تواجه الهدنة الموقعة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية اختباراً جديداً مع إعلان حركة حماس عزمها إعادة جثمان أسير إسرائيلي، في خطوة تأتي ضمن اتفاق وقف إطلاق النار الهش الذي تم التوصل إليه الشهر الماضي، رغم استمرار الضربات الإسرائيلية على غزة وارتفاع أعداد الضحايا الفلسطينيين وتبادل الاتهامات بانتهاك التفاهمات. وتشير هذه التطورات مجتمعة إلى أن البطء المتزايد في تنفيذ بنود الهدنة،، يضع الاتفاق في دائرة الخطر، ويزيد من احتمالات انهياره في ظل استمرار الاتهامات المتبادلة، واستمرار العمليات المحدودة، وتفاقم الأزمة الإنسانية التي تزداد قسوة مع كل يوم تأخير. مخيم النصيرات وقالت حماس، إنها عثرت على الجثمان مطلع الأسبوع في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، فيما أعلنت حماس عبر منصة تليجرام أن تسليم الجثمان سيتم للجنة الدولية للصليب الأحمر، في إطار العملية الجارية لإعادة رفات الرهائن منذ بدء الهدنة في 10 أكتوبر. وحتى الآن، أطلقت الفصائل جثامين 25 رهينة، بينما يُعتقد أن ثلاثة لا يزالون داخل غزة. ومع ذلك، تسير العملية بوتيرة متباطئة، مما يضع اتفاق وقف إطلاق النار على المحك. وتؤكد حماس أن الوصول إلى كامل الرفات متعذر بسبب دفن العديد منها تحت أنقاض القصف الإسرائيلي المستمر منذ عامين، في حين تتهم إسرائيل الفصائل بإبطاء التسليم، ملوّحة باستئناف العمليات العسكرية أو تقييد المساعدات الإنسانية إن لم تتم إعادة جميع الجثامين وفق الجدول المتفق عليه. واعتبر مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في بيان، أن التأخير يمثل انتهاكاً واضحاً للهدنة. معدات الفحص وفي المقابل، أعادت إسرائيل منذ بدء الهدنة جثامين 330 فلسطينياً إلى قطاع غزة. غير أن عملية تحديد الهوية تواجه تحديات كبيرة نتيجة غياب معدات فحص الحمض النووي لدى السلطات الصحية في القطاع، ما أدى إلى التعرف على 95 جثة فقط حتى الآن، بحسب وزارة الصحة في غزة. وتؤكد الوزارة أن سجلاتها الطبية المفصلة تحظى بثقة خبراء مستقلين، بينما لم تقدم إسرائيل أي بيانات إضافية حول هويات الجثامين التي أعيدت. الأمطار الغزيرة ومع استمرار الجهود لإدارة ملف الرفات، كانت العائلات في غزة تواجه سلسلة من الأزمات المتلاحقة، أبرزها الأمطار الغزيرة التي أدت إلى تشريد الآلاف مجدداً وتعريضهم لظروف مناخية قاسية. وقد كشفت هذه الأمطار ضعف البنية التحتية في القطاع وتدهور الأوضاع الإنسانية الحادة لملايين السكان. وعلى الرغم من دخول المساعدات بشكل تدريجي، فإن المنظمات الإنسانية، ومنها مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، تحذر من نقص السلع الأساسية مثل الغذاء ومستلزمات الشتاء، مطالبة بتوسيع نطاق المساعدات وتخفيف القيود المفروضة عليها. تهديد واسع ويستمر سياق الحرب في تشكيل خلفية ضاغطة على الهدنة. فقد بدأت المواجهة عقب هجوم حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، الذي أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص وأسر أكثر من 250 رهينة، وأعيد معظمهم — أحياء أو رفاتاً — بموجب تفاهمات متعددة. وعلى الجانب الآخر، أعلنت وزارة الصحة في غزة أن حصيلة القتلى الفلسطينيين بلغت 69.775 وإصابة 170.863 منذ بدء الهجوم الإسرائيلي، مع التأكيد على أن النساء والأطفال يشكلون غالبية الضحايا. ورغم دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، فإن سقوط الضحايا لم يتوقف. فقد قالت وزارة الصحة في غزة الثلاثاء، إن القوات الإسرائيلية قتلت ثلاثة أشخاص شرقي خان يونس في أحدث حادثة منذ سريان الهدنة الشهر الماضي، كما انتُشل 14 جثماناً من تحت الأنقاض خلال ال24 ساعة الماضية. ووفق البيانات الرسمية، فإن عدد الفلسطينيين الذين قُتلوا منذ بدء الهدنة ارتفع إلى 345 شخصاً. استمرار تبادل الاتهامات بين الطرفين بعرقلة الاتفاق ارتفاع عدد الضحايا الفلسطينيين رغم وقف إطلاق النار صعوبة الوصول إلى الرفات المدفونة تحت الأنقاض تهديدات باستئناف العمليات العسكرية في حال استمرار التأخير أزمة إنسانية متصاعدة نتيجة الأمطار ونقص المساعدات