أقر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أن بلاده ارتكبت أخطاء فادحة فيما يخص الظروف التي حفت بارتكاب المجازر التي حصلت في رواندا عام 1994 . وذهب إلى حد القول إن تعامل فرنسا مع هذه الظروف والمجازر كان ينم عن شكل "من أشكال العمى". وأضاف يقول خلال مؤتمر صحافي عقده في كيغالي عاصمة رواندا مع نظيره الرواندي بول كاغامي " ماحدث هنا غير مقبول . ولكن ماحدث هنا يرغم الأسرة الدولية وبالتالي فرنسا على التفكير في الأخطاء التي حالت دونها ودون توقع هذه الجريمة البشعة وإيقافها". وجاءت هذه التوضيحات خلال أول زيارة يؤديها رئيس فرنسي لرواندا منذ المذابح التي ارتكبت في البلاد وطالت بشكل خاص السكان المنتمين لقبيلة التوتسي التي ينتمي إليها الرئيس الحالي. وتجدر الملاحظة إلى أن زيارة الرئيس الفرنسي إلى رواندا تكرس عملية المصالحة بين البلدين والتي تجسدت في شهر نوفمبر الماضي من خلال إعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. وكانت فرنسا وراء قطعها عام 2006 بعد أن اتهم أحد القضاة الفرنسيين المتخصصين في ملفات الإرهاب تسعة من أقرباء الرئيس الرواندي الحالي بالوقوف وراء مقتل الرئيس الرواندي السابق جوفنيل هابريانا المنتمي إلى قبيلة الهوتو في حادث طائرة كان أفراد طاقمها فرنسيين. وكان إسقاط هذه الطائرة سببا من أسباب ارتكاب المجازر التي حصلت في البلاد وتأخرت منظمة الأممالمتحدة في إيقافها. أما الرئيس الرواندي الحالي المنتمي إلى قبيلة التوتسي فإنه اتهم بدوره فرنسا بالمشاركة في هذه المجازر وبارتكاب تجاوزات ضد الأهالي التوتسي من خلال العملية العسكرية التي قام بها جنود فرنسيون في رواندا من الثاني والعشرين يونيو إلى الواحد والعشرين أغسطس عام 1994 بإشراف الأممالمتحدة سعيا إلى حماية المدنيين من هذه المجازر. وبالرغم من أن فرنسا نفت هذه التهمة فإن العلاقات ظلت متأزمة بين البلدين حتى الخريف الماضي.