفضل أن يكون لديك بعض الأدوية المهدئة احتياطياً حتى لو تطّلب الأمر سفراً مفاجئاً على سبيل المثال فعندئذ يمكنك السفر بتناول الأدوية المهدئة التي في حوزتك. حاول أن تُقلل من تناول الأدوية المهدئة في السفر بالتدريج، وحاول أن تسافر أكثر بالطائرة كلما واتتك الفرصة للسفر بالطائرة وحاول ألا تتجنب السفر بالطائرة حتى لو كانت المسافات قصيرة. لا تيأس من أنك لن تتحسّن، وواصل العلاج مع طبيبك المعالج وسوف تلاحظ بعض التقّدم في حالتك حتى وإن كانت بسيطة.
