يزداد الكلام في شارعنا الرياضي المحلي عن حظوظ منتخبنا الوطني في مونديال 2026، وإلى أي مدى في قدرته تجاوز العقبتين الأوروغواوية والإسبانية كمحطة أولى وثانية في المشوار، فهناك من يرى مشقة المهمة، لعامل الاختلاف الكبير والجاهزية التي يتمتع بها كلا المنتخبين، من دون إغفال قوة منتخب الرأس الأخضر الذي سيأتي كمحطة ثالثة في مباريات المجموعة الثامنة. الأوروغواويون والإسبانيون والرأس الأخضر يدركون أهمية تواجدهم في هذا الكرنفال العالمي، وما يجسده من قيمة ترسخ موقفهم ومنزلتهم بين المنتخبات العالمية، علاوة على أنهم يرونها فرصة سانحة لتعويض ما فاتهم في السابق، لإعادة تمركزهم من جديد. ومن دون أدنى شك في أن ذلك كله هي تطلعات وأهداف مشروعة لجميع المتنافسين بمن فيهم «أخضرنا»، الذي يستلزم عليه أيضاً اغتنام هذه المحطة المفصلية التي ستبدل التاريخ في حال لو ظفر في عبورها، وأعاد استكشاف نفسه بالتظاهرة الكروية العالمية الكبيرة. لن يكون هناك شيء مستحيل مع الساحرة المستديرة، وكم من النماذج الحاضرة والماضية التي بذلتها منتخبات غير بارزة كدروس وعبر، قدمت فيها أجمل تضحيات النشاط والعمل وسط تحديات بالغة وقاسية، وبين فرق قوية تكون النتيجة فيها محسومة تماماً، نظراً لعوامل الخبرة والكفاءة والقوة والتاريخ وغيرها، إلا أنه في المستطيل الأخضر انعكست تلك التحليلات وخرجت النتائج بغير الافتراضات والتنبؤات والأمنيات. أحدثت بعض المنتخبات شرفاً وسؤدداً على أكتاف نجوم الكرة اللامعة، الذين خرجوا محطمين في لحظات تاريخية، ظلت باقية في الذاكرة. وهي أحداث حصلت في نسخ زمنية متباعدة وعدلت شيئاً من خريطة الساحرة المستديرة، لكنها دروس نافعة وباعثة لاكتساب الإرادة والعزيمة وتهشيم المستحيل. ما يعنينا هنا أن نسير في الطريق نفسه الذي يجعل في استطاعتنا تذليل المستحيل، وإحراز الهدف منه، شريطة الأخذ بالدوافع والبواعث بعد دراستها والتأمل فيها من كل الاتجاهات وفي كل الجوانب، فليس قاعدة أساسية أن يتأهل الأقوى، إذ إنه بالإمكان الخروج عن هذه القاعدة البرجوازية التي تهدمت عندها أحلام الكثيرين، بسبب الهم النفسي وخيبة الأمل التي تصيب البعض في شبه هذه الحالات. قد يأتي التأهل للدور الثاني من خلال استراتيجية مدروسة يذهب نجاحها للأذكى من حيث التعامل والتعاطي مع تلك الثلاث المواجهات وما بعدها في حال التأهل، ذلك ارتكازاً إلى قاعدة النظير بالنظير، ثم كيفية استعمال الأدوات والأوراق المهيأة وفق مستلزمات كل مواجهة مع انتقاء الأسلوب الملائم لها، استناداً إلى عناصر القوة ومكامن التأثير لكل خصم؛ لذا فإن المباحثات والمطارحات التي تتعلق بالمدة الزمنية لمرحلة الإعداد وكيفيتها يجب ألا تتحول إلى جدالات وإشكاليات تدور حول الكمّ والكيف، بقدر ما يخصنا أن يؤسس الجهاز الفني أولوياته على الدراسات والمعارف السابقة لفحص قوة كل خصم، ثم العمل على توقيف مفعولها لتحقيق أهدافنا في الميدان الرياضي الأخضر. الوفد السعودي في القرعة