وصل نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس إلى إسرائيل في زيارة تهدف إلى تثبيت وقف إطلاق النار الهش في قطاع غزة، وسط ضغوط دولية لتفعيل المرحلة الثانية من الخطة الأمريكية للسلام. وتأتي الزيارة في ظل توترات ميدانية، واتهامات متبادلة بخرق الاتفاق، وتزايد المطالب الإنسانية في القطاع المنهك بالحرب. محاولات تثبيت الهدنة ويبدأ فانس جولته بلقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وعدد من كبار المسؤولين الإسرائيليين، على أن تمتد زيارته حتى الخميس، في إطار جهود أمريكية حثيثة لإبقاء وقف إطلاق النار قائمًا رغم هشاشته. وتزامنت زيارته مع وجود مبعوثي البيت الأبيض ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر في تل أبيب، حيث التقيا فانس فور وصوله لبحث آليات تطبيق الاتفاق وضمان التزام الطرفين. ومن المقرر أن يجتمع فانس بعائلات الرهائن الذين لا يزالون داخل غزة، إضافة إلى بعض المفرج عنهم مؤخرًا. وأعلنت حركة حماس أنها استعادت رفات رهينتين آخرين وتستعد لتسليمهما، في خطوة يُنظر إليها كمؤشر على استمرار قنوات التواصل غير المباشر مع الوسطاء. ضغوط إقليمية وبالتوازي مع التحركات الأمريكية، وصل رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد إلى إسرائيل لمناقشة التفاصيل التنفيذية للهدنة، ما يعكس رغبة القاهرة في الحفاظ على دورها المحوري في الوساطة. وتركز الاجتماعات على بدء المرحلة الثانية من الخطة الأمريكية، التي تتضمن ترتيبات أمنية وتوسيع إدخال المساعدات. وأكد خليل الحية، كبير مفاوضي حركة حماس من القاهرة، التزام الحركة بإنهاء الحرب بشكل دائم، مشيرًا إلى أن إسرائيل التزمت جزئيًا بإدخال المساعدات، فيما دعا إلى زيادة الإمدادات قبل حلول الشتاء. تسليم جثامين الرهائن وأكدت إسرائيل تسلم جثمان تال حايمي، أحد المفقودين منذ هجوم السابع من أكتوبر 2023. وبحسب الاتفاق القائم، تسلم حماس رفات الرهائن مقابل إعادة جثامين فلسطينيين من الجانب الإسرائيلي، حيث بلغ إجمالي ما تم تسليمه حتى الآن 165 جثة. وتنتظر إسرائيل تسليم رفات 15 رهينة إضافية في الأيام المقبلة. تصاعد الأسعار ورغم ارتفاع حجم المساعدات الواصلة إلى غزة، إلا أن الأزمة الاقتصادية تتفاقم. فقد أعلن برنامج الغذاء العالمي عن إرسال أكثر من 530 شاحنة خلال عشرة أيام، لكنها تظل أقل من نصف المعدل اليومي قبل الحرب. وتحدث سكان محليون عن ارتفاع كبير في أسعار المواد الأساسية، ما دفع سلطات حماس إلى مداهمة عدد من المتاجر وإغلاقها لإجبار التجار على خفض الأسعار. السجون الإسرائيلية وفي تطور مثير للجدل، أعلن مسؤولون صحيون في غزة أن بعض الجثث التي أعادتها إسرائيل تحمل آثار تعذيب، بينها ربط بالأغلال وحروق وجروح عميقة، مطالبين بتحقيق من الأممالمتحدة. ولم تؤكد إسرائيل صحة هذه المزاعم، بينما نفت مصلحة السجون الإسرائيلية أي إساءة معاملة للمعتقلين الفلسطينيين، مؤكدة أنها توفر «ظروفًا إنسانية ملائمة» ورعاية طبية للمحتجزين. ولطالما يتعرض الفلسطينيون داخل السجون الإسرائيلية لأنماط متعددة من التعذيب الجسدي والنفسي الممنهج، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني واتفاقية مناهضة التعذيب. فبحسب منظمات حقوقية، تشمل أساليب التعذيب الضرب المبرح، الحرمان من النوم والطعام، التعريض للبرد أو الحر الشديد، والاحتجاز في أوضاع مؤلمة لفترات طويلة. كما يُمارس التعذيب النفسي عبر التهديد بإيذاء أفراد العائلة، والعزل الانفرادي المطوّل الذي يمتد أحيانًا لأشهر. حصيلة الحرب وأدت الحرب المستمرة منذ هجوم حماس في أكتوبر 2023 إلى مقتل أكثر من 68 ألف فلسطيني، وفقًا لوزارة الصحة في غزة، التي تؤكد أن سجلاتها موثقة ومعترف بها من قبل الأممالمتحدة. خطوات واشنطن للوصول إلى المرحلة الثانية: تثبيت وقف إطلاق النار وضمان التزام الطرفين به. توسيع إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة. استئناف المفاوضات حول تبادل الأسرى والجثامين. إطلاق مسار سياسي نحو تسوية دائمة للصراع.