بعد مرور عشر جولات فقط من دوري روشن هذا الموسم، يجد نادي الفتح نفسه في واحدة من أكثر البدايات صعوبة منذ سنوات، وسط تراجع واضح في النتائج والأداء، ما أثار العديد من علامات الاستفهام لدى جماهير الفريق ومتابعيه، ولم ينجح الفتح في تحقيق الاستقرار الفني ولا النتائج الإيجابية التي اعتاد عليها في المواسم الأخيرة، فبدلًا من المنافسة على المراكز المتقدمة أو على الأقل الوجود في المنطقة الدافئة، بات الفريق قريبًا من مراكز الخطر، مع سلسلة نتائج سلبية وضعف في الفاعلية الهجومية والدفاعية. يواجه الفريق هذا الموسم عدة تحديات، أبرزها تذبذب المستوى الدفاعي وعدم القدرة على إنهاء المباريات بدون أخطاء مكلفة، وعقم هجومي رغم وجود عناصر قادرة على صناعة الفارق، إلا أن غياب التنظيم وغياب الحسم كان واضحًا، وعدم ثبات التشكيل وتعدد التغييرات الفنية التي أثرت على انسجام اللاعبين. الفتح هذا الموسم فقد نقاطًا سهلة أمام فرق كانت في المتناول، كما فشل في استثمار عاملي الأرض والجمهور، وهو ما لم يكن معتادًا في السنوات الماضية عندما كان الفريق يفرض نفسه كمنافس مزعج لأغلب الأندية. في المواسم الأخيرة، حافظ الفتح على حضور مستقر في منتصف الجدول، وقدم مباريات كبيرة أمام الكبار، لكن هذا الموسم ظهر الفريق بوجه مختلف تمامًا: عدد النقاط بعد عشر جولات هو الأقل خلال آخر 5 - 6 سنوات، الفريق سجل أقل معدل تهديفي خلال الفترة نفسها، تصاعد الشكوك حول قدرة الفريق على العودة ما لم يحدث تغيير جذري. جماهير الفتح عبّرت عن استيائها من الوضع الحالي، لكنها ما زالت تأمل أن تنجح إدارة النادي والجهاز الفني في إعادة الفريق للطريق الصحيح، خصوصًا مع وجود عناصر مميزة يمكن استثمارها بشكل أفضل. ما يقدّمه الفتح هذا الموسم يعد بلا شك الأسوأ منذ سنوات طويلة، ليس فقط من ناحية النتائج، بل من حيث الصورة الفنية العامة. ومع تبقي وقت كافٍ لتدارك الوضع، فإن الاستفادة من فترة التوقف وتصحيح الأخطاء هو السبيل الوحيد لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل أن يدخل الفريق في دوامة صعبة. في المواسم السابقة، كان الفتح غالبًا فريقًا وسطًا لا ينافس على القمة، لكن يتجنب القاع، ويحقق نتائج محترمة أحيانًا أمام الفرق الكبيرة. هذا الوضع تغيّر من الاستقرار في منتصف الجدول إلى الاقتراب من مراكز الهبوط، من تسجيل أهداف وفرص إلى معاناة واضحة في الهجوم، من دفاع يقبّل الأهداف أحيانًا، إلى دفاع منهار تقريبًا بأخطاء متكررة. إذا استمر الوضع كما هو، الفتح يُخاطر بأن يكون أحد مهددي البقاء هذا الموسم. يبدو أن المشكلة ليست فقط فنية (تشكيل، خطط، أداء) بل إدارية وتنظيمية أيضًا: تغييرات متكررة، ربما ضعف في الدعم المعنوي، أو نقص في الإعداد، ولاعبو الفتح بحاجة إلى استعادة الثقة وهذا يتطلب قيادة فنية ثابتة وتحفيزًا حقيقيًا، ومن الضروري أن تعيد الإدارة تقييم الفريق: هل الاستثمار الحالي كافٍ؟ هل هناك مواهب محلية / أجنبية تُضيف؟ وهل هناك خطة واضحة للبقاء أو البناء للمستقبل؟، رالجماهير وهي جزء أساسي بحاجة إلى إشارات أمل نتائج إيجابية، تحسن في الأداء ولو تدريجيًا، شفافية من الإدارة، وخطة واضحة للخروج. الفتح يعيش بلا مجاملة واحدًا من أسوأ مواسمه في تاريخه الحديث. الأرقام تقول ما تقول مركز متأخر في الترتيب، تهديف ضعيف، دفاع هش، وفارق تاريخي مقارنة بالمستوى المعتاد، إذا لم يحدث تدخل فعّال سواء بتغييرات فنية أو إدارية أو نفسية فإن خطر الهبوط يصبح واقعيًا، وليس تهديدًا نظريًا.