وصف سفير المملكة بالقاهرة هشام ناظر العلاقة الوثيقة بين خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس المصري حسني مبارك بأنها "أصبحت رمانة الميزان بالنسبة لاستقرار المنطقة وأمنها"، وقال: "إن العلاقة بين الزعيمين تدعمها علاقة وطيدة ممتدة بين البلدين منذ سنوات طويلة". وأكد ناظر، في كلمة ألقاها مساء أمس الأول "الخميس" في مؤتمر صحافي بمناسبة احتفال المملكة باليوم الوطني الثامن والسبعين ،أن العلاقات والزيارات المتبادلة بين قيادتي البلدين، وآخرها زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى مصر في شهر أغسطس الماضي، إنما هي تعبير واضح وحقيقي وملموس على أن مصر والمملكة تمثلان ثقلا رئيسيا واستقرارا ورمانة ميزان لأمن المنطقة، وذلك نظرا لما يجسدانه من حكمة ثاقبة ونظرة متبصرة وراشدة للأحداث الإقليمية والدولية في عصر التحالفات والتكتلات والأعاصير الدولية. وأشار الى أن المواقف المصرية السعودية على مدى تاريخها وبخاصة تجاه القضايا المصيرية الحالية، توضح أن البلدين يبذلان إمكانات كبيرة لبلورة موقف عربي موحد وفاعل تجاه القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وضرورة إنهاء الصراع الفلسطيني - الفلسطيني وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.. وأشار ناظر إلى الجهود التي تبذلها مصر والمملكة لاستقرار الأوضاع في لبنان ومحاولة الوصول إلى حل عادل لإعادة الاستقرار في السودان للمحافظة على وحدته وأمنه وسلامة شعبه، وغير ذلك من ملفات هدفها التأكيد على وحدة الصف العربي والمساهمة بجدية في الوصول إلى حلول عادلة لهذه القضايا لإعادة الحقوق العربية إلى أصحابها وجعل العرب في المكانة اللائقة بهم بين الأمم وعلى الخريطة الدولية. وأضاف ناظر: ان العلاقة بين مصر والمملكة ليست مجرد صلة أرحام أو اتصال جغرافي أو هجرات وعلاقات عمل، وإنما هي علاقة أزلية ومصيرية تترسخ أواصرها عاما بعد عام، وخاصة بعد أن تشابكت مصالح البلدين وتلاقت تطلعات شعبيهما. وقال: إنه نتيجة لذلك أصبح من الأمور العادية وجود 400ألف سعودي يقيمون بصفة دائمة في مصر، بالإضافة إلى القادمين إليها بشكل مستمر من أجل الاستثمار أو الدراسة، حيث أصبحت مصر الدولة الأولى بالنسبة للسائحين، ويشعرون جميعهم بأنهم في وطنهم . وأوضح أن الأمر نفسه يتكرر مع المصريين في المملكة، حيث يشكلون أكبر عدد من الوافدين من الدول الأخرى بغرض العمل "مايقرب من مليون مصري"، أو أداء شعيرة العمرة "حوالي 750ألف مصري سنويا"، وهؤلاء جميعهم مرحب بهم في المملكة من العمالة النادرة التي ساهمت في النهضة التنموية الشاملة التي سادت أرجاء بلادنا منذ ثلث القرن الأخير. وقال هشام ناظر: إن السعوديين الموجودين في مصر يشعرون بأنهم في وطنهم الثانى دون غربة أو اغتراب أو وحشة، مضيفا: "هذا ما نشعر به كسعوديين في بلدكم العريق مصر ولذلك لا غرابة على الإطلاق أن تكون مصر وجهة كثير من السعوديين يأتون إليها للدراسة أو السياحة أو الاستثمار باعتبار أن بلدكم عريق ومؤثر وواحة أمن وأمان". وأشار ناظر إلى أن المملكة تحتل المركز الأول في مجال الاستثمارات العربية في مصر، كما بدأت في الوقت نفسه في استقطاب استثمارات مصرية، منوها بالجهود الحثيثة والمستمرة من قبل حكومتي البلدين لدفع وتعزيز ذلك المجال، ومنها اللجنة العليا المشتركة.