"فيروز هي سلطة الأغنية القصيرة.. وهي أقدر المطربات في تأدية تلك الأغاني نظراً لقدرتها على إطراب السامع في أقصر وقت وكأنه استمع إليها الساعات". هكذا وصف الموسيقار الراحل محمد عبدالوهاب في كتابه الصادر عن دار الشروق المصرية "رحلتي.. الأوراق الخاصة جداً"؛ بتحرير الكاتب والشاعر فاروق جويدة ذكر فيها بصراحة رأيه في عدد من الموسيقيين، ويتكون الكتاب من 159صفحة.. ونعود لصفحات الكتاب لنقف عند بعض آراء موسيقار الأجيال في عدد من الفنانين والمطربين: عن بليغ حمدي يقول بأنه موهوب وملحن شارع أكثر مما هو ملحن صالون. ويقول عن الملحن حلمي بكر بأنه يلحن للموسيقيين بهدف جذب انتباههم. ويصف سيد مكاوي بأنه مريح وهادئ، حيث يشعر عبدالوهاب حين يسمع له يغني بأنه "يسب المغنين والملحنين ويأسف اليوم الذي وجد فيه في وقت واحد مع هؤلاء وهؤلاء، وأشعر وكأنه يقول لهم بغنائه هكذا يكون التلحين يا أولاد.." ووصف عبدالوهاب الملحن كمال الطويل بأنه "موهوب وعاقل وليس تاجراً في فنه رغم أنه تاجر جيد في حياته"، وأضاف قائلاً: إن الطويل ملحن نخبوي أي "ملحن صالون" أكثر مما هو ملحن شارع لكنه بلا ومضات باهرة. صداقة 20عاماً يقول الشاعر فاروق جويدة في مقدمة الكتاب عنوانها: "عبدالوهاب وصداقة 20عاماً" إنه قضى عاماً كاملاً مع الأوراق التي سلمتها له أرملة عبدالوهاب وتزيد على 600ورقة مختلفة الأشكال؛ منها كراسات قديمة وقصاصات صغيرة وأوراق خاصة بفنادق، وأضاف جويدة بأنه اكتشف "عبدالوهاب آخر غير الذي نعرفه" من خلال أوراقه الصريحة. وأشاد بالممثلة والراقصة تحية كاريوكا قائلاً: إنها قادرة على أن تعطي ما عندها من فن وحركة في متر مربع واحد بإبهار كبير لما في أدائها من شموخ وثقة وعقل، حيث جعلت للراقصة المصرية شخصية وسط اللبنانيات والأرمن وغيرهن. يذكر أن عبدالوهاب قدم أعمالاً فنية غزيرة تلحيناً وغناء، وأطلق عليه لقب موسيقار الأجيال؛ وهو أحد رموز عمالقة الفن العربي في عصره الذهبي؛ والذي يضم سيدة الغناء العربي أم كلثوم وفريد الأطرش وعبدالحليم حافظ.