يشهد معرض جدة للكتاب في نسخته الحالية حضورًا لافتًا لعدد من القنوات والمؤسسات الإعلامية الخليجية والعربية، في تأكيد على المكانة المتنامية التي باتت تحتلها معارض الكتاب في المشهد الثقافي والإعلامي بالمملكة. وفي هذا السياق، التقت «الرياض»، بالإعلامي عبد الله بن عامر اللويهي من وزارة الإعلام - تلفزيون سلطنة عُمان، الذي قدّم قراءة موسعة لانطباعاته حول المعرض والحراك الثقافي المصاحب له. وأكد اللويهي أن الكتاب ظل عبر العصور قيمة معرفية أصيلة وجزءًا لا يتجزأ من تكوين شخصية الإنسان، مشيدًا بالجهود التي تبذلها هيئة الأدب والنشر والترجمة في المملكة لدعم هذا الحراك الثقافي النوعي. وقال: إن ما يميز معارض الكتاب في المملكة هو خروجها من إطار العواصم التقليدي، حيث لم تعد الفعاليات مقتصرة على مدينة واحدة، بل باتت تجوب مختلف مناطق المملكة، وهو ما يمنحها بعدًا وطنيًا واسعًا ويعزز من حضور الثقافة في المجتمع. وأضاف أن تجربته مع معارض الكتاب في السعودية كانت لافتة ومؤثرة، بحكم متابعته الدائمة وشغفه بالكتاب، سواء من زاوية التغطية الإعلامية أو اقتناء الكتب وبناء مكتبته الشخصية. وأشار إلى أن هذه المعارض تتناغم بوضوح مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، التي أولت الثقافة مكانة محورية وجعلت منها رافدًا اقتصاديًا وتنمويًا، مؤكدًا أن ثمار هذا التوجه بدأت تظهر على أرض الواقع وستتضح أكثر في المدى القريب. وأوضح اللويهي أنه حرص على حضور مختلف نسخ معارض الكتاب في المملكة، من المدينةالمنورة إلى الرياض وصولًا إلى جدة، لافتًا إلى أن كل نسخة تحمل جديدها المختلف، سواء على مستوى التنظيم أو المحتوى. واعتبر أن الزيادة الملحوظة في أعداد الزوار تمثل مصدر فخر خليجي، وتعكس صورة المواطن السعودي بوصفه قارئًا ومثقفًا ومهتمًا بالمعرفة ومواكبة الجديد. وتطرق اللويهي إلى اتساع أفق المعرض ليشمل أبعادًا ثقافية واجتماعية وفنية، موضحًا أن معارض الكتاب في المملكة لم تعد تقتصر على عرض الكتاب فقط، بل أصبحت منصة تعكس الحراك الثقافي العام. واستشهد بما شهده المعرض في الأعوام السابقة من ارتباط بالموضوعات الوطنية، مثل تخصيص جناح للإبل خلال «عام الإبل»، بما تحمله من رمزية ثقافية واجتماعية لدى أبناء الخليج، وصولًا إلى «عام الحرف» هذا العام، الذي مثّل فرصة مهمة لربط الثقافة بالموروث التقليدي والحرفي. وختم اللويهي أن معارض الكتاب في المملكة، بما تمتلكه من خبرة تنظيمية ومهنية، باتت اليوم نموذجًا يُحتذى به خليجيًا، ليس فقط كمنصات لبيع الكتاب، بل كتظاهرات ثقافية وإعلامية متكاملة تسهم في تطوير العمل الإعلامي وتعزيز الشراكات المهنية.