شهدت إسرائيل، أمس (الاثنين)، تصعيداً أمنيًا واسعًا على خلفية حادث إطلاق النار في حي راموت شمال القدس، الذي أسفر عن مقتل 7 أشخاص وإصابة 15 آخرين، بينهم 5 في حالة حرجة. وقد وصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى موقع الحادث، مؤكدًا أن إسرائيل "في حالة حرب على الإرهاب في غزةوالقدس وغيرهما"، متوعدًا باتخاذ إجراءات أكثر تشدداً بحق المخربين وداعميهم. وفي التفاصيل، صعد مطلقو النار إلى إحدى الحافلات، وأطلقوا النار على الركاب، قبل أن ترد الشرطة الإسرائيلية وتعلن"القضاء على الشخصين المنفذين". وأغلقت القوات جميع مداخل القدس، بينما عزز الجيش الإسرائيلي وجوده في الضفة الغربية، محاصراً عدة مناطق في ضواحي رام الله، ومداهمًا منزل أحد منفذي العملية في قرية قطنّه شمال غرب القدس. وإلى جانب نتنياهو، شدد وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر على أن بلاده"في حالة حرب ضد الإرهاب"، متهمًا السلطة الفلسطينية بالتحريض، وداعياً الأوروبيين إلى "اختيار جانبهم". من جهته، أعلن وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير أنه سيسلح جميع الإسرائيليين، مشيراً إلى أنه لن تُحسّن أوضاع الأسرى الفلسطينيين في السجون. وفي سياق متصل، أفاد مسؤول أمني بأن مدينة غزة ستتعرض لهجوم غير مسبوق، ما يعكس تصعيداً محتملاً على أكثر من جبهة، بما في ذلك اليمن ولبنان، وفق تصريحات نتنياهو. من جانبها، جددت الرئاسة الفلسطينية رفضها واستنكارها"أي استهداف للمدنيين الفلسطينيين والإسرائيليين"، مؤكدة أن الأمن والاستقرار في المنطقة لن يتحقق إلا بإنهاء الاحتلال ووقف أعمال العنف في قطاع غزة، وإيقاف إرهاب المستوطنين في الضفة الغربية بما فيها القدس. في الوقت نفسه، كشفت مصادر مطلعة عن تفاصيل المبادرة الأمريكية الأخيرة التي سلمها مبعوث الرئيس ترمب إلى حركة حماس، والتي تشمل إطلاق جميع الرهائن خلال 48 ساعة، بدء وقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا، ونقل المساعدات الإنسانية إلى غزة فور التنفيذ، كما تتضمن المبادرة تشكيل حكومة جديدة، نزع سلاح حماس، وانسحاب القوات الإسرائيلية عند نجاح المفاوضات، مع ضمانة شخصية من ترامب للتفاوض بحسن نية. وأعلنت إسرائيل، عبر وزير الخارجية جدعون ساعر، استعدادها لقبول الاتفاق الشامل الذي ينهي الحرب ويتضمن إطلاق الرهائن وتسليم حماس لسلاحها، بينما أبدت الحركة موافقتها المشروطة على الانسحاب الإسرائيلي ووقف النار مع ضمانات عدم خرق الاتفاق. ومنذ هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023، لا يزال 47 شخصًا محتجزين في غزة، بينهم 25 لقوا حتفهم، من بين 251 أسرى، كما أسفرت العمليات العسكرية الإسرائيلية في القطاع عن مقتل أكثر من 64 ألف شخص، غالبيتهم من المدنيين، وفق أرقام وزارة الصحة التابعة لحماس، التي تعتبرها الأممالمتحدة موثوقة.