تعتبر بداية العام الدراسي محطة مفصلية في حياة الأسر، خاصة تلك التحديات التي تتعلق بتعليم أبنائهم.. في قصة تحدٍ ملهمة تحت عنوان "النمو للجميع" نجد نموذجاً حياً بين التقييم الأكاديمي المبدئي وبين حدس الوالدين وإيمانهم العميق بقدرات أطفالهم. تبدأ الحكاية بمشاعر إنسانية صادقة، حيث تصف الأم ذهابها إلى المدرسة في مطلع العام وهي تحمل قلباً ممتلئاً بالخوف والقلق.. وحاملة معها رغبة ملحة في تسجيل ابنها في الصف الأول الابتدائي. لم يكن الطريق مفروشاً بالورود؛ فقد واجهت الأم تحديات ومخاوف تتعلق بتأخر الطفل لغوياً بشكلٍ طفيف وضعف في الانتباه والإدراك، ولكن أظهرت المديرة مرونة تربوية؛ فحين لاحظت حاجة الطفل لبعض المهارات، لم تغلق الباب، بل استجابت لثقة الأم وقررت منح الطفل فرصة عادلة عبر فترة تجربة كانت هي الاختبار الحقيقي لقدراته، وهنا جسدت المديرة دور القائد التربوي الناجح من خلال تحويل التحدي إلى فرصة، حيث وافقت على دمج الطفل في بيئة الصف الأول، مما يعكس إيمان القيادة المدرسية بأن دورها الأساسي هو تمكين الطفل وتوفير احتياجاته. ولقد كانت هذه الفترة هي الاختبار الحقيقي لنظرية "النمو للجميع" وبفضل قرار المديرة بمنح هذه الفرصة العادلة، تضافرت جهود المدرسة مع إيمان الأسرة، مما أتاح للطفل اكتساب أكبر قدر من المهارات وتجاوز التوقعات، ليثبت أن الإنجاز في المدرسة يبدأ بالفعل من حكمة القائد وقدرته على الاحتواء. إن النتائج التي تحققت لم تكن مجرد نجاح عابر، بل وصفاً لمشاعر الأم بأنها.. فوزاً حقيقاً وتمكيناً من القائد التربوي فقد استطاع الطفل أن يتجاوز التوقعات المتشائمة، حيث "اجتاز الصف الأول الابتدائي، بل وبدأ يتفوق في بعض المهارات. هذا التحول الجذري يحمل في طياته درساً تربوياً عميقاً يتجاوز حالة فردية واحدة؛ فهو يقدم برهاناً للجميع بأن الإيمان الحقيقي بقدرات الطفل وأنه قادر على التطور هو الأساس لأي عملية تعليمية ناجحة. يؤكد لنا هذا بشكل صريح أن الإنجاز في المدرسة يبدأ من القائد.. فهذا القائد هو حجر الزاوية في تحويل التحديات إلى فرص. وتتجلى مهمته الأساسية ليس في تصنيف الطلاب فحسب، بل في "تمكين الطفل وتوفير احتياجاتهم وأن القائد التربوي الناجح هو الذي يدرك أن دوره يتجاوز الجدران الأكاديمية، ليركز على "إكساب الطالب أكبر قدر من المهارات التي يستطيع أن يتعلمها ليمارسها في حياته اليومية" مما يجعل من المدرسة بيئة حاضنة للنمو الشامل وليست مجرد محطة للتقييم. في الختام، يتبين لنا أن جوهر العملية التربوية والقيادة المدرسية يجب أن ينصب على تمكين الطفل وتوفير احتياجاته ويمكن القول: إن الهدف الأسمى للتعليم، كما تظهره هذه التجربة، هو إكساب الطفل "أكبر قدر من المهارات التي يستطيع أن يتعلمها ليمارسها في حياته اليومية. لقد أثبتت هذه القصة أن النظرة الثاقبة للأهل، المقرونة بالفرصة العادلة من المدرسة، هي المفتاح السحري لإطلاق الطاقات الكامنة. ونقف هنا على مثال توضيحي: أنه ممكن تشبيه قدرات هذا الطفل بالبذرة التي تمتلك غلافاً سميكاً؛ قد يظن المزارع للوهلة الأولى أنها لن تنبت ويجب استبعادها، ولكن المطر (إيمان الأم) والتربة الصالحة (فرصة التجربة) أثبتت أن بداخل هذا الغلاف القاسي حياة كاملة قادرة ليس فقط على النمو، بل على الازدهار والتفوق على بقية النباتات في الحقل.