في أول الردود على مقالاتي بطريقة رسائل الجوال أكد القارئ الجداوي حفظه الله أنه من الأفضل إلغاء كلمة للتواصل لأننا لا نحقق للقارئ ذلك وأيضاً لا نعطيه مساحة للرد.. وأقول له ولكل قارئ إن توقَّفَ تفاعلكم مع مقالاتنا توقفءنا واكتفينا بالقراءة وتصفح الإنترنت لأن القارئ وقود الكاتب.. واؤكد له ولغيره ان الكاتب يستمد طاقة الاستمرار من القارئ قبل أي شيء آخر.. واعتقد ان المساحة المتاحة للقارئ في الجريدة تؤكد ذلك حيث منتدى الكتاب حافل بروائعكم التي لا تقف عند تعزيز الكاتب سواء كان القارئ متفقاً أو مختلفاً إلى حد احياناً تأويل المقال بما لم يقله الكاتب كما فعل معي غير قارئ، والأكيد أن هؤلاء أيضاً يدخلون في منظومة المعززين لي ككاتبة بل أشعر تجاههم بالخجل أحياناً حين أشعر أن في دواخلهم ألماً وأملاً لم أدركهما أو أعبر عنهما..نعم كلماتنا أحياناً تعجز عن أن تعبر عن عمق ألم سيدة تنام جائعة، أو شاب يتقد طموحاً فيما نحن الكتاب نمارس الهدهدة على وزير أو قانون.. وإنسان يتلوى ألماً من أوجاع جسده ونحن فقط نطرح آلام وزارة الصحة بالعموم ولا ندخل في عمق الجرح.. أيضاً لا أجد ان القارئ أخطأ حين اختلف معي حين اكتفيت بلمس جرح يعاني منه لأن الإحساس بالظلم أقسى من الظلم نفسه ،والكاتب يرى الظلم ويكتب عنه والقارئ يشعر بالظلم ولا يكتب عنه... مفارقة تجعل الكاتب يفرح باستجابة القارئ وإن اختلف معه.. أقول للقارئ الجداوي: لا تبخل بتواصلك معنا وكل المساحات مفتوحة للقارئ والكاتب لا يتقد اشتعالاً الا بتفاعل القارئ معه بل وبعض أفكار مقالاتنا جاء من القارئ نفسه.. والأكيد ان القارئ يمثل النصف الأهم لاكتمال الكاتب.. ولعل منتدى الكتاب في الجريدة يمثل لكل كاتب إشراقة الشمس التي تضيء له يومه، بل إننا لا نكتب المقال القادم الا بعد التزود بوقود خاص لا يعرف طعمه الا الكاتب الذي يتزود من بئر القارئ سواء كان في منتدى الكتاب أو عبر الفاكس أو البريد الالكتروني أو الهاتف وغيرها من منابع التزود بوقود العطاء مرة اخرى لقارئ يستحق ان نستمر معه وله وإن اختلف معنا ولم تقنعه لغة حروفنا التي تأتي احياناً باردة اكثر من اللازم.. ولعل مع القارئ حقاً في نقدنا ولكن أيضاً معنا بعض الحق فيما نكتب وإن اختلف معنا القارئ لأن الرؤية تختلف باختلاف الإلمام بالحدث.. القارئ الكريم إن توقفَ عن الإمداد فلعل اكتفاءنا بالقراءة وتصفح الإنترنت أفضل من مقال لا يتحقق معه تفاعل القارئ.