تواصل المملكة العربية السعودية دورها الريادي في تحقيق الرخاء الاقتصادي العالمي المستدام برفد بلايين سكان العالم بوقود التنمية والازدهار، من بلايين البلايين من براميل النفط الخام السعودي اليومية المتفرد بتنوع خاماته من الخفيف مرورا بالدرجات المتوسطة إلى الثقيلة الملبية لشتى احتياجات العالم من الطاقة السعودية بمواردها الامنة الموثوقة، إذ يثني العالم على حسن إدارة البلادة لثرواتها الطبيعية من النفط الخام والغاز الطبيعي والمعادن وتنظيم انتاجها وامداداتها واستهلاكها بما يضمن مخزونات واحتياطيات مستقرة مستدامة بما يخدم مصالحها ومصالح الاقتصاد العالمي برمته. واليوم وفي سوريا، تثبت المملكة على مر التاريخ بأنها اللاعب الرئيس في مظاهر التنمية الحضارية التي يشهدها العالم بقوة إمدادات وقودها لرفد البشرية وتمكين بلايين سكان كوكب الأرض من ركب عجلة التطور والازدهار والنهضة التكنولوجية بفضل أمن إمدادات الطاقة التي تقودها المملكة. تعمل المملكة على تعزيز الاقتصاد السوري من خلال الدعم الذي قدمته في مجال الطاقة وتسليم شحنات المنحة النفطية البالغة 1,650 مليون برميل حيث ستستفيد الحكومة السورية من المنحة في بيع الوقود وتستخدم عوائد بيعه في إعادة شراء النفط من جديد ومن ثم إعادة بيعه، مما يعزز الاستدامة من خلال إيجاد مصدر مالي دائم يستفاد منه بشكل مستمر. وفي تصريح للصحفيين، بين نائب الرئيس التنفيذي للشركة السورية للبترول أحمد قبه جي، أن ميناء بانياس استقبل الشحنة الثانية والأخيرة من المنحة السعودية المقدمة لسوريا بكمية مليون برميل، بعد أن وصلت شحنة سابقة بحمولة نحو 650 ألف برميل. وتسهم هذه المنحة في دعم الاحتياجات المحلية وتحسين واقع الكهرباء، وتعزيز التعاون الاقتصادي والتنموي بين السعودية وسوريا، حيث سيتم تكرير النفط الخام لتوفير المواد النفطية اللازمة لتشغيل محطات توليد الكهرباء، ما ينعكس إيجاباً على ساعات تزويد التيار الكهربائي للمواطنين والقطاعات الحيوية، ودعم عجلة الإنتاج الصناعي والزراعي، والمساهمة في دعم توفير المشتقات النفطية من المازوت والبنزين. وفي ال 17 من الشهر الجاري وصلت ناقلة النفط السعودية بيتالديدي إلى ميناء بانياس البحري تحمل 650 ألف برميل من النفط الخام، بموجب مذكرة التفاهم بين سوريا والسعودية، والتي تمنح بموجبها الرياضدمشق مليون و650 ألف برميل من النفط الخام. يأتي تسليم هذه الشحنة للجانب السوري إنفاذًا للتوجيهات الكريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله-. وكانت المملكة العربية السعودية، ممثلة في الصندوق السعودي للتنمية، والجمهورية العربية السورية، ممثلة في وزارة الطاقة السورية، قد وقعتا في 11 سبتمبر الماضي، اتفاقية تقديم المنحة التي يتم تنفيذها ومتابعتها بإشراف وزارة الطاقة في المملكة؛ للإسهام في تعزيز تشغيل المصافي السورية وتحقيق الاستدامة التشغيلية والمالية، لدعم تنمية الاقتصاد ومواجهة التحديات الاقتصادية في سوريا، وتمكين القطاعات الحيوية فيها من النمو، ودعم الجهود الوطنية والدولية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة. وتعكس المنحة جهود المملكة للإسهام في تحسين الظروف المعيشية للشعب السوري الشقيق انطلاقًا من العلاقات الوثيقة بين البلدين. وأعلن وزير الطاقة محمد البشير وصول الدفعة الثانية والأخيرة من المنحة السعودية النفطية لسوريا، والمقدَّرة بمليون برميل نفط ليبلغ إجمالي الشحنة مليوناً وستمائة وخمسين ألف برميل. وقال البشير في منشور عبر منصة (X): "أتقدّم بجزيل الشكر والامتنان إلى المملكة العربية السعودية قيادةً وحكومةً وشعباً على هذا الدعم الكريم الذي يعكس عمق الروابط الأخوية بين بلدينا الشقيقين". يذكر أن سوريا وقعت مع السعودية مذكرة تفاهم لمنحها مليوناً و650 ألف برميل من النفط الخام، بهدف دعم الاحتياجات المحلية، وتعزيز التعاون الاقتصادي والتنموي بين البلدين الشقيقين. وقالت وكالة الأنباء السورية "سانا": إن "الشحنات تهدف إلى دعم الاحتياجات المحلية، وتعزيز التعاون الاقتصادي والتنموي بين البلدين". وقال أحمد قبه جي، نائب الرئيس التنفيذي للشركة السورية للبترول: إن الشحنة التي تم تسلمها تقدر ب 650 ألف برميل من النفط الخام، وأشار أن الدفعة الثانية والتي تقدر بمليون برميل وصلت يوم 23 من الشهر الجاري، وسيتم تكريرها بمصفاة بانياس النفطية. تتخذ المملكة مكانة استراتيجية مؤثرة على خارطة العالم المغيّرة لمشهد الطاقة العالمي، المتطلعة لتصبح البلد الأقوى في صناعة الطاقة المتكاملة في العالم بما في ذلك الهيمنة في صناعة النفط والغاز والتكرير والكيميائيات والطاقة المتجددة والنظيفة، لتصبح الرياض بوصلة الحلول لاضطرابات سوق الطاقة العالمي، والقائدة لأكبر التحالفات المنظمة لإمدادات النفط العالمية المواكبة لمصالح المنتجين والمستهلكين على حد سواء. وتصنف شركة أرامكو السعودية كأكبر منتج ومصدر لإمدادات الطاقة الموثوقة للعالم، والأسرع نموًا في تحولات الطاقة، والأكبر حيازة لعدد من أكبر آبار النفط والغاز في العالم، والأكبر في مشاريع المنبع والمصب، وتعمل الشركة على تحديد الحقول التي يمكن زيادة إنتاجها من خلال الاستخلاص المعزز للنفط، وذلك عندما يبدأ تشغيل مركز جديد لالتقاط الكربون بقدرة 9 ملايين طن متري سنوياً في المجمع الصناعي بالجبيل في عام 2027.