تراكمات وضعت منتخبنا في ورطة الملحق الآسيوي!!

أُصيبت جماهير الكرة السعودية بخيبة أمل كبيرة جراء فشل المنتخب في الوصول إلى مبتغاه بالتأهل لمونديال كأس العالم 2010م، بعد تعادله الأخير مع كوريا الشمالية من دون هداف، وهي النتيجة التي جاء الكوريون من أجل الحصول عليها، وتحقق لهم ذلك على الرغم من أنَّ المباراة أقيمت على أرضنا وبين جماهيرنا ووسط أجواء حارة تحدث كثيرون عن أنَّ هذه العوامل كانت كفيلة بهزِّ شباك الكوري الشمالي أكثر من مرَّة، والفوز بالنقط الثلاث، وإعلان التأهل الرسمي بسهولة؛ ربما لأنَّنا لم نعتد من العام 94م الدخول في حسابات معقدة، أو الاضطرار لخوض مباريات متعبة فيما يسمى بالملحق الآسيوي، وكانت النظرة السائدة للجماهير وأعضاء المنتخب، وما كنا نقرؤه ونراه من أطروحات في وسائل الإعلام المختلفة تتحدث عنَّ أنَّ تأهل المنتخب للمونديال ما هو إلا مسألة وقت ستحسم مع آخر صافرة للحكم السوري محسن بسمة!!.
بعد نهاية مونديال كأس العالم 2006م الأخيرة التي أقيمت في ألمانيا كان الحديث متركزاً حول كيفية خروج المنتخب من نفق الاكتفاء بالتأهل لكأس العالم وتقديم أداء متواضع في المباريات التي تشارك فيها دون أنْ يتمكن من عبور الدور الأول باستثناء مونديال أميركا 94 الذي شهد الظهور الأول للمنتخب السعودي إلى إحداث نقلة نوعية في السيطرة آسيوياً، وتطوير الأداء لمقارعة الفرق المنافسة له في الدور الأول من المونديال وتحقيق هدف الوصول لدور ال16، لكنَّ الواقع يكشف أنَّ وضع منتخبنا ليس على ما يرام على مستوى القارة الصفراء، وإذا لم نكن قادرين على خطف البطاقة الثانية في مجموعة تضم خمسة منتخبات فأين سيكون ترتيبنا حين نضع منتخبات المجموعتين بتواجد أستراليا واليابان الذين أعلنا تأهلهما الرسمي والباكر للمونديال؟!.
المنتخب السعودي ليس بالضعف الذي يجعله بعيداً عن المنتخبات المتأهلة لكأس العالم، وإذا نظرنا للمواهب التي يملكها ونجوم الخبرة التي يعتمد عليها نتأكد أنَّه كان بالإمكان أحسن مما كان؛ لو وجدت هذه المجموعة جهازاً فنياً متمكناً، وتحقق لنجومنا في الوقت ذاته الاستقرار الفنِّي منذ انطلاق التصفيات.
ورطة الملحق لم يكن المتسبب فيها مهاجم أهدر فرصة أمام كوريا الشمالية، أو لاعب وسط لم يقدم الجهد المطلوب؛ بل تراكمات يتقدمها جوانب إدارية، قادت لتواضع في التعاطي الفني، والإعداد النفسي للاعبين الذين لم يكونوا جاهزين لقلب المعادلة، وتغيير نظام الكرة الذي يقول إنها تخدم من يخدمها.
الملحق بات حتمياً اليوم، وصعوبة المنافسة فيه أكبر من أنْ تسجِّل هدفاً وحيداً في مرمى كوريا الشمالية بالرياض؛ لتحقق ما تريد؛ لكنَّ الأمل لا يزال قائماً في أنْ نعيد حساباتنا بالتعامل الصحيح مع المنتخبات المنافسة، ومنحها حقها من الاحترام، وفي المقابل منح الصلاحيات الكاملة للجهاز الفني، باختيار المجموعة التي سيعتمد عليها في مواجهتي البحرين المقبلة والتي تتطَّلب إعدادا مختلفاً في طريق الوصول لأسهل تصفيات نحن من حولها إلى عصيبة!!.