يواصل الاحتلال الإسرائيلي، منذ فجر أمس، تصعيده العسكري في عموم قطاع غزة المحاصر، عبر سلسلة غارات جوية وقصف مدفعي وعمليات نسف للمنازل والمباني السكنية، في وقت تشتد فيه الأوضاع الإنسانية قسوة في العاصفة الجوية والمنخفض الذي يضرب القطاع. مصادر محلية أفادت بأن طائرات الاحتلال شنت سلسلة غارات في مناطق انتشار جيشه في حي التفاح شرقي مدينة غزة، بالتوازي مع قصف مدفعي مكثف وعمليات نسف لمبانٍ شرق مدينة خانيونس، إضافة إلى استهدافات جوية في رفح ومناطق شرقي القطاع، وإطلاق نار متكرر في عدة محاور، لا سيما على جانبي ما يُعرف ب"الخط الأصفر". مصادر طبية محلية، أعلنت، صباح أمس، استشهاد الشاب محمد الأدهم (18 عامًا) برصاص الاحتلال في جباليا النزلة شمال قطاع غزة، فيما أطلقت طائرات مروحية إسرائيلية نيرانها شرق دير البلح وسط القطاع. إلى ذلك، حذّرت المديرية العامة للدفاع المدني بغزة الأهالي والنازحين الذين عادوا إلى منازل ومبانٍ سبق أن استهدفها الاحتلال من مخاطر الإقامة فيها، خاصة تلك التي تعاني من تصدعات بنيوية. وأوضحت المديرية أن طواقمها تعاملت، مع ثلاثة منازل تعرضت لانهيار جزئي في أحياء النصر وتل الهوا والزيتون، نتيجة الأمطار الغزيرة وتأثرها السابق بالقصف. وكانت تقارير محلية أفادت،باستشهاد 16 مواطنًا، بينهم 3 أطفال، جراء العاصفة وانهيار منازل متصدعة بفعل العدوان الإسرائيلي، في ظل غياب الحماية والإغاثة الكافية. سياسيًا وإنسانيًا، طالب الاتحاد الأوروبي بالسماح للمديرية العامة للمساعدات الإغاثية في الاتحاد الأوروبي بالدخول إلى قطاع غزة، في وقتٍ تواصل فيه سلطات الاحتلال التنصل من التزاماتها وعدم تنفيذ البروتوكول الإنساني وفق ما ينص عليه اتفاق وقف إطلاق النار. نصف مستشفيات غزة قال ممثل منظمة الصحة العالمية في الأرض الفلسطينية الدكتور ريك بيبركورن، إن غزة تشهد تحسنا طفيفا في توافر الرعاية الصحية، إلا أن القطاع لا يزال يعاني من تدهور حاد ونقص مستمر في الإمدادات والمعدات الطبية، فيما يفاقم فصل الشتاء مخاطر الأمراض والعدوى. وأوضح بيبركورن أن حوالي 50 % من مستشفيات غزة تعمل جزئيا، في حين لا يمكن الوصول إلى المستشفيات لنحو 37 ألف شخص في شمال القطاع. وأشار إلى أن بعض المستشفيات مثل الإندونيسي والعودة تقع خارج "خط وقف إطلاق النار"، بينما مستشفى الشهيد كمال عدوان يقع ضمن منطقة التنسيق، حيث حاولت المنظمة إنشاء مركز رعاية صحية هناك لكنها مُنعت، وتم تحديد موقع بديل في بيت لاهيا سيتم تفعيله قريبا. وفي مدينة غزة، عاد مستشفى الشفاء للعمل جزئيا كمستشفى رعاية صحية من الدرجة الثالثة، مدعوما بتجديد محطة تحلية المياه التي مكنت خدمات غسيل الكلى من العمل بكامل طاقتها. وأوضح ممثل المنظمة أن التحسينات في القطاع الصحي تعتمد على الإبداع المحلي، حيث يتم إعادة استخدام مواد من المباني المدمرة لتجديد المستشفيات. لكن بيبركورن شدد على أن نقص الإمدادات والمعدات الطبية والأدوية الأساسية مستمر في جميع المجالات الحيوية، بما في ذلك أمراض القلب وزراعة الكلى والعلاج الكيميائي وجراحة العظام. ولفت إلى أن 50 % من الأدوية المدرجة في قائمة الأدوية الأساسية إما معدومة أو شبه معدومة. وأضاف أن خدمات التصوير الطبي وقسطرة القلب وعلاج الأورام لا تزال شحيحة، مع وجود جهازين فقط للتصوير المقطعي المحوسب لتغطية احتياجات أكثر من مليوني نسمة. وفيما يتعلق بالظروف المعيشية، حذر بيبركورن من أن فصل الشتاء يجعل السكان أكثر عرضة للأمراض في ظل تدهور أنظمة المياه والصرف الصحي وظروف الإيواء المزرية. وأشار إلى وفاة ما لا يقل عن 10 أشخاص خلال 24 ساعة بسبب الأمطار الغزيرة، وارتفاع خطر التهابات الجهاز التنفسي الحادة. وأكد أن منظمة الصحة العالمية قامت بإجلاء 25 مريضا و92 مرافقا إلى دول أوروبية هذا الأسبوع، ليصل إجمالي المرضى الذين تم إجلاؤهم منذ أكتوبر 2023 إلى 10,645 مريضا، بينهم 5,632 طفلا، فيما لا يزال أكثر من 18,500 مريض بحاجة إلى الإجلاء الطبي. ودعا بيبركورن الدول إلى استقبال المزيد من المرضى واستئناف عمليات الإجلاء إلى الضفة الغربيةوالقدسالشرقية فورا. تهجير الفلسطينيين في تصعيدٍ خطير يعمّق فصول النكبة المستمرة، يواصل الاحتلال الإسرائيلي سياساته الممنهجة المتمثلة بالتهجير القسري وهدم المنازل ومنع الفلسطينيين من البناء والحياة، في محاولة لفرض وقائع ديموغرافية جديدة في ظل صمت دولي مريب. مؤخرا، أعلنت الأممالمتحدة عن تهجير أكثر من ألف فلسطيني منذ مطلع العام الجاري في المنطقة التي يصنفها الاحتلال (ج)، بالضفة الغربيةالمحتلة، وفق ما أكد فرحان حق، نائب متحدث الأمين العام للأمم المتحدة، خلال مؤتمر صحفي. واستنادًا إلى بيانات أممية، قال حق إنه "منذ بداية العام، تم تهجير أكثر من ألف شخص في المنطقة (ج) التي تشكل حوالي 60 بالمئة من الضفة الغربية، وهي منطقة تحتكر فيها إسرائيل تقريبًا سلطة إنفاذ القانون والتخطيط والبناء". وأوضح أن معظم الفلسطينيين الذين جرى تهجيرهم هدمت منازلهم بحجة عدم امتلاكهم تراخيص بناء، وهي تراخيص من شبه المستحيل حصول الفلسطينيين عليها. وأشار المتحدث الأممي إلى أن هذا المستوى من التهجير يمثل "ثاني أعلى معدل سنوي" يسجل منذ عام 2009. وتنفذ قوات الاحتلال بشكل متكرر عمليات هدم لمنازل ومبان في الضفة الغربيةالمحتلةوالقدسالمحتلة، بدعوى أنها "غير مرخصة". وتشير معطيات رسمية إلى أن سلطات الاحتلال تمنع الفلسطينيين من البناء أو العمل الزراعي في منطقة "ج"، فيما تكاد عملية الحصول على تراخيص بناء للفلسطينيين هناك تكون مستحيلة. وفي السياق، كشف تقرير صادر عن الأمين العام للأمم المتحدة أن التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربيةالمحتلة بلغ مستوى قياسيا خلال عام 2025، هو الأعلى منذ بدء الأممالمتحدة مراقبة هذه الظاهرة بشكل منهجي عام 2017. وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن مؤشرات الاستيطان وصلت هذا العام إلى أعلى مستوياتها، موضحا أنه تم تقديم أو الموافقة على أو فتح مناقصات لنحو 47,390 وحدة استيطانية، مقارنة بنحو 26,170 وحدة في عام 2024، في زيادة وصفها بالواضحة مقارنة بالسنوات السابقة. وأشار التقرير إلى أن متوسط عدد الوحدات الاستيطانية التي تم تسجيلها سنويا بين عامي 2017 و2022 بلغ نحو 12,800 وحدة. وأدان غوتيريش التوسع المستمر للاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية، بما فيها القدس، معتبرا أنه يؤجج التوترات، ويمنع الفلسطينيين من الوصول إلى أراضيهم، ويهدد إمكانية قيام دولة فلسطينية مستقلة وديمقراطية ومتصلة جغرافيا وذات سيادة كاملة. وشدد الأمين العام على أن هذه الممارسات تكرس الاحتلال الإسرائيلي غير الشرعي، وتنتهك القانون الدولي وحق الفلسطينيين في تقرير المصير، مجددا دعوته إلى الوقف الفوري لكافة الأنشطة الاستيطانية. وبحسب التقرير، يعيش حاليا أكثر من 500 ألف مستوطن إسرائيلي في الضفة الغربية، باستثناء القدس، في مستوطنات تعتبرها الأممالمتحدة غير قانونية بموجب القانون الدولي، وسط نحو ثلاثة ملايين فلسطيني. كما أعرب غوتيريش عن قلقه إزاء الزيادة المقلقة في عنف المستوطنين، مشيرا إلى وقوع هجمات تتم أحيانا بحضور أو بدعم من قوات الاحتلال. وفي السياق ذاته، حذر التقرير من التصعيد المستمر في أعمال العنف والتوترات في الضفة الغربية، متطرقا إلى عمليات نفذتها قوات الاحتلال وأسفرت عن ارتقاء شهداء، إضافة إلى نزوح سكان وتدمير منازل وبنى تحتية. شرعنة 19 مستوطنة صادقت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، على طلب الوزير المتطرف بحكومة الاحتلال بتسلئيل سموتريتش تنظيم 19 مستوطنة بالضفة الغربيةالمحتلة. وقالت القناة 14 الإسرائيلية، إن المجلس الوزاري المصغر صدق على تنظيم 19 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية. وأبرز المستوطنات القائمة "غانيم" و"كاديم"، اللتان جرى إخلاؤهما عام 2005، بالتزامن مع تفكيك المستوطنات في قطاع غزة. بدوره، قال الأمين العام للمبادرة الوطنية مصطفى البرغوثي إن إقرار الكابينت الإسرائيلي لمشروع المستوطن الفاشي سموتريتش إنشاء 19 مستوطنة استيطانية جديدة على أراضي فلسطينية مسروقة من الفلسطينيين في الضفة ودون اعتراض من مايسمى المعارضة الإسرائيلية، يؤكد أن المنظومة الصهيونية بكاملها مشاركة في خرق القوانين الدولية وتنفيذ مشروع الاستعمار الاستيطاني الإحلالي. وأضاف أن الحديث عن الدولة الفلسطينية وما يسمى " حل الدولتين" دون فرض عقوبات رادعة على حكومة الاحتلال والاستيطان لا قيمة له، بل يستخدم كغطاء لمنح الوقت لمشروع ضم الضفة الغربية وتهويدها. في سياق متصل جرّفت قوات الاحتلال الإسرائيلي،أمس، مئات أشجار الزيتون في سهل ترمسعيا شمال رام الله وسط الضفة الغربيةالمحتلة. وقالت منظمة البيدر الحقوقية إن مئات أشجار الزيتون في سهل ترمسعيا شمال رام الله تعرضت لعمليات تجريف إسرائيلية واسعة، ما ألحق أضرارًا بالمزارعين وهدد محاصيلهم. وأوضحت أن هذه الأعمال تأتي ضمن سلسلة إجراءات تستهدف الأراضي الفلسطينية. وشددت على أن استمرارها يشكل انتهاكًا واضحًا لحقوق المزارعين وحقهم في الأرض. ودعت منظمة البيدر المجتمع الدولي للتدخل لحماية الأراضي ومنع تكرار التجاوزات. المجلس الوطني رحب المجلس الوطني الفلسطيني باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة مشروع القرار الذي يلزم "إسرائيل" بتمكين الوصول الإنساني الكامل إلى قطاع غزة واحترام مقار الأممالمتحدة وضمان التزامها بالقانون الدولي. وأكد رئيس المجلس روحي فتوح في بيان، أن التصويت الواسع يعكس موقفًا دوليًا ثابتًا يدعم وكالة "أونروا" ويجدّد الاعتراف بولايتها القانونية ودورها الرئيس في حماية اللاجئين الفلسطينيين وتقديم الخدمات الأساسية لهم في ظل الظروف الاستثنائية الحالية. وأشار إلى أن القرار الأممي يستند إلى الرأي الاستشاري الأخير لمحكمة العدل الدولية الذي شدد بوضوح على مسؤوليات "إسرائيل" القانونية وضرورة احترامها لواجباتها بوصفها قوة احتلال. ولفت إلى أن هناك تصعيدًا وارتفاعًا خطيرًا في مستوى إجرام الاحتلال والتطهير العرقي وتفاقم الوضع الإنساني داخل الأرض الفلسطينية المحتلة. وطالب فتوح جميع الدول بمواصلة دعم "أونروا" باعتبارها الجهة الدولية المخوّلة بتوفير الإغاثة والخدمات الصحية والتعليمية والمعيشية للاجئين، وبما يضمن استمرار الاستجابة للأوضاع الإنسانية المتدهورة بالأرض الفلسطينية المحتلة، وخاصة في قطاع غزة. المصادقة على بناء مستوطنات في الضفة الاحتلال يواصل هدم منازل الفلسطينيين بالضفة