السؤال: } ابني بالسنة الخامسة الابتدائية ويعاني منذ الصغر من ضعف في التركيز وعدم المقدرة على الحفظ وعصبية زائدة بالاضافة إلى الحركة الكثيرة.. وقد عرضته على طبيب نفسي قبل بداية العام الدراسي الحالي وقام بإعطائه دواء اسمه ريتالين (Ritalin) وهذا الدواء يصرف بوصفة مقيدة، مما جعلني أتخوف منه بشكل كبير وعند سؤالي للصيدلي عن أسباب التعقيد بصرف هذا الدواء ذكر أن ذلك بسبب أعراضه الجانبية وانه يؤدي إلى الإدمان. وسؤالي هل هذا الدواء يسبب الإدمان فعلا؟ وهل له مشاكل مستقبليه؟ مع العلم بان ابني تحسن بشكل كبير بعد استخدامه لهذا الدواء. أم فيصل - الرياض الإجابة: إن الاصابة بضعف التركيز وعدم المقدرة على الحفظ وكثرة الحركة والعصبية الزائدة هي من علامات الاصابة باضطراب «فرط الحركة ونقص الانتباه» وهو من الاضطرابات المعروفة التي تحدث لدى الأطفال، حيث يظهر لدى الطفل عدم المقدرة على التركيز أو زيادة ملحوظة في الحركة أو بهما معا، وقلة الانتباه وزيادة الحركة لدى المصابين بهذا الاضطراب تختلف عما يحصل لدى الأطفال الأسوياء بسبب شدة هذه الأعراض وحصولها معظم الوقت وتأثيراتها السلبية على الطفل والمحيطين به وقد زاد الاهتمام بهذا المرض وتحسنت وسائل تشخيصه حيث تتوفر حاليا اختبارات وأجهزة تسهل من عملية الوصول إلى تشخيص دقيق لمثل هذه الحالات. ويتم العلاج غالبا بالجمع بين استخدام بعض الادوية والتي من ضمنها دوار الريتالين والعلاج السلوكي بالجلسات النفسية الذي يهدف إلى تدريب الطفل للسيطرة على سلوكياته ومساعدة الأهل في كيفية التعامل مع سلوكيات الطفل وخلق بيئة علاجية مناسبة. إن تردد الأهل في معالجة مثل هذا الاضطراب هو أمر شائع الحدوث خصوصا عندما يتطلب الأمر استخدام بعض الادوية في هذا السن المبكرة، والواقع أن البحث العلمي حسم مثل هذا التردد فقد أكد على أهمية المعالجة ليس فقط بهدف تحسين أداء الطفل وتحصيله الدراسي ومعالجة فرط الحركة لديه، إنما بهدف منع المضاعفات التي تحصل نتيجة للاصابة بهذا الاضطراب. ومن أهم هذا المضاعفات عدم التأقلم مع المحيطين بالطفل وضعف التحصيل العلمي والميل إلى السلوك المعادي وعدم الالتزام بالقوانين وارتكاب العنف والجريمة واستخدام المخدرات كما أن المصابين بهذا الاضطراب أكثر عرضة للاصابة بالاكتئاب وأمراض القلق. ويعتبر دواء الريتالين من الادوية الفعالة جدا في علاج هذا الاضطراب، ومن أعراضه الجانبية قلة الشهية والتوتر واضطراب النوم وهذه الأعراض في الغالب محدودة ولا تمنع من استخدام الدواء ويجب مناقشتها مع الطبيب المعالج لمعرفة كيف يمكن تجاوزها، ولا توجد لدواء الريتالين أية مضاعفات على المدى البعيد، كما لا توجد خطورة لإدمان هذا الدواء عند استخدامه الصحيح لعلاج اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، بل على العكس فان الإهمال في علاج هذا الاضطراب بالشكل الصحيح يجعل المصاب بهذا الاضطراب أكثر عرضة لإدمان المخدرات مستقبلا. لإستفساراتكم يرجى الاتصال على مركز استشارات الادمان هاتف: 4818118 خلال ساعات العمل من 5 حتى 8 مساءً